عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2008
  #8
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كتاب أسرار الحج في إحياء علوم الدين للغزالي

الجملة الثالثة: في آداب دخول مكة إلى الطواف وهي ستة:

الأول: أن يغتسل بذي طوى لدخول مكة والاغتسالات المستحبة المسنونة في الحج تسعة: الأول للإحرام من الميقات، ثم لدخول مكة ثم لطواف القدوم، ثم للوقوف بعرفة، ثم للوقوف بمزدلفة، ثم ثلاثة أغسال لرمي الجمار الثلاث؛ ولا غسل لرمي جمرة العقبة، ثم لطواف الوداع. ولم ير الشافعي رضي الله عنه في الجديد: الغسل لطواف الزيارة ولطواف الوداع فتعود إلى سبعة.

الثاني: أن يقول عند الدخول في أوّل الحرم وهو خارج مكة: اللهم هذا حرمك وأمنك فحرّم لحمي ودمي وشعري وبشري على النار وآمني من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك.

الثالث: أن يدخل مكة من جانب الأبطح وهو ثنية كداء ــــ بفتح الكاف ــــ عدل رسول الله من جادة الطريق إليها ، فالتأسي به أولى، وإذا خرج خرج من ثنية كُدى ـ بضم الكاف ـ وهي الثنية السفلى والأولى هي العليا.

الرابع: إذا دخل مكة وانتهى إلى رأس الردم فعنده يقع بصره على البـيت فليقل: «لا إله إلا الله والله أكبر اللهم أنت السلام ومنك السلام ودارك دار السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إن هذا بـيتك عظمته وكرمته وشرفته اللهم فزده تعظيماً وزده تشريفاً وتكريماً وزده مهابة وزد من حجه براً وكرامة، اللهم افتح لي أبواب رحمتك وادخلني جنتك وأعذني من الشيطان الرجيم».

الخامس: إذا دخل المسجد الحرام فليدخل من باب بني شيبة وليقل: «بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وفي سبـيل الله وعلى ملة رسول الله ، فإذا قرب من البـيت قال: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى إبراهيم خليلك وعلى جميع أنبـيائك ورسلك» وليرفع يديه وليقل: اللهم إني أسألك في مقامي هذا في أول مناسكي أن تتقبل توبتي وأن تتجاوز عن خطيئتي وتضع عني وزري الحمد لله الذي بلغني بـيته الحرام الذي جعله مثابة للناس وأمناً وجعله مباركاً وهدى للعالمين. اللهم إني عبدك والبلد بلدك والحرم حرمك والبـيت بـيتك جئتك أطلب رحمتك وأسألك مسألة المضطر الخائف من عقوبتك الراجي لرحمتك الطالب مرضاتك.

السادس: أن تقصد الحجر الأسود بعد ذلك وتمسه بـيدك اليمنى وتقبله وتقول: اللهم أمانتي أديتها وميثاقي وفيته أشهد لي بالموافاة فإن لم يستطع التقبـيل وقف في مقابلته ويقول ذلك. ثم لا يعرّج على شيء دون الطواف وهو طواف القدوم إلا أن يجد الناس في المكتوبة فيصلي معهم ثم يطوف." اهـ.



.الجملة الرابعة: في الطواف:

فإذا أراد افتتاح الطواف إما للقدوم وإما لغيره فينبغي أن يراعي أموراً ستة:

الأوّل: أن يراعي شروط الصلاة من طهارة الحدث والخبث في الثوب والبدن والمكان وستر العورة. فالطواف بالبـيت صلاة ولكن الله سبحانه أباح فيه الكلام. وليضطبع قبل ابتداء الطواف وهو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه اليمنى ويجمع طرفيه على منكبه الأيسر فيرخي طرفاً وراء ظهره وطرفاً على صدره، ويقطع التلبـية عند ابتداء الطواف ويشتغل بالأدعية التي سنذكرها.

الثاني: إذا فرغ من الاضطباع فليجعل البـيت على يساره وليقف عند الحجر الأسود وليتنح عنه قليلاً ليكون الحجر قدامه فيمر بجميع الحجر بجميع بدنه في ابتداء طوافه. وليجعل بـينه وبـين البـيت قدر ثلاث خطوات ليكون قريباً من البـيت فإنه أفضل ولكيلا يكون طائفاً على الشاذروان فإنه من البـيت، وعند الحجر الأسود قد يتصل الشاذروان بالأرض ويلتبس به، والطائف عليه لا يصح طوافه؛ لأنه طائف في البـيت، والشاذروان هو الذي فضل عن عرض جدار البـيت بعد أن ضيق أعلى الجدار ثم من هذا الموقف يبتدىء الطواف." اهـ.




.الثالث: أن يقول قبل مجاوزة الحجر بل في ابتداء الطواف: «بسم الله والله أكبر اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك واتباعاً لسنة نبـيك محمد » ويطوف. فأوّل ما يجاوز الحجر ينتهي إلى باب البـيت فيقول: «اللهم هذا البـيت بـيتك وهذا الحرم حرمك وهذا الأمن أمنك وهذا مقام العائذ بك من النار» وعند ذكر المقام يشير بعينه إلى مقام إبراهيم عليه السلام: «اللهم إن بـيتك عظيم ووجهك كريم وأنت أرحم الراحمين فأعذني من النار ومن الشيطان الرجيم وحرّم لحمي ودمي على النار وآمني من أهوال يوم القيامة واكفني مؤونة الدنيا والآخرة»، ثم يسبح الله تعالى ويحمده حتى يبلغ الركن العراقي فعنده يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشرك والشك والكفر والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر في الأهل والمال والولد» فإذا بلغ الميزاب قال: «اللهم أظلنا تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك اللهم اسقني بكأس محمد شربة لا أظمأ بعدها أبداً» فإذا بلغ الركن الشامي قال: «اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وتجارة لن تبور يا عزيز يا غفور رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم» فإذا بلغ الركن اليماني قال: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر وأعوذ بك من الفقر ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من الخزي في الدنيا والآخرة» ويقول بـين الركن اليماني والحجر الأسود: «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك فتنة القبر وعذاب النار» فإذا بلغ الحجر الأسود قال: اللهم اغفر لي برحمتك أعوذ برب هذا الحجر من الدين والفقر وضيق الصدر وعذاب القبر»، وعند ذلك قد تم شوط واحد فيطوف كذلك سبعة أشواط فيدعو بهذه الأدعية في كل شوط.

الرابع: أن يرمل في ثلاثة أشواط ويمشي في الأربعة الأخر على الهيئة المعتادة. ومعنى الرمل الإسراع في المشي مع تقارب الخطى، وهو دون العدو وفوق المشي المعتاد. والمقصود منه ومن الاضطباع إظهار الشطارة والجلادة والقوّة، هكذا كان القصد أولاً قطعاً لطمع الكفار وبقيت تلك السنة والأفضل الرمل مع الدنوّ من البـيت فإن لم يمكنه للزحمة فالرمل مع البعد أفضل فليخرج إلى حاشية المطاف وليرمل ثلاثاً ثم ليقرب إلى البـيت في المزدحم وليمش أربعاً. وإن أمكنه استلام الحجر في كل شوط فهو الأحب، وإن منعه الزحمة أشار باليد وقبل يده، وكذلك استلام الركن اليماني يستحب من سائر الأركان. وروي «أنه كان يستلم الركن اليماني ، ويقبله ، ويضع خدّه عليه» ، ومن أراد تخصيص الحجر بالتقبـيل واقتصر في الركن اليماني على الاستلام أغنى عن اللمس باليد فهو أولى." اهـ.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس