من تاريخ نهر الفرات
على ضفاف الأنهار بدأ التاريخ ونشأت الحضارات الكبرى كحضارتي في وادي النيل وبلاد الرافدين وغيرهما، والفرات هو أحد أهم الأنهار في الوطن العربي، إذ اجتذب الإنسان للسكن على ضفافه منذ عصور ما قبل التاريخ وتدلنا على ذلك الأدوات الصوانية المختلفة التي عُثر عليها في منطقة الفرات والبليخ والتي تعود إلى نصف مليون عام، وكان لهذا النهر أهمية كبرى نظراً لغزارة مياهه واتساع سهوله وخصوبة أرضه وطول مجراه من منبعه في هضبة أرمينيا إلى مصبه في الخليج العربي، حيث يبلغ طوله 2400 كم، أما نصيب سوريا منه فهو 675 كم. وتصب في الفرات جميع أنهار الجزيرة كالخابور والبليخ والساجور كما تنتهي عنده جميع الوديان الصحراوية كوادي المياه ووادي الصواب ويطلق على الأراضي الواقعة إلى يمينه اسم الشامية (لأنه يصلها بالشام) وأطلق عليها اليونان والرومان (ميزوبوتاميا) أي أنه بلاد ما بين النهرين ويحتفظ النهر باسمه الفرات منذ العصور القديمة، فالاسم يرد كما هو في النصوص المسمارية الأكادية والبابلية وغيرها مثل رافديه الخابور والبليخ
[size=9]ولا يقتصر دور الفرات على نشوء الزراعة وتوفير أسباب الاستقرار، بل كان عصباً قوياً من أعصاب المواصلات، فقد كان النهر طريقاً مائية سلكتها سفن وشعوب عديدة، كما كانت ضفافه طريقاً برية مهمة، وعلى طريقيه البرية والمائية نشأت كثير من العلاقات بين شعوب الشرق الأدنى وتأسست على ضفافه الموانئ النهرية التي كانت مراكز تجارية وقواعد عسكرية مهمة ك “إيمار” ومسكنة وتوتول (تل البيعة
_________________
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات