عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي العارف بالله الشيخ محمد النبهان في عام الجفاف والمجاعة عام 1958م

لنكن كما كان العارف بالله الشيخ محمد النبهان في عام الجفاف والمجاعة عام 1958م

في سنة 1958م أودت بسوريّا سنوات ثلاث غُبر سوداء، وأصاب البادية جفاف وقحط شديد، هلكت فيه أكثر الماشية وارتخصت أثمانها، حتى أصبح ثمن الشاة الواحدة ليرتين سورية، وبقيت الإبل هياكل في مباركها فجمع رضي الله عنه ذوي الوجاهة والمال يذكّرهم بحالة البدو، وقدّم كل ما عنده كما هو شأنه في كل مشروع يعمد إليه ومما قاله لهم: الصدقة أفضل من حج التطوع . فجمعت الأموال الكثيرة، وأرسل النسوة بحليهنّ من الذهب والجواهر، وأمر رضي الله عنه بشراء الآف الأطنان من الدقيق والتمر، وألّف لجاناً للتوزيع .

حدثنا الشيخ عمر الملا حفجي أحد القائمين على التوزيع قال: أمر رضي الله عنه أن يكون التقسيم على النحو التالي:

أولاً: كيس دقيق(جوال) وكيس تمر لكل عائلة .

ثانياً: يعطي لشيخ النـزل ضعفين، وعشرة أضعاف لشيخ العشيرة، أما سبب التفاوت في الحظوظ فيرجع إلى تفاوتهم في الحاجة إلى المؤن التي تقَدَّم للضيوف .

وشمل العطاء البادية المنكوبة من مدينة (أبو كمال) على الحدود العراقية حتى مشارف حمص فقضى على المجاعة وأنقذ الأرواح .

ماذا قال أمير عشائر (عنـزة) ريكان المرشد؟

قال رضي الله عنه : (لما وصلت سيارة التوزيع أمير (عنـزة) بكى كثيراً ثمّ ضحك! فسئل: لماذا بكيت يا أبا طراد ولماذا ضحكت؟ فأجاب: بكيت لأنّكم ضيوفي وليس عندي ما أقدّمه لكم لا كراعَ غنم ولا عود زرع أخضر، وضحكت لأني فهمت أن هناك مؤمنين تسأل عن مؤمنين، ومسلمين تسأل عن مسلمين).وذلك عمل لم تتمكن الدولة من القيام به وقتئذٍ .

ودفع رضي الله عنه مرة لولده عبد الله ستة عشر ألف ليرة سورية ليشتري حنطة يبذرها ديماً، فجاءه بعد أيام رجل اسمه عبد الرحمن الأبيّض و شكى له حاجته إلى ست عشرة ألف ليرة سورية تماماً، فأمر رضي الله عنه ولده بدفع المبلغ إليه هدية.

جاءت إليه لجنة بناء مسجد من قرى حمص فقال لهم: لا مال عندي لأعطيكم، ولكن اتبعوني إلى الدار ...فخرج إليهم بسجاد من بيته وأهداه لمسجدهم!!

حدّثنا ابن أخيه الشيخ محمّد علي النّبهان قائلاً: جيء إلى حـلب بخمسمائة رأس من غنمه رضي الله عنه فأمر الوكيل ببيعها وإحضار الثمن، فقال أحد ولديه لوالدي الحاج علي: يا عمّي قل لوالدي يقتطع لحاجتنا شيئاً من المبلغ!فقال له: يا أخي يا أبا أحمد أليس فرض الزكاة كذا وكذا فأنت أعط أكثر، واجعل لأولادك سهماً من الثمن فأجابه رضي الله عنه :( هذه زكاتك يا بخيل، أما زكاتنا فنحن وما نملك لله تعالى) . وذرفت عيناه رضي الله عنه فأخرج من الطاولة أمامه رسائل عديدة، وقال للحاج علي: كان عليّ أن لا أظهرها لأحد ولكن.. وأخذ منها واحدةً وقال: كيف لي أن أنام وعندي رسائل المحتاجين من المسلمين؟ هذه أرملة تهدم بيتها القديم حجرةً فحجرة حتى أصبحت تقيم مع أولادها في المطبخ، فكيف أتركها وهي بحاجة إلى بناء غرفة)؟ .

ينفق ما عنده رضي الله عنه ، ويستدين ويعطي، ومن مآثره رضي الله عنه إعلام من حوله أن سيأتيه غداً مال من وارد القمح أو القطن أو غير ذلك، فمن عنده حاجة فليتهيأ، وعُرف أمره بين الناس، فمن به فاقة ذهب إلى الشيخ النّبهاني، فتجده رضي الله عنه شريك كل ذي همٍ في همه، والمشكلة مهما صعبت فهي سهلة عنده ما دامت تُحَل بالمادة، ومن أقواله رضي الله عنه : والله يا أولادي لو كان عندي بعدد ورق الشجر ليرات لوزّعتها عليكم . .

وقدم إليه رجل يتوعد عمه بالقتل، لأنّه أغلى عليه مهر ابنته، فدفع له رضي الله عنه كامل المهر وأصلح بينهما

وحدثنا خادمه الحاج مصطفى سروجي رحمه الله تعالى قائلاً: جاءه ذو حاجة لأربعين ألف ليرة سورية وهو يبكي، ولم يكن عنده وقتئذٍ أربعون قرشاً، فهدّأ روعه واستضافه، حتى إذا أصبح الصباح استدان رضي الله عنه المبلغ ووهبه لضيفه!!

ومثل هذه الأمور إن خلا منها يوم، لا يخلو منها أسبوع، فهو رضي الله عنه وارث لمرتبة استدن عليّ . التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

سأله أحد أصحابه الحاج فوزي شمسي قال: هل كلّفك الله تعالى يا سيّدي بأن تستدين وتعطي للناس؟ فأجاب رضي الله عنه :( أما تحمد الله يا حاج فوزي أن أراك الله هذه المرتبة، وكنت تسمع بها فقط؟.

وسمعته رضي الله عنه يقول: حسبت البارحة الدين الّذي علي فكان مليون ليرة سورية . ثمّ قال: مثل مليون بعرة)! .

وبلغت ديونه المليون ونصفه ليرة سوريّة، وهو مبلغ كبير آنذاك فجاءه حاصل الزراعة فأوفى أكثر دينه..

ورأيت عنده رضي الله عنه سجلاً بأربعمائة عائلة فقيرة، يوزع عليها المؤن والكساء، لاسيّما أيام الشتاء ورمضان والعيدين . ( من كتاب السيد النبهان تأليف الشيخ هشام الألوسي ط 2)
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس