عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2009
  #15
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: النصيحة الكافية

الثاني : التصديق للعلماء
وأما التصديق للعلماء: فواجب فيما نقلوه لا فيما قالوه، إلا عند إبهام دليله، والثقة بدينه، وقد جاء: ( العلماء ورثة الأنبياء، وأمناء الرسل، ما لم يميلوا إلى الدنيا، ويداخلوا السلاطين فاخشوهم في دينكم ) وعنه عليه الصلاة والسلام: ( إذا كان الكلام إلى العالم أحب من الصمت فقد هلك ) وقد قال عمر رضي الله عنه في وصيته: وشاور في أمورك الذين يخشون الله تعالى.
ومما لا يهدي إلهي العلم، القيام للأكابر، وفيه شبهة، عند خوف الضرر، وأما إحناء الرأس فلا وجه له في الشرع أصلا، وكذا هذا الإطناب الذي أولعوا به.


الفصل الثالث : التسليم للفقراء

وأما الفقراء فيسلم لهم في كل شيء لا يقتضي العلم إنكاره، وما وجب إنكاره أنكر عليهم، مع اعتقاد كما لهمن إذ لا يبعد أن يكون للولي الزلة والزلات إذ الأولياء محفوظون، والحفظ يجوز مع الوقوع في المعصية، إلا أنه لا يجوز مع الإصرار عليها، وقد سئل الجنيد رحمه الله تعالى: أيزني العارف فقال: وكان أمر الله قدرا مقدورا، وقال ابن عطاء الله: ليت شعري لو قيل له: أتتعلق همة العارف بغير الله لقال: لا.
ولا ينكر على الفقراء، إلا محرما مجمعا على تحريمه، ولا يسلم لهم، إلا فيما له صورة يباح بها من الأفعال، وقد قال بعض العلماء: ما زال يختلج في نظري أن المجذوب فاقد لعفل التكليف، فكيف تثبت له الولاية حتى فتح الله بأن العقل إن فقد بحقيقة إلهية فله حكم تلك الحقيقة وحرمتها، وإذا فقد بالخيالات الوهمية فله حكمها، وإن كان التكليف ساقطا في الجميع، لفوات عقل المعاش الذي يميز خير الشرين وشر الخيرين.
وأنشد بعضهم:

سَبَتدوالَكَ الأَسرارُ بَعدَ اِكتِتامِها *** كَأَنَّ الَّذيب قَد صانَها عَنكِ يُخبَرُ


فَسَلَّم لَهُم فالقَومُ أَهـلُ عِـنـايةٍ *** وَجامَلَهُم فالوَصفُ لا يَتَحَقَـرُ


فَإِن كُنتَ في أَذيالِهِم مُتَمَسِـكـاً *** فَإِنّكَ طولَ الدَهرِ لاتَتَـغَـيرُ


وقال عليه الصلاة والسلام: {إن لله عبادا من نظر في أحدهم نظرة سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا}. وفي حديث: {الذاكرون هم القوم لا يشقى بهم جليسهم}.
وما أحسن قول القائل مستغيثا بهم:


ياعِبادَ الإِلَهِ إِنَّ عُـبـيداً *** لاذَ مِن أَجلِكُم بِرُكنٍ قَوي


فاقبَلَوهُ بِفَضلِكُم وَارحَموهُ *** وَاشفَعوافيهِ لِلإِلَهِ العَلي


اللهم إنا نتوسل إليك بحبهم، فإنهم أحبوك. وما أحبوك حتى أحببتهم، فبحبك إياهم وصلوا إلى حبك. ونحن لم نصل إلى حبهم فيك، إلا بحظنا منك. فتمم لنا ذلك مع العافية الشاملة الكاملة، حتى نلقاك يا أرحم الراحمين.



تم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس