عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2010
  #115
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الجَلِيلُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو من له الجلالة والعز، والغنى والنـزاهة، والكمال الذاتي والصفاتي (1) .

من عرفه خاف من جنابه، وعكف على بابه (2) .

له الجلالة التي تدكُّ الشامخ العالي، وعزّة ترفع شأن المطيع الموالي (3) .

واعلم أن صفات الحق أقسام:

صفات جلال: وهي العظمة، والعزة، والكبرياء، والتقديس. وكلُّها ترجع إلى اسمه تعالى "الجليل".

وصفات جمال: وهي صفات اللطف، والكرم، والحنان، والعفو، والإحسان. وكلُّها ترجع إلى اسمه تعالى"الجميل".

وصفات كمال: وهي الأوصاف الذاتية التي دونها جميع العقول والأرواح، مثل اسمه "القدوس".

وصفات ظاهرها جمال وباطنها جلال: مثل اسمه تعالى"المعطي"، "المنعم".

وصفات ظاهرها جلال، وباطنها جمال: وهي مثل "النافع"، "الضار".

فقد يعطي للعبد الدنيا وفي طيها جلال وحجاب، وقد يمنع العبد عن الدنيا وفي طيه عطاء واقتراب..... والعارف بالله هو الذي جمع المراتب.
واعلم أن الجمال قسمان:

جمال في الصورة الحسية، وجمالٌ في الصفات المعنوية. والذي جمَّل وأفاض عليها الجمال هو الله. فإذا رأيت صورةً جميلةً تجلَّى من جمالها سرُّ المتجلِّي سبحانه وتعالى.

أما جمال النفوس بالمعاني: فهو أعلى من جمال الأجسام. وإذا لاح لروحك معنى من معاني جماله تعالى هام قلبك، وانجذب لُبُّك، وتأكَّدت أن جمال الجنة ونعيمها دون نظرة واحدة إلى جمال الجميل.

وإذا تغلَّبت عليك نفسك، وتمكَّن منك الشيطان؛ فاستحضر جلالة العظيم الذي أذلَّ فرعون وهامان، وقل: يا "جليل"، وأكثر من ذكره بالاحترام والتبجيل، فيسطع عليك نور الجلال، فيمحو عنك كل ضلال ومحال، ومن رآك رأى "الجليل" ظاهراً يمدك بالتأييد والعز... (4) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي ...أنت الجليل الذي ترتعد الملائكة من جلالك، وتذوب الأكباد من خشية سلطانك، وأنت الكريم الذي تحن إليك القلوب، والرحيم المتجلي بالحنان المنفس من المكروب؛ لك الكمال المطلق، والعز المحقَّق. امنحنا عيون البصيرة التي نراك متجلياً بكل الصفات، فنعبدك حباً في الذات، واحفظنا من الغرور بظاهر الجمال، والوقوف عند صور الأعمال، فوراء الصور معان يراها العبد النوراني. إلهي .... تجلَّ لي باسمك الجليل، فلا أرى مخلوقاً إلا وقد سجد للحضرة، وأرى الكل ذليلاً لتجلي باهر قدرتك، فلا أقدم على معصية، إنك على كل شيء قدير. وصلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"
. " اهـ


(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف "الكَرِيمُ جَلَّ جَلالُهُ... )


(1) : وقيل: الجليل هو المستحق للأمر والنهي، الذي يصغر دونه كل جليل ، ويتضع معه كل رفيع . وقيل: هو الذي جلَّ من قصده ، وذلَّ من طرده . وقيل: هو الذي جلَّ قدره في قلوب العارفين، وعظم خطره في نفوس المحبين. وقيل: هو الذي أجلَّ أولياءه بفضله، وأذلَّ الأعداء بعدله.

(2) : ومن عرف جلاله، ظهر في عوالمه إجلاله، فكان ذا همة ومحبة، وأنس واحترام، أما العابدون فشهدوا أفضاله فبذلوا نفوسهم، وأما العارفون شهدوا جلاله فبذلوا قلوبهم، والمحبون شهدوا جماله فبذلوا أرواحهم، فمن كان له علم اليقين شهد جلاله، ومن كان له حق اليقين شهد جماله.

(3) : واعلم أن الحق سبحانه يكاشف القلوب مرة بوصف جلاله، ومرة بوصف جماله، فمن كاشفه بوصف جلاله أفناه، ومن كاشفه بوصف جماله أحياه، فكشف الجلال يوجب المحو والاضمحلال، وكشف الجمال يوجب السرور والإجمال، فالعارفون كاشفهم بجلاله فغابوا، والمحبون كاشفهم بجماله فطابوا قاله القشيري .

(4) : والتعلق بهذا الاسم: الخضوع والاستكانة تحت ستر جماله، فلا تهاب أحداً سواه، ولا تحب إلا إياه.

والتخلق به: بإجلال نفسك عن الدناءات والسفسافات، إذ أنت أجلُّ مخلوق وأبدعه. وقال سيدي ابن عطاء في الحكم: "جعلك في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته، ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته، وأنك جوهرة تنطوي عليك أصداف مكوناته"، انتهى .

والتحقق به: يحصل في مقام الاعتدال بين الظاهر والباطن، حتى يكون ظاهرك جلالياً، وباطنك جمالياً، وأنت بينهما برزخ لا يبغيان؛ فإن الولي الكامل هو الذي يكسوه الله حلة الجلال، وحلة الجمال؛ فبجلاله يسمع قوله، ويمتثل أمره، وبجماله تتعشق إليه القلوب، وتخضع له الأرواح، والله تعالى أعلم " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس