عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #16
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

".وكان الصالح إسماعيل عندما أحس أن أخاه سيعزله، قد لاذ بالشيخ عز الدين معلنا التوبة، متعهدا بحسن السيرة إن هو بقي على عرش دمشق.

وما زال بالشيخ يستعطفه ويستشفعه والشيخ يشترط عليه شروطا حتى قبل الشيخ أن يتوسط له، وضمنه الشيخ عند الملك الكامل فأبقاه سلطانا على دمشق.

ولكنه لم يكد يستقر على العرش حتى عزل الشيخ عز الدين عن منصب قاضي القضاة.. فقد مات الملك الكامل!!

وخلف الملك الكامل على ملك مصر ابن له، ولكه أساء السيرة في الناس، وخضع لحاشية من الجواري والمماليك والعلماء، وغلبه الضعف، ولعبت به الأهواء، فوثب عليه أخوه نجم الدين وهو رجل صارم وتولى ملك مصر باسم الملك الصالح نجم الدين أيوب.

ما بحر التتار والصليبيون يراقبون في يقظة كل ما يجري في دولة صلاح الدين التي حولها ورثته من الأبناء وأبناء الأخوة ضياعا خاصة لهم، فوهنت وتداعت وتمزقت! فطمع التتتار في العراق، وخطط الصليبيون للاسيتلاء على مصر والشام وفلسطين، وبصفة خاصة بيت المقدس!.. واضمحلت برقة والجزيرة العربية..

وحصن الملك الصالح نجم الدين أيوب أبواب مصر وسد ثغورها بعسكر كثيف ودعم فيها القلاع، وأرسل الى عمه الملك الصالح إسماعيل صاحب دمشق، يطالبه بأخذ العدة لمواجهة ما عسى أن يفعله الصليبيون الفرنج، ولكن إسماعيل كان مشغولا بمراسلتهم وتبادل الهدايا معهم، والاستمتاع بأموالهم وجواريهم.. فأنفذ الملك الصالح نجم الدين أيوب حملة الى الشام ليضمها الى مصر.

وهرع إسماعيل سلطان دمشق الى الفرنج، فحالفهم وفتح لهم دمشق ليشتروا منها السلاح، وكان سلاح دمشق معروفا بأنه أمضى سلاح ـ ومضى الى سائر أمراء الشام ليضمهم الى صفه ضد ابن أخيه ملك مصر، فحالفه صاحب حمص..

واضطرب الناس في دمشق مذ رأوا الصليبيين يدخلونهم ويتجولون في أسواقها يشترون السلاح. وترك الشيخ عز الدين حلقته في الجامع الأموي، ومضى يخوض في الشعب المتزاحم في الطرقات ويفتيهم أن بيع السلاح للفرنجة حرام، وكل بيع لهم حرام. فمن ارتكب من ذلك شيئا فقد خان الله والرسول ولا ذمة ولا عهد له، ودمه مهدر، وماله مباح!...

ومضى الشيخ ابن الحاجب المالكي يفتي بمثل ذلك. وطفق الشيخان يحرضان التجار على الامتناع عن البيع للفرنجة، ويحرضان الناس على قتال من يبيعهم السلاح فأصبح الفرنجة وهم لا يجدون من يتعامل معه من تجار دمشق، وحتى الذين تعاملوا معهم من قبل آثروا العافية ورفضوا التعامل بعد..!

وغدت دمشق ذات صباح تتناقل أنباء ما صنعه سلطانها مع الفرنج، فقد جيش معهم الجيوش، وقرروا أن يسيروا معا الى مصر ليكسروا الحملة التي انفذها الملك الصالح نجم الدين أيوب، وأن يوصلوا الزحف فيستولوا على مصر كلها.

وفي مقابل مساعدة الفرنج لسلطان دمشق، نزل لهم عن صيدا وقلعة الشقيف وبعض مدن فلسطين واقتسم معهم مدنا أخرى...!!

وعندما تحققت هذه الأنباء، وقف الشيخ عز الدين يخطب الجمعة فأعلن خيانة سلطان دمشق ومن والاه من أمراء الشام. وختم خطبته داعيا:

«اللهم أبرم لهذه الأمة إبرام رشد تعز فيه أولياءك، وتذل فيه أعداءك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك».

وهدرت حناجر المصلين: «آمين..! آمين!.

والتقى الشيخ عز الدين بالشيخ ابن الحاجب، فأصدر فتيا بخيانة السلطان وبخلع طاعته. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس