عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011
  #13
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشعاعات - الشعاع الرابع عشر

اخوتي الاعزاء الاوفياء!
لا اعزيكم بل اهنئكم ، اذ مادام القدر الالهى قد ساقنا الى هذه المدرسة اليوسفية الثالثة لحكمة اقتضاه ، وانه سيطعمنا قسماً من ارزاقنا هنا، وقد دعتنا ارزاقنا الى هنا. ومادامت تجاربنا القاطعة قد علّمتنا - لحد الان - ان العناية الالهية لطيفة بنا وقد جعلتنا ننال سر الآية الكريمة (وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) (البقرة: 216). وان اخواننا الحديثى العهد في المدرسة اليوسفية هم احوج الناس الى السلوان الذي تورثه رسائل النور وان العاملين في دوائر العدل هم اشد حاجة من الموظفين
الشعاع الرابع عشر - ص: 525
الاخرين الى القواعد و الدساتير السامية التي تتضمنها رسائل النور، وان اجزاء رسائل النور تؤدى لكم مهمتكم خارج السجن وبكثرة كاثرة وان فتوحاتها لا تتوقف ، وان كل ساعة فانية هنا في السجن تصبح بمثابة ساعات من العبادة الباقية. ينبغي لنا - وفق النقاط المذكورة - ان نتجمل بالصبر والثبات شاكرين خالقنا مستبشرين ازاء هذه الحادثة.
اعيد اليكم الرسائل الصغيرة المسلية كلها، والتي كتبناها في سجن "دنيزلي".
نسأل الله ان تسليكم ايضاً تلك الفقرات المشحونة بالحقائق.
* * *

اخوتى الاعزاء الاوفياء!
اولاً : حمداً لله بما لا يحد من الحمد لله. لقد ظهر في الساحة روّاد معنويون من المفتيين والوعاظ والائمة والعلماء ، الذين هم الاصحاب الحقيقيون لرسائل النور ، حيث كان الشباب والمعلمون والطلاب هم طلبة النور الغيارى لحد الآن.
فألف ألف تهنئة وبارك الله فيكم يا ادهم وابراهيم وعلي عثمان.. فلقد بيّضتم وجوه اهل المدارس الشرعية، وحولتم إحجامهم وترددهم الى شجاعة و اقدام.
ثانياً: ما ينبغي ان يتأسف ويندم اولئك الذين ولّدوا هذه الحادثة من جراء فعالياتهم وانفعالاتهم الخالصة لله. لان سجن "دنيزلي" قد بارك الذين لم يأخذوا الحذر في اعمالهم من حيث النتيجة حيث التعب قليل والفائدة المعنوية عظيمة جداً. نسأل الله الاّ تكون هذه المدرسة اليوسفية الثالثة قاصرة عن التي قبلها.
ثالثاً: علينا الشكر لله على ظروفنا العصيبة هذه في السجن وذلك لما فيها من زيادة الثواب حسب المشقة. ونسعى في الوقت نفسه لأداء وظيفتنا التي هي خدمة الايمان باخلاص. اما التوفيق في اعمالنا او الحصول على نتائج خيّرة فيها فموكولة الى الله سبحانه وتعالى ولا نتدخل فيها، بل نظل صابرين شاكرين لله ازاء هذه المعتكفات قائلين: خير الامور احمزها.
الشعاع الرابع عشر - ص: 526
وعلينا ان نعلم ان هذه الحادثة ما هي الاّ علامة على قبول اعمالنا، وهي وثيقة وامارة على اجتيازنا الامتحان في جهادنا المقدس.
* * *
الى السيد مدير السجن والهيئة الادارية:
طلب بسيط لا اهمية له ظاهراً إلا ان له اهمية قصوى بالنسبة لى:
ان حياتى التى مضت في السجن الانفرادى والتجريد المطلق وعمرى الذى ناهز الخامسة والسبعين قد اوهنا جسدى بحيث اصبح لا يطيق اللقاحات ضد الامراض وقد اجري علي قبل مدة مديدة اللقاح، ودام جراحه طوال عشرين سنة، حتى اصبح بمثابة سم ملازم. يعرف ذلك الطبيبان الصديقان في "اميرداغ". وقبل اربع سنوات اجروا علي اللقاح مع المحكومين في سجن "دنيزلي" فلازمت الفراش عشرين يوماً، علماً بانه لم يلحق الضرر بأي منهم، وقد كفانى حفظ الله وعنايته فلم اضطر الى الذهاب الى المستشفى.
بمعنى ان جسدى لا يتحمل اللقاح قطعاً، فضلاً عن ان عذرى شديد اذ قد بلغت من العمر الخامسة والسبعين ونحل جسمى وربما لا يتحمل سوى لقاح طفل في العاشر من العمر. فضلا عن اننى اقضى حياتى منفرداً في تجريد مطلق ولا اختلط مع احد من الناس. وقبل شهرين ارسل الوالى طبيبين الى "اميرداغ" وكشفوا علي كشفاً كاملاً ولم يجدوا اي مرض سارٍ إلاّ الضعف الشديد والتشنج الظهرى. فحالتى هذه لا تحملنى قطعاً على اجراء التلقيح وارجوكم رجاءاً حاراً لا ترسلونى الى المستشفى فلا تلجؤنى الى البقاء تحت تحكم الاطباء ومن لا اعرفهم، فانى لا استطيع البقاء في هذا الوضع ولم اطقه طوال حياتى. ولاسيما في هذه السنوات العشرين التى قضيتها في التجريد المطلق.
وعلى الرغم من اننى بدأت اجد الراحة في دخولى القبر في هذه الفترة إلا اننى فضلت السجن حالياً على القبر لما وجدت من معاملة انسانية في هذا السجن ولكىلا امس مشاعر الهيئة الادارية، فضلاً عن القيام ببث العزاء والسلوان في قلوب المسجونين.
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 527
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
اولاً: لا تتألموا - يا اخوتى - على الاهانات والأذى التي ينزلونها بشخصى بالذات، لانهم لا يستطيعون ان يجدوا نقصاً في رسائل النور، فينشغلون بشخصي الاعتيادي المقصّر كثيراً . فأنا راضٍ عن هذا الوضع. بل لو اجد الوفاً من الاهانات والتحقير والآلام والبلايا الشخصية لاجل سلامة رسائل النور وظهور قيمتها لشكرت الله شكراً مكللاً بالفخر، وذلك مقتضى ما تعلمته من درس النور. لذا لا تتألموا عليّ من هذه الناحية.
ثانياً: ان هذا التعدى السافر الواسع النطاق والهجوم الشديد الظالم، قد خف حالياً من العشرين الى الواحد فلقد جمعوا بضع اشخاصٍ بدلاً من الوف الخواص - من طلاب النور - وجمعوا عدداً محدوداً من اخوة جدد بدلاً من مئات الالوف من المهتمين بالرسائل المرتبطين بها. وبمعنى ان المصيبة قد تحولت الى أخف حالاتها بالعناية الالهية.
ثالثاً: لا تقلقوا يا اخوتي ولا تيأسوا فإن الوالى السابق الذي كان يحيك المؤامرات ويدبر الدسائس ضدنا طوال سنتين قد ولّى بفضل العناية الالهية.
ولربما قد خفف وزير الداخلية الهجوم علينا لسببين: انه من بلدتي. وان اجداده اهل دين حقاً.
رابعاً: لقد اثبتت تجارب كثيرة وحوادث عديدة، بما يورث القناعة التامة؛ ان الارض تهتز والسماء تبكى ببكاء رسائل النور وحزنها. ولقد شاهدنا هذا مراراً بأم أعيننا واثبتناه كذلك في المحكمة.
واعتقد ان توافق ابتهاج الصيف - في بدايته - في هذه السنة بانتشار رسائل النور سراً وتبسمها باستنساخها بالرونيو، وتطابق حدّة الشتاء وغضبه وبكائه بالقلق على مصادرة الرسائل والتحريات الكثيرة في كل مكان وتوقف نشاطها، ماهو الاّ امارة قوية على ان رسائل النور معجزة كبرى ساطعة لحقائق القرآن العظيم تتجلى في هذا العصر. حيث الارض والسماء ذات علاقة معها.
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 528
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
لقد خطر لى اليوم فجأة ان اهنئ القادمين الى هذه المدرسة بدلاً من تقديم التعازي لهم - بمناسة قضية رسائل النور - بسوقٍ من القدر الالهى والرزق المقسوم فيها، لان كل واحد من الاكثرية ينقذ الى حدٍ ما ما في عشرين سنة او ثلاثين سنة بل مائة سنة من الاتعاب والمشاق، بديلاً عن الف من اخواننا الابرياء.
وكذا فان دوام عملكم في سبيل الايمان بوساطة رسائل النور، يعني ان كل واحد منكم يؤدى عملاً كبيراً في وقت قليل، نظير ما ينجزه البعض في عشرسنوات من اعمال تنجز في مائة سنة.
وكذا فان الداخلين في هذه المجاهدة المرهقة، والحاضرين هذا الامتحان الجارى في هذه المدرسة اليوسفية الحديثة، واخذهم حظهم فعلاً من نتائجه القيمة الكلية، وملاقاتهم بيسر اخوتهم الخالصين المخلصين المشتاقين الى رؤيتهم وتبادلهم ابحاث درس ممتع لذيذ، وكذا عدم دوام اوقات الراحة في الدنيا بل ذهابها هباءاً منثوراً. اقول: ان الذين يكسبون مغانم عظيمة الى هذا الحد، وبمثل هذه الاتعاب القليلة يستحقون التهنئة حقاً.
اخوتى !
ان هذا الهجوم الواسع الذي شُن علينا، انما هو لصد فتوحات رسائل النور وغزوها القلوب. الاّ انهم ادركوا انهم كلما تعرضوا لرسائل النور ازدادت سطوعاً وكسبت اهمية اكثر وتوسعت دائرة الدروس. فلا تُغلب رسائل النور. الاّ انها تنضوي تحت ستار "سراً تنورت" ولأجل هذا بدّلوا خطتهم، فلا يتعرضون للانوار ظاهراً. وحيث اننا تحت العناية الالهية فعلينا الشكر العظيم لربنا الجليل مع التجمل بكمال الصبر .

* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 529
باسمه سبحانه
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
لقد آن أوان بيان حالتين غريبتين من احوالي:
اولاها:
اُخطر الى قلبي: ان في عدم لقائنا - في سجن التجريد المطلق - لقاءاً حراً باخوتى الذين احبهم اكثر من روحي ، فيه مصلحة وعناية إلهية. ذلك لأن كثيراً من اخواننا في الآخرة ممن كان يصرف خمسين ليرة للمجئ الى "اميرداغ" لأجل لقاء يدوم خمسين دقيقة واحياناً عشر دقائق واحياناً يرجع خائباً دون لقاء.. كانوا يلقون انفسهم الى هذه المدرسة اليوسفية بحجة بسيطة.
فلوكان وقتى الضيق وحالتى الروحية النابعة من الانزواء يسمحان بذلك فان الخدمة النورية ما كانت لتسمح بالمجالسة التامة والمحاورة الكاملة مع اولئك الاصحاب الاوفياء .
ثانيتها:
لقد شاهد المجاهدون في جبهات متعددة من الحرب عالماً جليلاً فاضلاً. وذكروا له مشاهدتهم، فقال: ان بعض الاولياء قد ظهروا بمظهرى وادّوا بدلاً منى في موضعى انا اعمالاً لأجل اكسابي ثواباً وليستفيد اهل الايمان من دروسي.
ومثل هذا تماماً، فقد شاهدوني في جوامع "دنيزلي" وانا نزيل سجنها ، حتى ابلغوا ذلك الى الجهات المسؤولة والى المدير والحرّاس، وقال بعضهم في قلق واضطراب.. من يفتح له باب السجن! فالامر نفسه يحدث هنا تماماً.
والحال انه بدلاً من اسناد حادثة جزئية خارقة الى شخصي المقصر جداً فان رسالة "ختم التصديق الغيبي" تثبت خوارق لرسائل النور وتبينها كاسبةً ثقة اهل الايمان برسائل النور اكثر بكثير من تلك الحادثة بمائة مرة بل بألف مرة. فضلاً عن تصديق ابطال النور باحوالهم الخارقة وكتاباتهم الرائعة لمقبولية رسائل النور.
سعيد النورسى
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 530
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
لا تقلقوا علىّ، فاننى سعيد ومحظوظ لأنى معكم في بناية واحدة، فانا راضٍ ومسرور. ان وظيفتنا الحالية، ارسال نسخة من "الدفاع" الى "اسبارطة". وان امكن كتابة عشرين نسخة منه بالآلة الطابعة بالحروف القديمة والحروف الجديدة، كى يبرز الى المدعى العام هناك وتعطى نسخة منه الى محامينا، ونسخة اخرى الى المدير كى يسلمه هو الى وكيل دعوانا. وليرسل الى المسؤولين في "انقرة" بالحروف الجديدة والقديمة كما كان في "دنيزلى".
وان امكن تهيئة خمسة نسخ للدوائر المسؤولة لان رسائل النور المصادرة قد ارسلت بالحروف القديمة الى تلك الدوائر ولاسيما الى هيئة ديوان رئاسة الشؤون الدينية واعيدت الى هنا.
ثم ابلغوا وكيلنا السيد احمد، انه عند طبعه الدفاع بالآلة الطابعة عليه ان يلاحظ بدقة صحة العبارات والكلمات. لان افادتى لاتشبه افادات الاخرين فان خطأ في حرف واحد واحياناً في نقطة واحدة يغير المسألة، ويفسد المعنى. وكذا اعيدوا آلتي الطابعة بالحروف القديمة والجديدة ان لم يسمحوا بهما. وكذا لا تضجروا يا اخوتى ولاتقلقوا ولا تيأسوا فان العناية الالهية ستسعفنا سريعاً بمضمون الآية الكريمة: (ان مع العسر يسراً) (الشرح: 6).
* * *
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
ان رسائل النور تواجهكم وتقابلكم بدلاً مني ، فهي ترشد وتعلّم تعليماً جيداً اخواننا الجدد المشتاقين لدروس النور. ولقد ثبت بالتجارب: ان الانشغال برسائل النور سواءً قراءتها او استقراءها او كتابتها يورث الفرح للقلب والراحة للروح والبركة في الرزق والصحة للجسد.
وقد انعم الله عليكم حالياً بطلاً من ابطال النور وهو "خسرو" وستكون المدرسة اليوسفية ايضاً موضع دراسة مباركة لمدرسة الزهراء ان شاء الله. اننى كنت الى الآن اُخفي خسرو ولا اظهره الى اهل الدنيا، الاّ ان المجموعات التي نشرت قد اظهرته
الشعاع الرابع عشر - ص: 531
اظهاراً لا لبس فيه لأهل الدنيا، فلم يبق شئ للاخفاء. ولهذا اظهرت بضعاً من خدماته الى بعض الاخوة الخواص. وسوف نبين - انا وهو - الحقيقة ان لزم الامر بعينها ولا نخفى شيئاً.
ولكن الان يواجهنا شخصان عنيدان رهيبان من بين الذين يستمعون الى الحقيقة، وقد ظهر انهما يعملان لصالح الزندقة والشيوعية - احدهما معروف في "اميرداغ" والآخر معروف هنا - وهما يحاولان نشر الشبهات ضدنا بمنتهى المكر والدسيسة وذلك لقذف الرعب في قلوب الموظفين.
لذا علينا الأخذ بالحذر الشديد وعدم ابداء القلق وانتظار العناية الالهية بالتوكل لتمدنا.
* * *

يا اخوتي في الدين ويا زملائي في السجن!.
لقد اُخطر لقلبي ان أبين لكم حقيقة مهمة، تنقذكم باذن الله من عذاب الدنيا والآخرة وهي كما أوضحها بمثال:
ان أحداً قد قتل شقيق شخص آخر أو أحد أقربائه. فهذا القتل الناجم من لذة غرور الانتقام التي لا تستغرق دقيقة واحدة تورثه مقاساة ملايين الدقائق من ضيق القلب وآلام السجن. وفي الوقت نفسه يظل اقرباء المقتول أيضاً في قلق دائم وتحين الفرص لأخذ الثأر، كلما فكروا بالقاتل ورأوا ذويه. فتضيع منهم لذة العمر ومتعة الحياة بما يكابدون من عذاب الخوف والقلق والحقد والغضب.
ولا علاج لهذا الأمر ولا دواء له الاّ الصلح والمصالحة بينهما، ذلك الذي يأمر به القرآن الكريم، ويدعو اليه الحق والحقيقة، وفيه مصلحة الطرفين، وتقتضيه الانسانية، ويحث عليه الاسلام.
نعم، ان المصلحة والحقيقة في الصلح، والصلح خير؛ لأن الأجل واحد لا يتغير، فذلك المقتول على كل حال ما كان ليظل على قيد الحياة ما دام أجله قد جاء. اما
الشعاع الرابع عشر - ص: 532
ذلك القاتل فقد أصبح وسيلة لذلك القضاء الإلهي، فإن لم يحل بينهما الصلحُ فسيظلان يعانيان الخوف وعذاب الانتقام مدة مديدة؛ لذا يأمر الاسلام بعدم هجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام. فان لم يكن ذلك القتل قد نجم من عداء أصيل ومن حقد دفين، وكان أحد المنافقين سبباً في اشعال نار الفتنة، فيلزم الصلح فوراً، لأنه لولا الصلح لعظمت تلك المصيبة الجزئية ودامت، بينما اذا ما تصالح الطرفان وتاب القاتل عن ذنبه، واستمر على الدعاء للمقتول، فان الطرفين يكسبان الكثير، حيث يدب الحب والتآلف بينهما، فيصفح هذا عن عدوه ويعفو عنه واجداً أمامه اخوة اتقياء أبراراً بدلاً من شقيق واحد راحل، ويستسلمان معاً لقضاء الله وقدره، ولا سيما الذين استمعوا الى دروس النور، فهم مدعوون لهجر كل ما يفسد بين اثنين، اذ الأخوة التي تربطهم ضمن نطاق النور، والمصلحة العامة، وراحة البال وسلامة الصدر التي يستوجبها الإيمان.. تقتضي كلها نبذ الخلافات واحلال الوفاق والوئام. ولقد حصل هذا فعلاً بين مسجونين يعادي بعضهم بعضاً في سجن "دنيزلي" فاصبحوا بفضل الله أخوة متحابين بعد ان تلقوا دروساً من رسائل النور، بل غدوا سبباً من أسباب براءتنا، حتى لم يجد الملحدون والسفهاء من الناس بداً أمام هذا التحابب الاخروي، فقالوا مضطرين: ما شاء الله.. بارك الله!! وهكذا انشرحت صدور السجناء جميعاًوتنفسوا الصعداء بفضل الله. اذ إني أرى هنا مدى الظلم الواقع على المسجونين، حيث يشدد الخناق على مائة منهم بجريرة شخص واحد، حتى انهم لا يخرجون معه الى فناء السجن في أوقات الراحة.. ألا ان المؤمن الغيور لا تسعه شهامته ان يؤذي المؤمن قط، فكيف يسبب له الأذى لمنفعته الجزئية الخاصة، فلابد ان يسارع الى التوبة والإنابة الى الله حالما يشعر بخطئه وتسبّبه في أذى المؤمن.
* * *
باسمه سبحانه
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
انى اهنئ رسائل النور واهنئكم واهنئ نفسى بالبشارات القيمة التى زفها خسرو وحفظي والسيد من "بارطن".
الشعاع الرابع عشر - ص: 533
نعم ان الذين سافروا الى الحج في هذه السنة مثلما وجدوا علماء اجلاء في مكة المكرمة يسعون الى ترجمة مجموعات من رسائل النور الى العربية والهندية، كذلك وجدوا المدينة المنورة قبلتها ورضيت عنها بحيث وضعوها في الروضة المطهرة لدى الحجرة الشريفة للقبر النبوى المبارك صلى الله عليه وسلم. بمعنى ان تلك الرسائل قد نالت القبول النبوى ودخلت ضمن رضى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
فلقد زارت رسائل النور تلك الاماكن المقدسة بدلاً عنا كما هى نيتنا وكما ابلغنا المسافرون الى الحج.
وان فائدة اخرى من الفوائد الكثيرة جداً لما ينشره ابطال النور من هذه المجموعات المصححة انهم انقذونى من مهمة التصحيح والقلق عليه واصبحوا بمثابة مائة مصححٍ بما اوجدوا من المصادر المصححة، فشكراً لله بما لا يتناهى من الحمد والشكر.
أسأل الله تعالى ان يكتب ألف حسنة في سجل حسناتهم لكل حرف من حروف تلك المجموعات. آمين. آمين. آمين.
* * *
رؤيا لطيفة ذات بشارة ظهر تأويلها
اتانى "على" الذى يعاوننى في الامور وقال: لقد رأيت فيما يرى النائم انك وخسرو قد قبّلتما يد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. واذا بى استلم رسالة تتضمن ان مجموعة "عصا موسى" المكتوبة بخط خسرو قد شاهدها الحجاج في الروضة المطهرة. بمعنى ان تلك المجموعة قد قبّلت اليد المعنوية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ونالت رضاه.
* * *
باسمه سبحانه
اخوتي الاعزاء الاوفياء وزملائى فى السجن!
اولاً: لا تقلقوا من عدم مواجهة بعضنا البعض الآخر، فنحن نتواجه معنى في كل وقت. فان قرأتم اية رسالة تحصلون عليها او تستمعون اليها، فانكم تشاهدونني وتتحاورون معي خلال تلك الرسالة بصفة خادم القرآن العظيم بدلاً من شخصي
الشعاع الرابع عشر - ص: 534
الاعتيادي. علماً انني كذلك اواجهكم خيالاً في جميع ادعيتي وفي كتاباتكم وعلاقاتكم. وحيث اننا معاً ونعمل ضمن دائرة واحدة، فكأننا نتواجه دائماً.
ثانياً: نقول للقادمين الجدد من طلاب رسائل النور في هذه المدرسة اليوسفية الحديثة:
لقد ثبت بحجج قوية وباشارات قرانية اوقفت الخبراء والجأتهم الى الاستسلام: "ان طلاب النور الصادقين ستختم حياتهم بالحسنى ويدخلون القبر بالايمان.. وان كل طالب - حسب درجته - يكون شريكاً لمكاسب جميع اخوانه المعنوية ولأدعيتهم، وذلك بفيض انوار الاشتراك المعنوى النورى، كأنه يؤدى العبادة ويستغفر بألف لسان".
فهاتان الفائدتان والنتيجتان المهمتان، وفي هذا الزمان العجيب تزيلان جميع الصعاب والمشقات. وهكذا تربح رسائل النور طلابها هذين الربحين العظيمين بثمن زهيد جداً.
* * *
باسمه سبحانه
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
ان الدفاعات المرفوعة في محكمة "افيون" تتضمن حقائق جليلة ذات علاقة بنا وبرسائل النور وبهذه البلاد وبالعالم الاسلامي. فلا بد ان تستنسخ منها ما يقرب من عشر نسخ بالحروف الجديدة لترسل الى الدوائر العليا في "آنقرة". ان وظيفتنا الآن هي تبليغ تلك الحقائق الى اركان الحكومة والى دوائر العدل والى الامة، ولا اهتم قطعاً لو ابرأوا ساحتنا او عاقبونا. ولربما هذه الوظيفة هي احدى الحكم المقدّرة بالقدر الالهي فساقنا الى هذه المدرسة. أسرعوا على قدر الامكان في استنساخها بآلة الرونيو، فنحن مضطرون الى ابلاغها تلك الدوائر العليا حتى لو اخلو سبيلنا اليوم. فلا يغرركم احد بتأخيرها،كفى التأخير والتأجيل، وليكن هذا الدفاع مسك الختام لدفاعات قدّمت طوال خمس عشرة سنة ازاء مسألة واحدة وتجاه الظلم القاسى والعذاب الاليم الذي لا نظير له والحجج التافهة المختلقة.
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس