عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2009
  #13
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: ألف دلالة ودلالة في الصلاة على نور الوحي والرسالة

أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة.

وكما يختص المحدثون بتعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيره وإجلاله اختصوا أيضا بكثرة صلاتهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال عباس العنبري وعلي بن المديني: ما تركنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل حديث سمعناه، وربما عجلنا فنبيض الكتاب في حديث حتى نرجع إليه.

ومن ثمرات هذا الحرص على كتابة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما كتب اسمه الشريف ما رواه عبيد الله بن عمر القواريري رحمه الله وهو من أئمة الحديث قال: كان لنا جار وراق فمات فرأيته في المنام فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، قلت: بماذا؟ قال: كنت إذا كتبت اسم النبي كتبت: صلى الله عليه وآله وسلم هـ.

وقال الإمام محمد المهدي الفاسي رحمه الله في مطالعه:
ويشبهها ما حكي عن أبي عمر: قال: أخبرني رجل من الصوفية قال: رأيت صاحبا لي بعد موته في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: بماذا؟ قال:
كنت أكتب الحديث فإذا جاء ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتبت عند اسمه: صلى الله عليه وآله وسلم، أبتغي بذلك الثواب، فغفر الله لي بذلك.

وقريب من ذلك أيضا ما روى الحافظ أبو عبد الله النميري بسند يرفعه إلى سفيان بن عيينة، قال: حدثنا خلف صاحب الخلقان قال: كان لي صديق يطلب معي الحديث فمات، فرأيته في المنام وعليه ثياب خضر جدد يجول فيها، فقلت له: ألست صاحبي الذي كنت تطلب معي الحديث؟! فما هذا الذي أرى؟! قال:
كنت أكتب معكم الحديث فلم يمر بي حديث فيه ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا كتبت بأثره: صلى الله عليه وآله وسلم، فكافأني ربي بهذا الذي تراه علي. نقله ابن وداعة.
وذكر الحكاية أيضا ابن سبع وابن بشكوال وجبر وابن وداعة وابن منديل عن محمد أبي سليمان، قال: رأيت أبي في النوم فقلت: يا أبت، ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: بماذا؟ قال:
بكتابتي الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل حديث.
ونسبه جبر لكتاب القربة ـ يعني لابن بشكوال ـ .

وقال أبو صالح عبد الله الصوفي: رئي بعض أصحاب الحديث في النوم، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، فقيل له: بأي شيء؟ فقال:
بصلاتي في كتابي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هـ.

وقال أبو العباس بن منديل رحمه الله في تحفة المقاصد: رئي الإمام الشافعي رحمه الله في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر الله لي، فقيل له: بماذا؟ قال:
بخمس كلمات كنت أصلي بهن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقيل له: وما هن؟ قال: كنت أقول:
اللهم صل على سيدنا محمد بعدد من صلى عليه، وصل على سيدنا محمد بعدد من لم يصل عليه، وصل على سيدنا محمد كما أمرت بالصلاة عليه، وصل على سيدنا محمد كما تحب أن يصلى عليه، وصل على سيدنا محمد كما تنبغي الصلاة عليه هـ.

وقال الحافظ السخاوي رحمه الله بخصوص تأليفه القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع: وقد أخبرني بعض الثقات من أصحاب الشيخ أحمد رسلان وغيره من الأولياء المعتبرين ـ ختم الله لنا وله بالصالحات ـ أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، وأنه أحضر إليه هذا الكتاب، ووضعه بين يديه، وأقره صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك في منام طويل هـ.

قلت: كيف لا وكتابه القول البديع من أنفس وأجمع ما ألف في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
فإن كانت الصلاة على رسول الله شعار المحبين لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإن إفراد كتاب فيها مع الاعتناء بتبويبه وتفصيله تعظيم واضح وتشريف صريح لمقام سيد ولد آدم صلى الله عليه وآله وسلم.

يتبع..
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس