رِيَاحَ الصَّبَا هُبِّـي لِقَبْـرِ مُحَمَّـدٍ
وَبُثِّي عَلَيْنَا الطِّيبْ مِنْ ذَلِكَ القَبْـرِ
رُبَى طَيْبَة لَهْفِي عَلى لَيْلِكِ الّـذِي
بِأَحْمَدَ يَحْكِي قَـدْرُهُ لَيْلَـةَ القَـدْرِ
رِجَالَ المُصَلَّى فِيكُمُ صَفْوَةُ الوَرَى
وَسُكَّانَ بَدْرٍ فِيكُـمُ طَلْعَـةُ البَـدْرِ
رَسُولٌ أتَى فِي آخِرِ الرُّسْلِ بَعْثُـهُ
وَلَكِنَّهُ فِي الفَضْلِ فِـي أوَّلِ الذِّكْـرِ
رَفِيعُ العُلى مَنْ شَقَّ جِبْريلُ صَدْرَهُ
وَطَهَّرَهُ فَازْدَادَ طُهْراً عَلَـى طُهْـرِ
رَؤوفٌ عطوفٌ أجملُ الناسِ خِلقةً
وأعظَمُهُم خُلـقـاً ومُنشرحُ الصّدرِ
رحيـمٌ حليمٌ طيّبُ القـولِ واللِقا
فأوّل ما يلقاكَ يلقاكَ بالـبِـشـرِ
رَوَيْنَا حَدِيثاً أنَّـهُ سَيِّـدُ الـوَرَى
وَأنَّ لِوَاهُ الرُسْلُ مِنْ تَحْتِهِ تَسْـرِي
رَأَتْ وَجْهَهُ الأنْصَارُ لَمَّـا أَتَاهُـمُ
وَقَالوا تَحَلَّى البَدْرُ مِنْ سَاكِنِي بَدْرِ
رَعَى اللهُ ذَاكَ الوَجْهَ وَجْهاً نُحِبِّـهُ
بِهِ الغَيْثُ يُسْقَى عِنْدَ مُحْتَبَسِ القَطْرِ
رُحِمْنَا بِهِ إذْ جَاءَ فِي لَيْـلِ تِيهِنَـا
فَلاَحَ لَنَا مِنْ وَجْهِهِ غُـرَّةُ الفَجْـرِ
رَحِيلاً رَحِيلاً يَـا عُصَـاةُ لِطَيْبَـةٍ
فَإنَّ بِهَا الأوْزَارَ تُرْمَى عَنْ الظَّهْرِ
صلى الله على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم