عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2009
  #1
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
هل لنا بمثله ؟ ( صورة مشرقة من التاريخ )

هل لنا بمثله ؟


إمام جمع بين المعقول و المنقول


حضر مهندس فرنسي إلى العاصمة ( الأستانة ) وقابل وزير الخارجية ( رئيس الكتاب )، متسائلاً عمّا إذا كان في عاصمة العثمانيين من يجيد العلوم الرياضية ويفهم هذا ، مشيراً إلى جدول قدمه في ( اللوغاريتمة ) ،
فأحال وزير الخارجية ذلك المهندس إلى الإمام الكلنبوي وبعثه إلى بيته ، ولمّا رأى المهندس الشيخ وملابسه وحالة بيته ، اعتقد أنه لم يلق ما ينشده ومع ذلك ترك الجدول عند الشيخ ، وطلب منه أن يجاوبه ليوم عيّنه .
و لمّا ذهب إليه في الميعاد المحدد وجد الشيخ ألّف رسالة ممتعة في (( اللوغاريتمة )) في مقالتين بغاية من الإجادة والتوسع فتحيّر المهندس غاية التحيّر لكون إيجاد جدول ((اللوغاريتمة ))في أوربة قريب العهد إذ ذاك ...
وقال لوزير الخارجية (( لو كان هذا العالم في بلادنا لكانت قيمته بقدر وزنه ذهباً )) .


وفي عهد السلطان سليم الثالث استعرض الجيش في الآستانة تحت رعاية جلالة الملك ، وأجريت هناك تمرينات حربية ثم أطلقت مدافع إلى هدف معين ، لكن القنابل المرمية طاشت عن المرمى ، ولم تصب الهدف ...
فغضب جلالة الملك من الخطأ في حساب قوة المدفع ، وبعد المرمى مع الغلط في توجيه المدفع ، ولم تكن كيفية إطلاق المدافع وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من التمام و الكمال .
فذكر عند جلالته أحد الأمناء مبلغ براعة الإمام الكلنبوي في الحسابات الدقيقة والأمور الميكانيكية .
فأحضره وأمره الملك أن يعدل وضع المدافع .
فقام الكلنبوي بحساب قوة المدفع ، وثقل القنبلة ، وبعد الهدف ، وأتم تعديل وضع المدفع على وفق ذلك ، ثم أمر بإطلاقه إلى الهدف فأصابت الطلقات كلها على التعاقب ، تحت تصفيق ألوف من المشاهدين ...
فلقي عمله هذا الاستحسان العظيم عند جلالة الملك .
فصدر الأمر الملكي الكريم بتخصيص اثني عشر رطلاً من الأرز تصرف كل يوم إلى الأستاذ وذريته مدى الدهر ...

( مقالات الكوثري )
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس