عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2014
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي وإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ

{وإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ( 62 ) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 63 )} (الأنفال)

أقول:
على المؤمنين أن يجتمعوا على محبّة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذه المحبة تُخرِج الحظوظ من البين، فيبقى مجرد الإيمان.

ومن مقتضى الإيمان والتحابب في الله تعالى الصدقُ، فإذا ثبت الصدق بين اثنين أو بين جماعة أو بين الشيخ والمريد أو بين المعلم والتلميذ تكون ثمرته رضا الله تعالى، بشرط أن تُخرَج النفس من البين.

فإذا دخلت النفس يرى الإنسان نفسه أعلى من الآخرين، وينظر إليهم بعين النقص، هذا ميزان الناقصين.

ميزان الناقصين التكبّر ، وميزان الكاميلن التواضع.

حينذاك تفشل المحبة بينهم؛ لأن المحبّةَ بدون محبة الدّين ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فارغة.

فلا بد للمحبّة التي ألّف الله تعالى بها بين المؤمنين برحمته وكرمه أن لا تكون معلولةً، لا بالدنيا ولا بالمشيخة ولا بأي شيء.

علينا أن نجرد محبتنا وطاعتنا؛ لقوله تعالى {إنما المؤمنون إخوةٌ} (الحجرات:10)، فإذا صرنا إخوةً بما قاله الله تعالى لنا نكون من المتحابين في الله، فإذا حصل بيننا بعض الأمور إن كانت دينية نرجع في حلّها إلى الكتاب والسنة، وإن كانت دنيوية نتذاكر فيما بيننا - والمتذاكرون ليسوا أعداء لبعضهم- فتكون الثمرة إن شاء الله تعالى للمتحابين لا للمتباغضين.

وإذا دخلت النفسُ تُقطَع المحبةُ بالكلّية، فلا بد بين المتحابين من النصيحة، فإن كان في واحد منهم شيء من الأخلاق الذميمة وسَمِع الوعظ العامَ، عليه أن يترك هذه الأخلاق، وإلا فإنها تضره وتضر الآخرين كذلك، هذا ليس شأن المتحابين في الله.

المتحابون في الله جلَّ وعلا لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يمشون مع المخالفين.
فالناس لا يخلون من المخالفات إلا بعد تهذيب النفوس، وهذا صعب على الإنسان، لذلك عليك أن تتبع الكتاب والسنة، ولا تخدع بخداعهم ليغيروا استقامتك.

نرجو الله تعالى أن يطهّر قلوبنا من كلّ وصف يباعدنا عن محبته، ويثبّت لنا الاستقامة.


لسيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله

https://www.facebook.com/FathullaJam...2?stream_ref=1
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس