عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي العلاء بن الحضرمي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



العلاء بن الحضرمي فاتح البحرين

يعتبر أصحاب السير الصحابي الجليل العلاء بن عبدالله الحضرمي من سادات الصحابة وعلمائهم وعبادهم .

أسلم العلاء مبكراً، وكان من كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بعثه الرسول الأكرم إلى أهل عمان ليعلمهم شرائع الإسلام، كما أرسله إلى البحرين ليدعو أهلها إلى الإسلام، فقصد العلاء البحرين حاملاً لواء الجيش، وما أن وطئت أقدام المسلمين أرض البحرين حتى اعتنق الكثيرون من أهلها الإسلام، وولاه النبي صلى الله عليه وسلم البحرين، وأبقاه عليها أبوبكر الصديق رضي الله عنه .

دعاء مستجاب

كان رضي الله عنه مستجاب الدعوة، ومن كراماته ما ذكره المزي في “تهذيب الكمال” وابن كثير في “البداية والنهاية” من أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جهز جيشا واستعمل عليه العلاء بن الحضرمي، قال أنس وكنت في غزاته فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفوا آثار الماء والحر شديد فجهدنا العطش ودوابنا فلما مالت الشمس لغروبها صلى بنا ركعتين ثم مد يده إلى السماء وما نرى في السماء شيئا، فوالله ما حط يده حتى بعث الله ريحا وأنشأ سحابا وأفرغت حتى ملأت الغدر والشعاب فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجها في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج وقال: “يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم” ثم قال: “أجيزوا باسم الله” فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا فلم نلبث إلا يسيرا فأصبنا العدو عليه فقتلنا وأسرنا وسبينا ثم أتينا الخليج فقال مثل مقالته فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا . وذكر الحافظ بن أبي الدنيا عن سهم بن منجاب قال غزونا مع العلاء بن الحضرمي فقال في الدعاء: “يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك اسقنا غيثا نشرب منه ونتوضأ فإذا تركناه فلا تجعل لأحد فيه نصيبا غيرنا” وقال: في البحر اجعل لنا سبيلا إلى عدوك” . وكذلك من كراماته ما ذكره الطبري في “تاريخ الرسل والملوك” أنه في غزو أهل الردة في البحرين نزل العلاء منزلاً، فلم يستقر الناس على الأرض حتى نفرت الإبل في جوف الليل، فما بقي بعير ولا زاد ولا بناء إلا ذهب عليها في عرض الرمل ؛ فهجم عليهم الغم حتى أوصى بعضهم إلى بعض أى كتب وصيته ظنا منه أنه لن ينجو مما هو فيه - ونادى منادي العلاء: اجتمعوا، فاجتمع الناس إليه، فقال: “ما هذا الذي ظهر فيكم وغلب عليكم؟” فقال الناس: وكيف نلام ونحن إن بلغنا غداً لم تحم شمسه حتى نصير حديثاً؟ فقال: “أيها الناس، لا تراعوا، ألستم مسلمين؟ ألستم في سبيل الله؟ ألستم أنصار الله؟ قالوا: بلى، قال: “فأبشروا، فوالله لا يخذل الله من كان في مثل حالكم” . ونادى المنادي بصلاة الصبح حين طلع الفجر فصلى بهم، ومنهم المتيمم، ومنهم من لم يزل على طهوره، فلما قضى صلاته جثا لركبتيه وجثا الناس، فنصب في الدعاء ونصبوا معه، فلمع لهم سراب الشمس، فالتفت إلى الصف، فقال: رائد ينظر ما هذا؟ ففعل ثم رجع، فقال: سراب، فأقبل على الدعاء، ثم لمع لهم آخر فكذلك، ثم لمع لهم آخر، فقال: ماء، فقام وقام الناس، فمشوا إليه حتى نزلوا عليه، فشربوا واغتسلوا، فما تعالى النهار حتى أقبلت الإبل تكرد من كل وجه، فأناخت إليهم، فقام كل رجل إلى ظهره (أى راحلته)، فأخذه، فما فقدوا سلكاً” .

وقد كان مع المسلمين راهب من أهل هجر فأسلم حينئذ، فقيل له: ما دعاك إلى الإسلام؟ فقال: خشيتُ إن لم أفعل أن يمسخني الله، لما شاهدت من الآيات، وقد سمعت في الهواء قبل السحر دعاءً “اللهم أنت الرحمن الرحيم، لا إله إلا أنت، ولا إله غيرك، والبديع الذي ليس قبلك شيء، والدائم غير الغافل، والذي لا يموت، وخالق ما يُرى وما لا يُرى، وكل يوم أنت في شأن، وعلمت اللهم كل شيئاً علماً” فعلمتُ أن القوم لم يُعانوا بالملائكة إلا وهم على أمر الله” وحسُنَ إسلامه .

بسالة نادرة

وذكر ابن كثير أن العلاء أبدى في قتال جيوش المرتدين بسالة نادرة وأنه لمّا اقترب المسلمون من جيوش المرتدين نزل العلاء والمسلمون معه، وباتوا متجاورين في المنازل، وبينما المسلمون في الليل إذ سمع العلاء أصواتاً عاليةً في جيش المرتدين، فقال: “مَنْ رجلٌ يكشف لنا خبر هؤلاء؟” “فقام عبدالله بن حذف، فدخل فيهم فوجدهم سُكارى لا يعقلون من الشراب، فرجع إليه فأخبره فما كان من العلاء إلا أن ركب من فوره حاملا لواءه والجيش معه، فقتل المسلمون من المرتدين عدداً كبيراً، واستولوا على جميع ما كان معهم .

ثم خرج العلاء من البحرين في رهط منهم أبو هريرة وأبو بكرة، فلمّا كانوا بلِياسٍ قريباً من الصعاب، وهي من أرض بني تميم مات العلاء بن الحضرمي، ومن كراماته عند موته ما رواه ابن كثير وغيره عن أنس قال: “لما مات العلاء حفرنا له وغسلناه ودفناه فأتى رجل بعد فراغنا من دفنه فقال: من هذا فقلنا هذا من خير البشر هذا ابن الحضرمي فقال إن هذه الأرض تلفظ الموتى فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين إلى أرض تقبل الموتى، فقلنا ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسباع تأكله، قال: فاجتمعنا على نبشه فلما وصلنا إلى اللحد إذا صاحبنا ليس فيه وإذا اللحد مد البصر نور يتلألأ، قال فأعدنا التراب إلى اللحد ثم ارتحلنا” .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس