عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2014
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: رسالة ما يجب معرفته على كل مسلم ومسلمة للشيخ محمد سعيد البرهاني

( ومن الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ) : الإيمان بمعجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وكرامات الأولياء التي هي حق ، ومنها : أن كل شيء سوى الله حادث ، وخلق الله الأشياء كلها من عدم ... ومنها : الإيمان بالإسراء والمعراج ، فالإسراء : هو سير النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ومنكره كافر ، لأنه ثابت في القرآن العظيم ، ومن انكر من القرآن العظيم حرفا واحدا مُجمعا عليه فهو كافر بالله . وأما المعراج : فهو صعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات السبع وإلى الجنة ثم للعرش ثم إلى مافوق العرش بالجسم واروح ومنكره فاسق ، ومنها : اعتقاد أن من مات كافرا فهو وخلد في النار ومن مات مؤمنا فهو مخلد في الجنان بمحض فضل الله تعالى وكرمه ، إذا لم يكن عاصيا وأما إذا كان عاصيا فأمره مفوض إلى الله سبحانه وتعالى : إن شاء عذبه بعدله ويكون مآله إلى الجنة بعد أن يستوفي جزاءه ، وإن شاء عفا عنه بمنه وكرمه ، وأدخله الجنة مع السابقين ، ومنها : اعتقاد رؤية الله عز وجل في الآخرة لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة ولا إحاطة .

( ومن الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ) : اعتقاد حرمة المسائل التالية : الزنى واللواط وإتيان البهائم وإتيان الزوجة في دبرها وفي أثناء حيضها ونفاسها . ومنها اعتقاد حرمة شرب الخمر واستعمال كل مسكر وأكل الربا وإطعامه والرشوة ، سواء الراشي والمرتشي ، إلا إذا كان متعذرا وصول الراشي إلى حقه إلا بواسطة الرشوة فيعذر الراشي فقط . ومنها حرمة لبس الحرير واستعمال الذهب ، والفضة للرجال . ومن الأمور المحرمة : السرقة والخديعة والغش والغصب والخيانة والقمار بأنواعه والمكر والغيبة ، إلا ما استثنى الفقهاء عند الضرورة كما في كتب الفقه . ومنها حرمة كل ما فيه إيذاء كالسخرية والهمز واللمز ، قال الله تعالى " ويل لكل همزة لمزة " الهامز : هو الذي يعيب الناس بغيابهم . واللامز : هو الذي يعيب الناس مواجهة ، وقيل الهمز ما يكون باللسان واللمز ما يكون بالعين واليد وغيرهما . ومنها : قذف المحصنات - أي رمي العفيفات الغافلات - وشهادة الزور والجمع بين الأختين زواجا . ومنها : الزواج من المحرمات حتى من الرضاع ، ومنها : حرمة زواج المطلقات ثلاثا ، أو اعتقاد حلها قبل أن تنكح زوجا غيره . ومنها : السب واللعن والدعاء بسوء على نفسه أو أولاده أو على الناس . ومنها : اعتقاد حرمة الكذب ولو مازحا ، ويستثنى منها مسائل عند الضرورة مذكروة في كتاب الأذكار للأمام النووي رحمه الله ، وفي غيره من كتب الفقه . ومنها : اعتقاد حرمة الأمور المتعلقة بالقلب كالحقد والحسد والكبر والعجب والرياء وإرادة الشر للناس وغيرها .

ومما يجب الإيمان به : رؤية الله تعالى في المحشر ، قبل
دخول الجنة ، بلا كيف ولا إحاطة ولا جهة ، ومنها : الإيمان بصحف الأعمال ، واللوح المحفوظ والقلم والعرش والكرسي ، خلق الله هذه الأربعة لحكمه ، لا لحتياجه إليها . ومنها : اعتقاد وجود الجنة والنار ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج إلى السماء رآهما ، خلافا لبعض الفرق التي تقول : إنهما ستوجدان يوم القيامة .

( فائدة مهمة ) غن الأمور المعلومة من الدين بالضرورة كثيرة ، ولأجل أن يكون العبد مؤمنا بجميع صفات الله كما هي في علمه تعالى ، لأن ذات الله وصفاته لا يمكن أن تدرك ، فعليه أن يكثر من قول ( أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنه موصوف بصفاته الذاتية والفعلية وأشهد أن محمدا رسول الله المبعوث بالكتاب والشريعة ـ آمنت بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعتقد حرمة جميع ما حرمه الله تعالى ، وحلّ جميع ما أحله الله ) .

واعلم أن النطق بالشهادتين بعد البلوغ فرض على كل مكلف مرة واحدة ، في عمره بنية الفرض ، وإلا فيكون عاصيا مدة حياته ، وإذا مات يموت عاصيا ، وأما الإكثار منه فحسن جدا ، ويطلب أيضا من المكلف أن يقول بعد البلوغ : عزمت أن أطيع الله تعالى ولا أعصيه ، وعزمت على أداء ما فرض الله عليّ ، وعزمت على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم .



- فصل -

في تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوقين

ومما يجب الإيمان به : أن الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات المخلوقين ، وكا ذكره الله تعالى في القرآن العظيم من ذكر الوجه واليد والنفس ، وكذا ما ورد في السنة من الرجل والإصبع ، كلها بلا كيف : أصلها معلوم ووصفها مجهول ، نؤمن بها مع تنزيه الله سبحانه وتعالى ، عما هو محال عليه ، مما يقتضي جسما أو جهة ، كالإستواء على العرش ، فالآيات والأحاديث التي فيها ذكر الصفات ، فيها مذهبان : مذهب السلف ( وهو الأسلم ) أن يفوض على حقائقها إلى الله تعالى مع التنزيه عما دلت عليه ظواهرها ، فيقولون " يد الله فوق أيديهم " مثلا : ظاهر الآية وهو أن يكون المراد من اليد الجارحة غير المراد ، بل علمها مفوض إلى الله تعالى ، مع تنزيه تعالى عن صفات المخلوقين ، وكذا الإستواء على العرش . ومذهب الخل : التأويل ، وهو : أن يراد من اليد : القدرة ، ومن القرب : إكرام العبد ، ومن البعد : إهانته ، وكذا معنى قوله تعالى " عند مليك مقتدر " أي إكرامه ، وكذا المجيء والنزول بلا كيف ، ثم المراد من الإستواء على العرش : علو عظمة وربوبية ، لا إرتفاع مكان ومسافة ، فمن اعتقد أن الله على العرش ، والعرش مستقر له ، فهو كافر ، والله سبحانه وتعالى غني عن العرش والكرسي ، بل عن كل ما سواه ، ومنزه عن كل ما لا يليق به ، وكل شيء مفتقر إليه تعالى .

تنبيه مهم

إذا أشكل على الإنسان شيء من دقائق التوحيد ، فيجب عليه في الحال أن يقول : آمنت بما هو الصواب عند الله ، ويذهب إلى عالم ويسأله ولا يسعه تأخير الطلب ، ويُكفر إن وقف ( أي تردد ) ، لأن التردد في المؤمن به يمنع تصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم .



- فصل -

في ذكر بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم
وشمائله الكريمة ونسبه الشريف

وقد مرّ في أول هذه الرسالة أنه من الواجب على الأولياء تعليم من في رعيتهم نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعض صفاته المتواترة ، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، هو النبي الأمي ، ( والأمية معجزة له ) العربي الهاشمي القرشي ، نخبة بني هاشم المختار ، المتخب من خير بطون العرب ، وأفضلها في النسب ، وأشرفها في الحسب ، ابن عبدالله ابن عبدالمطلب ، كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها ، وأحسنهم خلقا ، وكان وجهه الشريف مستديرا ( أي لم يكن شديد تدوير الوجه ) كأن الشمس تجري في وجهه الشريف وكان لونه أبيض ، مشربا بحمرة ، وكان صلى الله عليه وسلم معتدل القامة غير طويل ولا قصير ، ولكن إلى الطول أقرب ، وما كان في لحيته ورأسه الشريف إلا تسع عشرة شعرة بيضاء ،وقيل : ثمان عشرة شعرة ، وقيل : سبع عشرة ، وكان يرى صلى الله عليه وسلم بالليل في الظلمة ، كما يرى في ضوء النهار ، وكان يرى من خلفه ، كما يرى من بين يديه ، وقد كانت الرائحة الطيبة ملازمة له ، وإن لم يمس طيبا ، وكان إذا مشى بالشمس والقمر لا يظهر له ظل ، وكان يأمر أصحابه أن يمشوا بين يديه ، وهو خلفهم تواضعا منه ، ويقول ( خلوا ظهري للملائكة ) ، فشمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا ، مملوءة بذكرها المجلدات الضخام .

ومما ينبغي : تعليم الأولاد محلّ ولادته صلى الله عليه وسلم ، وأنها في مكة المكرمة وانه ولد عام الفيل ، وانه هاجر إلى المدينة المنورة ، وتوفي فيها ، وهو مدفون فيها ، وأوحي إليه على رأس الأربعين ( أي صار نبيا ) وأمر بالتبليغ ( أي صار رسولا ) في السنة الثالثة والأربعين من عمره ، ثم توفاه الله ونقله إلى حظيرة القدس ، في الثالة والستين من عمره .
ويلزم تعليمهم أيضا أن محبته صلى الله عليه وسلم واجبة ، وكيف لا وقد كان سببا لإخراجنا من الظلمات إلى النور وسببا لفوزنا بالجنان وإنقاذنا من النيران الأبدية ، جزاه الله عنا خيرا بما هو أهله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه آمين .

- فصل -

قال الله تعالى في كتابه العزيز " وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين " أي لا شيء في السموات والأرض وما بينهما عبث ، فأفعاله حكم ، حتى ولو بعوضة أو غيرها ، فمن اعتقد في شيء أنه عبث كفر ، فكل ما خاقه الله تعالى فيه حكمة ، سواء أدركناه بعقولنا أم لم ندركه، لأن الحكيم لا يفعل إلا كل ما فيه حكمة ، فالعبث واللهو من صفات المخلوقين ، والله سبحانه وتعالى منزه عن كل ما يشعر بنقص.

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس