عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي قول أقامها الله وأدامها عند إقامة الصلاة

هل صحيح أن قول (أقامها الله وأدامها) عند إقامة الصلاة بدعة؟ وكذلك قول المصلي قبل الدخول في الصلاة (اللهمَّ أحسن وقوفنا بين يديك)؟


الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد ..

فيستحب لمن يسمع الإقامة أن يقول كما يقول المقيم إلا عند الحيعلتين فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وإلا عند قول المقيم (قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة) فيقول مرتين:(أقامها الله وأدامها) وزاد بعضهم: وجعلني من صالحي أهلها، وهي زيادة منقولة عن ابن عمر كما في السنن الكبرى للبيهقي وغيره.

وعلى استحباب ما ذكرنا جرى تقرير أهل العلم من الفقهاء وشراح الحديث ولم نرَ من عدَّ ذلك بدعة ضلالة.

ودليل المشروعية ما أخرجه أبو دواد وغيره عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ بلالاً أخذ في الإقامة فلما أن قال: قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: أقامها الله وأدامها).

وضعف النووي الحديث في المجموع فقال:(حديث ضعيف لكن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال باتفاق العلماء، وهذا من ذاك).

ولذلك قال رحمه الله تعالى في شرح مسلم:(وَيُتَابِعهُ فِي الْإِقَامَة كَالْأَذَانِ إِلَّا أَنَّهُ يَقُول فِي لَفْظ الْإِقَامَة: أَقَامَهَا اللَّه، وَأَدَامَهَا).

وقال الإمام الحصكفي الحنفي رحمه الله في الدر المختار:(وَيُجِيبُ الْإِقَامَة نَدْبًا إجْمَاعًا كَالْأَذَانِ وَيَقُولُ عِنْدَ: قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ: أَقَامَهَا اللَّهُ وَأَدَامَهَا).

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي رحمه الله في المغني:(ويستحب أن يقول في الإقامة مثل ما يقول ويقول عند كلمة الإقامة : أقامها الله وأدامها).

وأما المالكية فلا كلام لهم في هذه المسألة لأنهم لا يرون مشروعية ترديد السامع لألفاظ الإقامة وإنما ذلك خاص بالأذان وحده عندهم.

وبهذا يتبين خطأ من قال بأن ذلك بدعة ضلالة وهو شيء لم يسبقه إليه إمام معتبر.

وأما قول المصلي قبل تكبيرة الإحرام:(اللهمَّ أحسن وقوفنا بين يديك) أو (اللهم تقبل مني صلاتي) أو (اللهم آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين) ونحو ذلك فمشروع؛ لما أخرجه النسائي والحاكم وصححه والذهبي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنَّ رجلاً جاء إلى الصلاة، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهمَّ آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال:" من المتكلم آنفاً؟" فقال: أنا. فقال:" إذن يعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله ".

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أبو يعلى والبزار بإسنادين وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح خلا محمد بن مسلم بن عائذ وهو ثقة، وقال الحافظ ابن حجر حديث حسن.

وبوب ابن خزيمة على الحديث المذكور بأن هذا الدعاء قبل تكبيرة الإحرام فقال:( باب القول عند الانتهاء إلى الصف قبل تكبيرة الافتتاح) ثم ذكر الحديث، وفيه إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العمل.

وقد نقل فعله عن الإمام أحمد في رواية قال عمدة المتأخرين في المذهب الحنبلي منصور البهوتي في كشاف القناع:(وإن دعا بين الإقامة والتكبير فلا بأس به، إذ لا محذور فيه فعله الإمام أحمد ورفع يديه حكاه في الفروع والمبدع)اهـ، والله تعالى أعلم.

والخلاصة
قول المصلي:" أقامها الله وأدامها" وكذا قوله:" اللهمَّ أحسن وقوفنا بين يديك" أمر مشروع وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة رضي الله عنهم، والله تعالى أعلم.


رابط الفتوى
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس