عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2008
  #1
إسماعيل الخلف
عضو شرف
 الصورة الرمزية إسماعيل الخلف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0
إسماعيل الخلف is on a distinguished road
افتراضي العودة إلى العشارة

العودة إلى العشارة
أعودُ إليكِ ، تضجُّ الثغورُ : حبيبُكِ جاءْ
فأشخصُ نحوكِ طفلاً إلى المُرضِعةْ
و أهمسُ : ترقا .. أتيتُ من الغربةِ الموجعةْ
و بي كلُّ شوقِ البراري لرشفةِ ماءْ
*
أَما زِلْتِ تغتسلين بماءِ الفراتِ ؟
و تحكينَ عن عطشِ الباديةْ
أّما زِلْتِ يا غاليةْ
تمدّينَ جسراً لكلِّ الجهاتِ
*
أعودُ إليكِ و كلّي اشتهاءْ
كخصلةِ طرفا لحضنِ الغَرَبْ
أعودُ و ما لي سوى طيفِ حبْ
أعودُ لأنّي ، بعيداً ، فقدْتُ الهواءْ
*
تظلّينَ أنتِ الأميرةْ
برغمِ افتقادِكِ تاجَ الإمارةْ
تظلّينَ نبعَ الهوى يا عشارةْ
و تاجُكِ شمسُ الظهيرةْ
*
و هذي النقوشُ الأثيرةْ
تشيرُ بأنّكِ أمُّ الحضارةْ
و أنَّكِ كنتِ المنارةْ
لبرِّ الشآمِ و برِّ الجزيرةْ
*
أتاكِ الغزاةُ و شبّوا الحرائقْ
فصرْتِ بوجهِ التوحّشِ سيفْ
و كنتِ الكريمةَ إنْ حلَّ ضيفْ
و ما لِنْتِ يوماً بوجهِ الصواعقْ
*
فكنتِ إذا هدَّمَ الغزوُ كلَّ الديارْ
تعودينَ بعدَ انزياحِ الظلامْ
و تبنينَ فوقَ الركامْ
عُلُوّاً يُشكِّلُ أحكمَ ثارْ
*
تعودينَ أقوى و أعلى جديلةْ
فيرتفعُ التاجُ فوقَ الغيومْ
و يلهبُ غيظَ الخصومْ
فيتَّفقونَ على القتلِ غيلةْ
*
عشقْتِ الغيومَ و آخيتِ لحنَ المطرْ
و رُمْتِ النجومَ فكانتْ قريبةْ
و كانَ الفراتُ يريدُ حبيبةْ
فكنْتِ الحبيبةَ ذاتَ الخفرْ
*
و مازلْتِ أغلى أماني الفراتِ
يناديكِ دوماً بمثلِ الحفيفِ
و يمشي إليكِ بمدٍّ لطيفِ
و يلثمُ شطَّكِ في الأمسياتِ
*
أعودُ إليكِ لأنَّكِ ذاتي
و إنْ غبتِ غابَ اخضرارُ الحياةْ
و صارَ الفراتُ كمثلِ سواهْ
فأُمسي طريدَ الجهاتِ
*
أميرةَ قلبي : أتيتُ
فهلْ تأْذنينَ بلثمِ الترابِ
لعلّي أُبدِّدُ طعمَ اغترابي
و أوقنُ أنّي نجوتُ ؛؛؛
***

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 01-19-2019 الساعة 01:31 PM
إسماعيل الخلف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس