عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2011
  #3
فاروق العطاف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 107
معدل تقييم المستوى: 16
فاروق العطاف is on a distinguished road
افتراضي رد: معنى العبادة شرعاً

وعندما ظن المشركون في آلهتهم أنها تملك النفع والضر استقلالاً عن الله أو كشركاء لله تعالى عبدوها .
فمن الشرك الأكبر شرك الأسباب وهو اعتقاد أنها هي التي توجد النفع أو الضر بذاتها استقلالاً عن الله أو كشركاء له جل جلاله .
مثاله:في الهند عبدوا البقر لأنها تعطي اللبن ونسوا أن الله هو الخالق لهذا العطاء وهو الذي أوجده أصلاً .
فبسب اعتقادهم أن الأسباب مؤثرة بذاتها أي موجدة للفعل وهو في مثالنا إعطاء اللبن وموجدة للمفعول وهو اللبن عبدوا السبب الظاهري وهي البقرة .
ومن النادر أن يعبد الإنسان شيئاً لا يعتقد فيه النفع أو الضرر الاستقلالي أو كشريك لله تعالى .ولذا أخبر الله تعالى عن المشركين أنه قالوا عن آلهتم التي عبدوها ((ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى االله زلفى )) فهذا التقريب في الآية هو نوع من النفع الاستقلالي الذي اعتقدوا أن آلهتهم تملكه وبه تستطيع أن تقربهم إلى أحد الشركاء لها وهو الإله الأعظم منها وهو الله جل جلاله . فعبدوها عمل بهذا الاعتقاد على أنها آلهة مع الله تعالى ،وامتنعوا عن التوحيد وتعجبوا من أن تكون العبادة لله وحده لا شريك له كما قال تعالى {أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب ... }
وقال تعالى (قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا)
ولذلك سيقولون يخاطبون آلهتهم يوم القيامة ((تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين))

والله أعلى وأعلم وصلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .

التعديل الأخير تم بواسطة فاروق العطاف ; 06-02-2011 الساعة 04:40 PM
فاروق العطاف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس