عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2008
  #9
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كتاب أسرار الحج في إحياء علوم الدين للغزالي

"الخامس: إذا تم الطواف سبعاً فليأت الملتزم وهو بـين الحجر والباب هو موضع استجابة الدعوة، وليلتزق بالبـيت وليتعلق بالأستار وليلصق بطنه بالبـيت وليضع عليه خدّه الأيمن وليبسط عليه ذراعيه وكفيه، وليقل: «اللهم يا رب البـيت العتيق أعتق رقبتي من النار وأعذني من الشيطان الرجيم وأعذني من كل سوء وقنعني بما رزقتني وبارك لي فيما آتيتني. اللهم إنّ هذا البـيت بـيتك والعبد عبدك وهذا مقام العائذ بك من النار. اللهم اجعلني من أكرم وفدك عليك»، ثم ليحمد الله كثيراً في هذا الموضع وليصل على رسوله وعلى جميع الرسل كثيراً وليدع بحوائجه الخاصة وليستغفر من ذنوبه. كان بعض السلف في هذا الموضع يقول لمواليه: تنحوا عني حتى أقرّ لربـي بذنوبـي.

السادس: إذا فرغ من ذلك ينبغي أن يصلي خلف المقام ركعتين يقرأ في الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية الإخلاص وهما ركعتا الطواف. قال الزهري: مضت السنة أن يصلي لكل سبع ركعتين ، وإن قرن بـين أسابـيع وصلى ركعتين جاز . فعل ذلك رسول الله وكل أسبوع طواف. وليدع بعد ركعتي الطواف وليقل: اللهم يسر لي اليسرى وجنبني العسرى واغفر لي في الآخرة والأولى واعصمني بألطافك حتى لا أعصيك وأعني على طاعتك بتوفيقك وجنبني معاصيك واجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ورسلك ويحب عبادك الصالحين. اللهم حببني إلى ملائكتك ورسلك وإلى عبادك الصالحين اللهم فكما هديتني إلى الإسلام فثبتني عليه بألطافك وولايتك واستعملني لطاعتك وطاعة رسولك وأجرني من مضلات الفتن. ثم ليعد إلى الحجر وليستلمه وليختم به الطواف، قال : «مَنْ طَافَ بِالبَـيْتِ أُسْبُوعاً وَصَلَّى رَكَعَتَيْنِ فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ» وهذه كيفية الطواف. والواجب من جملته بعد شروط الصلاة أن يستكمل عدد الطواف سبعاً بجميع البـيت، وأن يبتدىء بالحجر الأسود ويجعل البـيت على يساره وأن يطوف داخل المسجد وخارج البـيت لا على الشاذروان ولا في الحجر، وأن يوالي بـين الأشواط ولا يفرّقها تفريقاً خارجاً عن المعتاد وما عدا هذا فهو سنن وهيئات." اهـ.




الجملة الخامسة: في السعي:

فإذا فرغ من الطواف فليخرج من باب الصفا وهو في محاذاة الضلع الذي بـين الركن اليماني والحجر. فإذا خرج من ذلك الباب وانتهى إلى الصفا وهو جبل فيرقى فيه درجات في حضيض الجبل بقدر قامة الرجل. رقي رسول الله حتى بدت له الكعبة ، وابتداء السعي من أصل الجبل كاف وهذه الزيادة مستحبة، ولكن بعض تلك الدرج مستحدثة فينبغي أن لا يخلفها وراء ظهره فلا يكون متمماً للسعي، وإذا ابتدأ من ههنا سعى بـينه وبـين المروة سبع مرات.

وعند رقيه في الصفا ينبغي أن يستقبل البـيت ويقول: «الله أكبر الله أكبر الحمد لله على ما هدانا الحمد لله بمحامده كلها على جميع نعمه كلها لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيـي ويميت بـيده الخير وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون لا إله إلا الله مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين. {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حينَ تُمْسُونَ وحينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الحَمْدُ في السَّمٰواتِ والأرْضِ وعَشِيّاً وحينَ تُظْهرُونَ يُخْرِجُ الحيَّ مِنَ الميِّت وَيُخْرِجُ الميِّتَ مِنَ الحيِّ ويُحيـي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتها وكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ومِنْ آياتِهِ أنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُراب ثمَّ إذا أنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} اللهم إني أسألك إيماناً دائماً، ويقيناً صادقاً، وعلماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وأسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة، ويصلي على محمد ، ويدعو الله عز وجل بما شاء من حاجته عقيب هذا الدعاء.

ثم ينزل ويبتدىء السعي وهو يقول: «رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، ويمشي على هينة حتى ينتهي إلى الميل الأخضر وهو أوّل ما يلقاه إذا نزل من الصفاــــ وهو على زاوية المسجد الحرام ــــ فإذا بقي بـينه وبـين محاذاة الميل ستة أذرع أخذ في السير السريع وهو الرمل حتى ينتهي إلى الميلين الأخضرين. ثم يعود إلى الهينة

فإذا انتهى إلى المروة صعدها كما صعد الصفا وأقبل بوجهه على الصفا ودعا بمثل ذلك الدعاء، وقد حصل السعي مرة واحدة؛ فإذا عاد إلى الصفا حصلت مرتان. يفعل ذلك سبعاً ويرمل في موضع الرمل في كل مرة ويسكن في موضع السكون ــــ كما سبق ــــ وفي كل نوبة يصعد الصفا والمروة فإذا فعل ذلك فقد فرغ من طواف القدوم والسعي وهما سنتان. والطهارة مستحبة للسعي وليست بواجبة بخلاف الطواف وإذا سعى فينبغي أن لا يعيد السعي بعد الوقوف ويكتفي بهذا ركناً؛ فإنه ليس من شرط السعي أن يتأخر عن الوقوف وإنما ذلك شرط في طواف الركن. نعم شرط كل سعي أن يقع بعد طواف أي طواف كان." اهـ.


الجملة السادسة: في الوقوف وما قبله:

"الحاج إذا انتهى يوم عرفة إلى عرفات يتفرّغ لطواف القدوم ودخول مكة قبل الوقوف وإذا وصل قبل ذلك بأيام فطاف طواف القدوم فيمكث محرماً إلى اليوم السابع من ذي الحجة. فيخطب الإمام بمكة خطبة بعد الظهر عند الكعبة ويأمر الناس بالاستعداد للخروج إلى منى يوم التروية والمبـيت بها، وبالغدوّ منها إلى عرفة لإقامة فرض الوقوف بعد الزوال؛ إذ وقت الوقوف من الزوال إلى طلوع الفجر الصادق من يوم النحر، فينبغي أن يخرج إلى منى ملبـياً، ويستحب له المشي من مكة في المناسك إلى انقضاء حجته إن قدر عليه. والمشي من مسجد إبراهيم عليه السلام إلى الموقف أفضل وآكد.

فإذا انتهى إلى منى قال: اللهم هذه منى فامنن عليَّ بما مننت به على أوليائك وأهل طاعتك وليمكث هذه الليلة بمنى ــــ وهو مبـيت منزل لا يتعلق به نسك ــــ فإذا أصبح يوم عرفة صلى الصبح فإذا طلعت الشمس على ثبـير سار إلى عرفات ويقول: اللهم اجعلها خير غدوة غدوتها قط وأقربها من رضوانك وأبعدها من سخطك. اللهم إليك غدوت وإياك رجوت وعليك اعتمدت ووجهك أردت فاجعلني ممن تباهي به اليوم من هو خير مني وأفضل.

فإذا أتى عرفات فليضرب خباءه بنمرة قريباً من المسجد، فثمَّ ضرب رسول الله قبته . ونمرة: هي بطن عرنة دون الموقف ودون عرفة. وليغتسل للوقوف

فإذا زالت الشمس خطب الإمام خطبة وجيزة وقعد، وأخذ المؤذن في الأذان والإمام في الخطبة الثانية ووصل الإقامة بالأذان، وفرغ الإمام مع تمام إقامة المؤذن. ثم جمع بـين الظهر والعصر بأذان وإقامتين، وقصر الصلاة، وراح إلى الموقف فليقف بعرفة ولا يقفن في وادي عرنة.

وأما مسجد إبراهيم عليه السلام فصدره في الوادي وأخرياته من عرفة فمن وقف في صدر المسجد لم يحصل له الوقوف بعرفة. ويتميز مكان عرفة من المسجد بصخرات كبار فرشت. ثم، والأفضل أن يقف عند الصخرات بقرب الإمام مستقبلاً للقبلة راكباً. وليكثر من أنواع التحميد والتسبـيح والتهليل والثناء على الله عز وجل والدعاء والتوبة. ولا يصوم في هذا اليوم ليقوى على المواظبة على الدعاء.

ولا يقطع التلبـية يوم عرفة بل الأحب أن يلبـي تارة ويكب على الدعاء أخرى. وينبغي أن لا ينفصل من طرف عرفة إلا بعد الغروب ليجمع في عرفة بـين الليل والنهار: وإن أمكنه الوقوف يوم الثامن ساعة عند إمكان الغلط في الهلال فهو الحزم وبه الأمن من الفوات. ومن فاته الوقوف حتى طلع الفجر يوم النحر فقد فاته الحج، فعليه أن يتحلل عن إحرامه بأعمال العمرة ثم يريق دماً لأجل الفوات، ثم يقضي العام الآتي، وليكن أهم اشتغاله في هذا اليوم الدعاء. ففي مثل تلك البقعة ومثل ذلك الجمع ترجى إجابة الدعوات." اهـ.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس