عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2009
  #2
أبوانس
مشرف القسم الادبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 549
معدل تقييم المستوى: 16
أبوانس is on a distinguished road
افتراضي سلسلة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم

واما وجوب طاعته : فإذا وجب الايمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته . لأن ذلك مما أتى به , قال تعالى ( يأيّها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ) الانفال/2
وقال ( قل أطيعوا الله وأطيعو الرسول ) النور /54
وقال ( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ) أل عمران /132
وقال ( وإن تطيعوه تهتدوا ) النور /54
وقال ( ومن يطع الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ) النساء /69
وقال ( وما أرسلنا من رسول إلاّ ليطاع بإذن الله ) النساء /64

فجعل تعالى طاعة رسوله طاعته وقرن طاعته بطاعته ووعد على ذلك بجزيل الثواب وأوعد على مخالفته بسوء العقاب وأوجب امتثال أمره واجتناب نهيه .

قال المفسرون والأئمة : طاعة الرسول في التزام سنته , والتسليم لما جاء به
وقالوا : ما أرسل الله من رسول الاّ فرض طاعته على من أرسله إليه
وقالوا : من يطع الرسول في سنته يطع الله في فرائضه , وسُئل سهل بن عبد الله عن شرائع الإسلام فقال : ( وما آتاكم الرسول فخذوه ) الحشر /7

وقال السمرقندي : يقال : أطيعوا الله في فرائضه والرسول في سنته ,
وقيل : أطيعوا الله فيما حرّم عليكم والرسول فيما بلّغكم , ويقال : أطيعوا الله بالشهادة له بالربوبية والنبي بالشهادة له بالنبوة .
وعن أ[ي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله , ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني ) أخرجه البخاري ومسلم
فطاعة الرسول من طاعة الله إذ الله أمر بطاعته , فطاعته امتثال لما أمر الله به وطاعة له .

وقد حكى الله عن الكفار في دركات جهنم ( يوم تقلّب وحوههم في النّار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ) الاحزاب /66
فتمنوا طاعته حيث لا ينفعهم التمني .

وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه , واذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) أخرجه البخاري ومسلم

وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( كل أمتي يدخلون الجنّة الاّ من أبى , قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) أخرجه البخاري والحاكم

وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( مثلي ومثل مابعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال: ياقوم إني رأيت الجيش بعينيَّ , وإني أنا النذير العريان , فالنجاء , فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا , وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم , فذلك مثل من أطاعني واتبع ماجئت به , ومن عصاني وكذّب ماجئت به من الحق ) أخرجه البخاري ومسلم والبيهقي

وفي حديث آخر ( مثله كمثل من بنى داراً وجعل فيهال مأدبة , وبعث داعياً , فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة , ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة , فالدار الجنة , والداعي محمد صلى الله عليه وسلم , فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله , ومن عصى محمداً فقد عصى الله , ومحمد فرْق بين الناس ) أخرجه البخاري والبيهقي

معنى فرق بين الناس:يفرق بين المؤمنين والكافرين بالإيمان من المؤمنين وعدمه من الكافرين .


وجوب اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهديه

وأما وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم وامتثال سنته والاقتداء بهديه فقد قال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) أل عمران /3
وقال ( فآمنوا بالله ورسوله النبيّ الأميّ الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الاعراف /158
وقال ( فلا وريك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) الى قوله ( تسليماً) النساء/65
أي ينقادوا لحكمك يقال : "سلّم " و"استسلم" و"أسلم" إذا انقاد .
وقال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) الاحزاب/21

قال محمد بن علي الترمذي : الأسوة في الرسول الاقتداء به والاتباع لسنته وترك مخالفته في قول أو فعل .
وقيل : هو عتاب للمتخلفين عنه .
وقال سهل في قوله تعالى ( صراط الذين أنعمت عليهم ) بمتابعة السنة .
فأمرهم الله بذلك ووعدهم الاهتداء باتباعه لأن الله تعالى أرسله بالهدى ودين الحق ليزكيهم , ويعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم الى صراط مستقيم , ووعدهم محبته تعالى الأخرى ومغفرته اذا اتبعوه وآثروه على أهوائهم وما تجنح اليه نفوسهم , وأن صحة ايمانهم بانقيادهم له , ورضاهم بحكمه وترك الاعتراض عليه .

وروي عن الحسن : " أن أقواما قالو ا : يارسول الله إنا نحب الله , فأنزل الله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله ...)
وروي أن الأية نزلت في كعب بن الأشرف وغيره , وأنهم قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه , ونحن أشد حباً لله فأنزل الله الأية .
وقال الزجاج معناه : ان كنتم تحبون الله – أن تقصدوا طاعته – فافعلوا ماأمركم به , إذ محبة العبد لله والرسول طاعته لهما ورضاه بما أمر ومحبة الله لهم عفوه عنهم وإنعامه عليهم برحمته .
ويقال : الحب من الله عصمة وتوفيق , ومن العباد طاعة , كما قال القائل :
تعصي الإله وأنت تُظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

ويقال : محبة العبد لله تعظيمه له وهيبته منه , ومحبة الله له رحمته له وإرادته الجميل له , ويكون بمعنى مدحه وثنائه عليه .

قال القشيري : فإذا كان بمعنى الرحمة والإرادة والمدح كان من صفات الذات .

عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراين المهديين عضُوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم

وفي حديث أبي رافع عنه صلى الله عليه وسلم : ( لا أُ لفيَنّ أحدكم متّكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول : لا أدري , ماوجدنا في كتاب الله اتبعناه ) أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم وابن ماجه

وفي حديث عائشة رضي الله عنها : صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ترخَّص فيه فتنزه عنه قوم , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله ثم قال : ( مابال قوم يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟! فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية ) أخرجه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشرِّ الأمور محدثاتها ) أخرجه مسلم وابن ماجه والدارمي
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العلم ثلاثة فما سوى ذلك فهو فضل قائم : آية محكمة , أو سنة قائمة , أو فريضة عادلة ) أخرجه ابن ماجه وابو داود

وعن الحسن بن أبي الحسن رحمهما الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم ( عمل قليل خير من عمل كثير في بدعة ) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه

وقال صلى الله عليه وسلم ( المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر مائة شهيد ) أخرجه الطبراني

وعن عمرو بن عوف المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث : ( من أحيا سنّةً من سنتي قد أُميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا , ومن ابتدع بدعةً ضلالةً لاترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا يُنقص ذلك من أوزار الناس شيئا ) أخرجه الترمذي وابن ماجه
أبوانس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس