الموضوع: الخيّال
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الخيّال

]الخيّال

( في رثاء فقيد العشارة الإمام الأستاذ المربي الشاعر عمر بهش الخلف )

يَبِسَ الكلامُ و غامتِ الصورُ
لمّا غزا أسمـــــاعَنا الخبرُ

أقيامةٌ حلّتْ على عـجلٍ

أمْ أنّهُ الزلــزالُ و الخطرُ

قالوا : كبـتْ فرسُ المغيرِ بِهِ

و تجندلَ الخيـــّالُ يحتضرُ

اللهُ أكبرُ ، ما دهى فرساً

علّمتها الإخلاصَ يا عمرُ

و الخيلُ لا تلقي بفارسِها

مهما تدانى نحوها الخطرُ

عثرتْ و عيبُ الخيلِ عثرتُها

بمعلِّمٍ شهدتْ له البشرُ

أمَّ الجمـــــــوعَ محدِّثاً ورِعاً

ما شابَهُ حمقٌ و لا سنرُ

متوثبُ خضعَ البيــــانُ لهُ

متــــــــــدفِّقٌ و كأنَّهُ النهرُ

ملأَ المجالسَ غرسُهُ فبدتْ

مزدانةً تزهو بــها الفِكَرُ

هذا المعلّمُ ما شكا سفراً

حتى طواهُ الكدُّ و السفرُ

سفرٌ و هجرةُ مؤمنٍ شهدتْ

لجهادِهِ البيــداءُ و الحَضَرُ

دخلَ البلادَ و سيــــفُهُ قلمٌ

و لسانُهُ الآيـاتُ و السورُ

سكنَ القلوبَ فآنَسَتْ قبساً

يمشي على ومضاتـهِ القمرُ

سكنَ القلوبَ فودّعتْ سقماً

و زها بها الإيمـانُ و الظفرُ

أكرمْ بِهِ ، في القلبِ منزلُهُ

والناسُ في البطحاءِ قد قُبِروا

ما كانَ إلا ّ نخلةً بسقتْ

إنْ جئتَها يسَّاقطِ الثمــــــُرُ

واللهِِ لا أحصي فضائلَهُ

لكنَّها، إنْ أحصيـَتْ ، كُثُرُ

هذا هو الخيّالُ في سنني

للهِ ، للقرآنِ ينــتــــــــصرُ

شهقَ الفراتُ لِما أُصيبَ به

من حسرةٍ لمــّا أتى الخبرُ

بكتِ البلادُ فقيدَها بدمٍ

فتهاطلتْ من حـولِها الدررُ

وتنادتِ الركبانُ في عَجَلٍ

إنَّ العشارةَ مسَّها الضـــــررُ

فقدتْ عزيزاً كانَ قدوتَها

فبدا على شرفاتـــِها الأثرُ

يا ربُّ ها قـد مسَّنا ضررٌ

لكنّنا في أمـــــــــــــرِنا صُبُرُ

نشكو إليكَ و ليسَ في يدنا

أنْ نتّقي إنْ جــاءَنا القدرُ

لا حولَ في الأقدارِ يسعفنا

إلاَّ بعـــــــــــــونِ اللهِ نقتدرُ

واهْنأْ أخي بضيافةٍ كُتبتْ

فمضيفُكَ الرحمـــنُ يا عمرُ

واصبرْ نديمُ ولا تكنْ جزعاً

فأبوكَ كانَ شعـــــارَهُ الصبرُ

واللهُ قدْ وعدَ الصبورَ هدىً

إنْ أُترِْعَتْ بضيــوفِها الحفرُ

اللهُ يجزيـــكمْ على وجعٍ

غالبتمـــــــــوهُ فهدَّه الخَوَرُ

لا يبخسُ الرحمنُ محتــسباً

مادامَ بالإيــــــــمانِ يعتمرُ

و الصبرُ مفتـــــــــــاحٌ لمغنمةٍ

لمنِ اهتدى و سمابه النظرُ

فاصبرْ على ما كانَ من قدرٍ

و اشكرْ إلهً حقُّهُ الشكرُ

و الحـــــــــــمدُ للهِ الذي كتبا

ما لا يرى النظَّارُ إنْ نظروا

* * *

إسماعيل الخلف17 شباط 2008

هوامش :
السنر : ضيق الخلق
نديم : الابن البكر للفقيد
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس