قال بعضهم: كان لي مريد يخدمني اثنتي عشرة سنة وكان مع المريد سخاء وكرم، فأفسد علي وعلى الفقراء إخوانه ما ينيف على قنطار، و كان لي أخ متصل بخدمة السلطان، قال: فغضب السلطان ذات يوم على أخي ورمى عليه مالا كثيرا لا يطيقه وكنت معظما عند الناس وفـي قلوب العامة فلم يستطع المخزن أن يمسني بمكروه، قال: فاغتنمها المريد وقال: يا سيدي الشيخ لا بد أن تعطيني السر أو تعطيني جميع ما أفسدت عليك وعلى الفقراء من المال الكثير أو ندعوك للمخزن، فاختر لنفسك واحدة من هذه الخلال الثلاث، قال فقلت: يا ولدي اتق الله وسيعطيك سبحانه السر كيف تحب وفوق ما تظن، وإن شككت فـي كلامي هذا فإني أعطيك عهد الله وميثاقه عليه، فلم يزده كلامي إلا نفورا وتحريضا على إذايتي، فقال: والله لا أفارقك إلا إذا أعطيتني جميع ما أفسدت عليك من المال أو ندعوك للمخزن قال: ولو وجد المخزن إلي سبيلا ما أفلتني فأكثر علي من كلامه السابق وجعل يردده علي فأزلت على رأسي ودعوت له بالسر فأعطاه الله السر، فلم يبق إلا أياما قليلة حتى رأى شيئا حجب الله عقول عباده عنه لأنها لا تطيقه فجعل يذكره للناس، فلما سمعوا ذلك منه جعلوا عليه البينة وقتلوه من ساعته، ولو أنه صبر حتى يأخذ سر الذات الذي يدوم به سر الولاية لوفقه الله تعالى ولم يذكر شيئا من أسرار الولاية، لكن لما استعجل عاقبه الله تعالى، فقلت لشيخنا رضي الله عنه: فعلى أي شيء مات هذا فقال مات على الولاية، فحمدت الله تعالى له. والأسرار الذي مات عليها هؤلاء سمعناها من شيخنا رضي الله عنه ولم نكتبها، لكونها من الأسرار التي لا تذكر، والله تعالى يوفقنا لما يحبه ويرضاه ببركة شيخنا وبنسبه الطاهر آمين. ولنقتصر على هذا القدر من الحكايات لئلا يقع الملل، والله الموفق.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات