عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2010
  #118
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

المُجِيبُ جَلَّ جلالُهُ


"هو الذي يجيب دعوة السائل بالقبول، ويمنحه فوق ما يطلبه من المأمول (1) .

علم افتقارنا إلى الغذاء فقدَّر لنا أسباب الوصول إليه. دعوناه في الأزل بلسان الفقر فسهَّل لنا كل الأمر. حثَّنا على السؤال والدعاء في قوله تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم } (2) .

فالإجابة محقَّقة، وهو حكيم؛ فإن طلبت الدنيا استجاب، أو ادَّخر لك ذلك في الآخرة.

والحق سبحانه يحب العبد الملِحَّ في الدعاء (3) .

وورد في الحديث: ( من لم يسأل الله يغضب عليه) (4) .

وقد ورد في حديث آخر: (الدعاء يرد البلاء، والبلاء ينـزل من السماء والدعاء يرفع إليها فيتقابلان، ويتصارعان إلى يوم القيامة) (5) .

والعبد المتخلِّق بنور هذا الاسم يكون مجياً لله ولرسوله، بتوفيق الله (6) .

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُم } (7) .

ثم يكون مجيباً لسؤال من سأله في العلم إن كان عالماً، ولسؤال من سأله في المال إن كان غنياً، ولسؤال من استنجد به إن كان مظلوماً، وإن كان عاجزاً يرد بلطف. قال تعالى: { وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ } ( 8 ) .

ولقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجيب الأرامل والمماليك والفقراء، والضعفاء، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت) (9) .

وذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم تخلَّق بأخلاق "المجيب" سبحانه، قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: ( إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) (10) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت المجيب لمن دعاك، والمغيث لمن ناداك، تنصف المظلوم من الظالم، لأنك فوق الكل حاكم. إلهي .... إن نفسي ظلمت روحي فحجبتها عن الأنوار، ومنعتها من الأسرار، فانصر الروح على النفس بفضلك، وأسعدها في رياض وصلك.
إلهي .... لا تردَّ لنا الدعاء فأنت المجيب، ولا تؤاخذنا بما فرط منا فمن دعاك لا يخيب، واجعل لنا نوراً موروثاً من نور اسمك المجيب، فنستجيب لأمرك ونقوم بشكرك وذكرك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم" اهـ.




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " الوَاسِعُ جَلَّ جَلالُهُ ... )


(1) : : ومعناه في حقه تعالى: أنه يجيب دعوة الداعين، ويشكر وسيلة المتوسلين، ويسكِّن ضرورة المؤمِّلين، يعطي قبل السؤال، ويحقق مراد عبده بعد سؤاله بجميل النوال. وإذا خطر ببال أوليائه حاجة أجزلها لهم قبل ذكر اللسان، وربما تتأخر الإجابة عن الدعاء حسبما اقتضته المشيئة.

(2) : سورة غافر - الآية 60.

(3) : فائدة جليلة:

في حكم سيدي ابن عطاء الله السكندري :" لا ترفعن إلى غيره حاجة هو موردها عليك ، فكيف يرفع غيره ما كان هو له واضعاً ؟ من لا يستطيع أن يرفع حاجة عن نفسه ، فكيف يستطيع أن يكون لها عن غيره رافعاً ؟". أي لا ترفعن إلى غيره تعالى حاجة؛ كفقر أو نازلة هو موردها عليك اختباراً لك، بل ارفع إليه ذلك، فإنه سبحانه يحب أن يسأل، وفي الحديث: " من لم يسأل الله يغضب عليه " .

وما ألطف قول بعضهم :

لا تسألن بني آدم حاجة
وسل الذي أبوابه لا تحجب

فالله يغضب أن تركت سؤاله
وبني آدم حين يسأل يغضب

ومن المحال أن يرفع غيره سبحانه ما كان هو له واضعاً، فإن الله غالب على أمره، والعبد شأنه العجز عن رفع النازلة عن نفسه، فكيف يستطيع أن يرفعها عن غيره؟ فالطلب من الخلق غرور وباطل، وليس تحته عند أرباب البصيرة طائل، وهذا إذا كان على وجه الاعتماد عليهم، والاستناد إليهم، مع الغفلة في حال الطلب عن الله تعالى. وأما إذا كان من باب الأخذ بالأسباب، مع النظر إلى أن المعطي في الحقيقة الملك الوهاب، فهو من هذا الباب. والله أعلم بالصواب .

(4) : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (إنه من لم يسأل الله يغضب عليه). رواه الترمذي في كتاب الدعوات - الحديث رقم 3370 - بسنده عن أبي هريرة.

(5) : وقد جاء في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكثير الكثير في فضل الدعاء وأثره في دفع البلاء منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " الدعاء يرد البلاء".

رواه الطبراني وأبو الشيخ عن أبي هريرة وابن عباس مرفوعا، ورواه الديلمي عنه بلفظ "الدعاء يرد القضاء" في حديث أوله "بر الوالدين يزيد في العمر"، ورواه الطبراني عن أنس رفعه بلفظ "اُدعوا، فإن الدعاء يرد القضاء"، والطبراني أيضا عن سلمان رفعه "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر"، والطبراني أيضا عن ثوبان رفعه بلفظ "لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر"، والحاكم عن ثوبان أيضا بلفظ "الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في الرزق، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يذنبه"، وفي لفظ "يصيبه"، وروى أحمد والطبراني أيضا عن معاذ بن جبل مرفوعا "لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله"، روى الطبراني عن عائشة مرفوعا "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينـزل، وإن الدعاء والبلاء ليعتلجان إلى يوم القيامة"، وللترمذي عن ابن عمر مرفوعا "إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل"، وأخرج أيضا حديث سلمان المار وقال حسن غريب، وأخرج أحمد حديث ثوبان، وصححه ابن حبان والحاكم وتقدم له طريق أخرى في "إن الله لا يعذب بقطع الرزق"، وأخرج أحمد وابنه حديث معاذ، وأخرج العسكري حديث عائشة عنها مرفوعا بلفظ "لا ينفع حذر من قدر، والدعاء يرد البلاء، وقرأ { إلا قوم يونس لما آمنوا } ، قال دعوا"، قالت: وإن كان شيء يرد الرزق، فإن الصُّبْحَة تمنع الرزق. وأرادت بالصبحة نوم الغداة لمن تعودها.

(6) : والعبد الحق يكون العبد مجيباً لربه اولاً فيما أمره به ونهاه، وفيما ندبه إليه ودعاه، ثم لعباده فيما أنعم الله عليه بالاقتدار عليهم، وفي إسعاد كل سائل بما يسأله إن قدر عليه، وفي لطف الجواب إن عجز عن الإجابة، ويجب على العبد أن لا يستعظم ما يسأله من الله، ولا يمل الاستكثار من الدعاء، وقد جاء في الحديث الشريف: إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله . فالتخلق باسمه تعالى المجيب: أن تجيب من دعاك في أمر دينك، ودنياك: ( ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال: لا )، والاجابة في الدين وهو العلم، إن كان يليق الجواب بالسائل، وإلا فالسكوت أولى .

(7) : سورة الأنفال - الآية 24.

( 8 ) : سورة الضحى - الآية 10.

(9) : حديث "لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع لقبلت"أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة.
والكراع: كغراب ما دون الركبة إلى الساق من نحو شاة أو بقرة، وقوله:"لقبلت" أي لم أردَّه على المهدي وإن كان حقيراً جبراً لخاطره. وقوله"ولو دعيت إليه" أي لو دعاني إنسان إلى ضيافة كراع غنم (لأجبت): لأن القصد من قبول الهدية وإجابة الدعوى تأليف الداعي وإحكام التحابب وبالرد يحدث النفور والعداوة ولا أحتقر قلته والكراع أيضاً موضع بين الحرمين قال الطيبي: فيحتمل أن المراد بالثاني الموضع فيكون مبالغة لإجابة الدعوى اهـ. وقال غيره: كان عليه السلام ناظراً إلى اللّه معرضاً عما سواه يرى جميع الأشياء به والعطاء والمنع منه والمعنى لو أهدي إليَّ ذراع لقبلت لأنه من اللّه إذ هو على بساطه ليس معه غيره وقوله لو دعيت عليه لأجبته معناه أنه يناجيه فلا يسمع غيره داعياً فقبوله منه تعالى وإجابته إياه لأنه معه لا يسمعه غيره.

وفيه حسن خلق المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وحسن تواضعه وجبره للقلوب بإجابة الداعي وإن قل الطعام المدعو إليه جداً والحث على المواصلة والتحابب.

والحديث رواه الإمام أحمد في المسند، والترمذي، وابن حبان بسنهم عن أنس، وكذا رواه البخاري عن أبي هريرة في مواضع النكاح وغيره بلفظ:" لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إليَّ ذراع لقبلت".

(10) : قطعة من حديث قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، جفت الأقلام ورفعت الصحف.
رواه الإمام أحمد في المسند، والترمذي في السنن، والحاكم ي المستدرك بسندهم عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما . انظر: كنـز العمال - المجلد الثالث - الحديث رقم 5691. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس