عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #15
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق قسطموني

الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 220
فالنتيجة الاولى هي:
ان من يدخل دائرة رسائل النور بوفاء صادق واقتناع كامل، تختم حياته بالحسنى، أي يدخل القبر بالايمان. فهناك أدلة قوية على هذا.
والنتيجة الثانية هي:
ما تحقق َوتقرر في دائرة النور من الاشتراك المعنوي في أعمال الآخرة الذي دُفعنا اليه دون اختيارنا ولا علمنا، كأن كل طالب حقيقي صادق يقوم بالدعاء والاستغفار والعبادة بالوف الالسنة والقلوب، والتسبيح لله باربعين ألف لسان كما هو لدى بعض الملائكة. ويتحرى عن الحقائق السامية والرفيعة بمئات الألوف من الأيدي كحقيقة ليلة القدر في شهر رمضان المبارك.
ولأجل مثل هذه النتيجة: يرجّح طلاب النور خدمة النور على مقام الولاية ولا يتطلعون الى الكشف والكرامات ولا يسعون لقطف ثمرات الآخرة في الدنيا. ويفوّضون التوفيق في نشر الرسائل وجعل الناس يتقبلونها والترويجلها، ونيل مظاهر الشهرة والاذواق والعناية الالهية التي يستحقونها، وامثالها من الأمور التي هي خارجة عن نطاق وظيفتهم، يفوضونها كلها الى الله سبحانه ولا يتدخلون فيها. فلا يبنون أعمالهم وحركاتهم على تلك الأمور. وانما يعملون باخلاص تام قائلين: تكفينا وظيفتنا، وهي خدمة الايمان ليس الاّ.
***

[من مزايا رسائل النور ] 1
ان رسائل النور في هذا العصر، وفي هذا الوقت بالذات عروة وثقى، أي سلسلة قوية لا تنقطع، وهي حبل الله. فمن استمسك به فقد نجا.
ان رسائل النور برهان باهر للقرآن الكريم، وتفسير قيم له، وهي لمعة براقة من لمعات اعجازه المعنوي، ورشحة من رشحات ذلك البحر، وشعاع من تلك الشمس، وحقيقة ملهمة من كنز علم الحقيقة، وترجمة معنوية نابعة من فيوضاته..
_____________________
1 مستلات من كتاب "ختم التصديق الغيبي" - المترجم.



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 221
ان رسائل النور ليست كالمؤلفات الأخرى التي تستقي معلوماتها من مصادر متعددة من العلوم والفنون، فلا مصدر لها سوى القرآن، ولا استاذ لها الاّ القرآن، ولا ترجع الاّ الى القرآن.. ولم يكن عند المؤلف أي كتاب آخر حين تأليفها، فهي ملهمة مباشرة من فيض القرآن الكريم، وتنزل من سماء القرآن ومن نجوم آياته الكريمة...
ان الذي يدفع اعتراضات الملحدين التي تتهيأ منذ ألف سنة للنيل من القرآن الكريم.. والذي يزيل شبهات الفلاسفة الكفرة التي تراكمت منذ أمد سحيق، ووجدت الآن سبيلاً للانتشار.. والذي يصد حقد اليهود الذين يضمرون العداء والثأر من القرآن الكريم الذي زجرهم وعنّفهم.. والذي يقابل هجوم نصارى مغرورين على القرآن الكريم..
نعم.. ان الذي يدفع هذه الغارات جميعها هم ابطال ميامين، وقلاع معنوية حصينة للقرآن الكريم وجدوا في كل عصر من العصور. ولكن الآن غدت الحاجة ماسة اكثر الى اولئك الابطال، اذ زاد عدد المهاجمين من واحد واثنين الى المئة. وقلّ عدد المدافعين عن القرآن من المئة الى اثنين أو ثلاثة. فضلاً عن ان تعلّم الحقائق الايمانية من علم الكلام أو المدارس الشرعية يحتاج الى زمن طويل، لا تسمح به أحوال هذا الوقت، فانسدّ ذلك الباب أيضاً. اما رسائل النور فهي تعلّم الحقائق الايمانية العميقة جداً باسلوب يفهمه كل الناس في أقصر وقت.
ان خاصية مميزة راقية لـرسائل النور هي: انه في هذا العصر العجيب يستند الكفر والايمان الى آخر الحصون في المبارزة القائمة بينهما. فـرسائل النور تبين تلك الركائز النهائية بياناً قوياً قاطعاً. وهذه الخاصية تظهر في رسالة "الآية الكبرى" باسطع ما يمكن، اذ تبين الصراع القائم بين الكفر والايمان حتى في آخر ركائزهما. ولنوضح هذا بمثال.
فمثلاً: ان في ميدان حرب عظيمة واثناء اجتماع حشود الجنود من الطرفين واصطدام فوجين منهما، يمدّ العدو فوجه بالاعتدة والاجهزة الحربية ليشد من قواهم المعنوية ويقويها، فيسخر كل الوسائل الممكنة لذلك، منها التهوين من معنويات اهل الايمان وتفتيت تساندهم وترابطهم، بمعنى انه: لا يدع وسيلة الاّ يستعملها في سبيل تشتيت قوة أهل الايمان المعنوية التي هي قوة احتياطية ساندة عظيمة. حتى انه يبعث


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 222
على فوج المسلمين وعلى كل فرد من أفراده مجموعة متساندة مترابطة مشبعة بروح الجماعة والتنظيم الخاص.
واذ يحاول العدو افناء القوة المعنوية لفوج المسلمين افناءً كاملاً، يظهر أحدهم كالخضر عليه السلام ويقول:
"لا تيأس أيها المسلم! فان لك نقطة استناد عظيمة وركيزة لا تتزعزع قط، وجيوشاً جرارة لا تغلب وقوى احتياطية لا تنفد، فلو اجتمعت عليك الدنيا بأسرها لا يمكنها أن تبارز تلك القوى وتتحداها، بل لا يقدر على تدميرها الاّ من يملك قدرة على تدمير الكون بأسره. أما سبب انهزامك في الوقت الحاضر فهو ارسالك جندياً واحداً ليقابل جماعة منظمة وشخصاً معنوياً. فاسعَ أيها المسلم، ليكون كل جندي من جنودك في حكم جماعة وبمثابة شخص معنوي يستمد معنوياته من الدوائر المحيطة به".
وهكذا يمتلئ قلب المسلم قناعةً واطمئناناً من كلام الخضر.
والأمر كذلك في رسالة "الآية الكبرى"؛
اذ ان أهل الضلالة المغيرين على أهل الايمان أصبحوا روحاً خبيثة تسري في الأمة، وشخصية معنوية حاملة لروح الجماعة والتنظيم الخاص تفسد وجدان الناس وقلوبهم عامة في العالم الاسلامي. وتمزق الستار الاسلامي السامي الذي يحيى العقائد التقليدية لدى عوام المسلمين، وتحرق المشاعر المتوارثة أباً عن جد.. تلك المشاعر التي تديم الحياة الايمانية..
فبينما يحاول كل مسلم - يائساً - لينجو بنفسه من هذا الحريق المرعب الذي شب في أرجاء العالم. اذا بـرسائل النور تأتي كالخضر عليه السلام، وتمد اليه يد العون والمساعدة، واذا برسالة "الآية الكبرى" كالجندي المطيع ذي الخوارق، تستمد الامداد المعنوي والمادي الذي لا يقاوم من آخر جيوشه المحيطة بالكون...أما سائر النقاط في المثال، فعليكم تطبيقها كي تتبين خلاصة ذلك السر.
ان رسائل النور كذلك ليست نوراً مقتبساً، وبضاعة مأخوذة من معلومات الشرق وعلومه، ولا من فلسفة الغرب وفنونه. بل هي مقتبسة من العرش الرفيع السماوي لمرتبة القرآن الكريم الذي يسمو على الشرق والغرب.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 223
فـرسائل النور التي هي ضياء معنوي، وعلم في منتهى العلو والعمق معاً، لا تحتاح دراستها والتهيؤ لها الى تكلف، ولا داعي الى اساتذة آخرين لتعلمها، ولا الاقتباس من أفواه المدرسين، حيث ان كل شخص يفهم حسب درجته تلك العلوم العالية، دونما حاجة الى اشعال نار المشقة والتعب للحصول عليها، فيفيد نفسه بنفسه، وربما يكون عالماً محققاً.
سؤال:
لِمَ خصت رسائل النور من بين سائر الكتب القيمة باشارات من القرآن الكريم، والتفاتته اليها، وباستحسان الإمام علي رضي الله عنه وتقديره لها، وبتوجّه الشيخ الكيلاني قدس سره اليها والتبشير بها. فما وجه اختصاصها، وماالحكمة في اهتمام وتقدير هذين الاستاذين الفاضلين الى هذا الحد بـرسائل النور؟.
الجواب: من المعلوم ان دقيقة واحدة تكون ذات أهمية تقابل ساعة كاملة وانها تثمر من النتائج ماتنتجه تلك الساعة، وربما ماينتجه يوم كامل، بل قد تكون بمثابة سنين. ويحدث احياناً ان تكون ساعة واحدة لها من الاهمية وتعطي من النتائج ما لسنة من العمر بل العمر كله.
فمثلاً: ان الذي يستشهد في سبيل الله في دقيقة واحدة يفوز بمرتبة الاولياء.. وان الذي يرابط ساعة واحدة في ثغر المسلمين عند اشتداد البرد وصولة الاعداء الرهيبة، قد تكون له من الاهمية ما لسنة من العبادة.
وهكذا الامر في رسائل النور. اذ ان سبب الاهتمام الذي نالته رسائل النور نابع من اهمية الزمان نفسه.. ومن شدة الهدم الذي أحدثه هذا العصر في الشريعة المحمدية والشعائر الأحمدية.. ومن فتنة آخر الزمان الحالية التي استعاذت منها الامة الاسلامية منذ القدم.. ومن زاوية انقاذ ايمان المؤمنين من صولة تلك الفتن.
فلأجل هذه الاسباب كلها حازت رسائل النور أهمية عظمى حتى أشار اليها القرآن الكريم اشارة قوية، والتفت اليها التفاتة كريمة، وبشّر بها الامام علي رضي الله عنه بثلاث كرامات، واخبر عنها الشيخ الكيلاني رضي الله عنه اخباراً ذا كرامة، وحضّ مؤلفها.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 224
نعم! لقد تزعزعت قلاع الايمان التقليدية وتصدعت امام هجمات هذا العصر الرهيب. ونأت عن الناس وتسترت بحجب واستار. مما يستوجب على كل مؤمن ان يملك ايماناً تحقيقياً قوياً جداً كي يمكّنه من المقاومة والثبات وحده تجاه الضلالة المهاجمة هجوماً جماعياً.
فـرسائل النور تؤدي هذه الوظيفة، وفي أحلك الحالات وارهبها، وفي أحوج الاوقات، وأحرجها. فتؤدي خدمتها الايمانية باسلوب يفهمه الناس جميعاً. واثبتت اعمق حقائق القرآن والايمان وأخفاها ببراهين قوية، حتى أصبح كل طالب نور وفيّ صادق يحمل في قلبه الايمان التحقيقي كأنه قطب مخفي من اقطاب الاولياء وركيزةً معنوية للمؤمنين، وذلك لخدماته الايمانية في القرية او القصبة او المدينة التي فيها. ورغم انهم غير معروفين وغير ظاهرين ولا يلتقيهم احد فقد صار كل منهم بعقيدتهم المعنوية القوية كضابط شجاع في الجيش يبعث مدداً معنوياً الى قلوب أهل الايمان فيثبتهم وينفخ فيهم روح الحماس والشجاعة.
اخوتي الأوفياء الصادقين الاعزاء.. يا عماد سلواني في هذه الدنيا، ويا رفقائي الذين لا يكلّون في خدمة الحقيقة.
بينما كنت أتأسف في هذه الأيام على اشتغال ذهني جزئياً بالدفاعات أمام المحاكم، ورد الى القلب ما يأتي:
ان ذلك الانشغال هو كذلك اشتغال علمي، اذ هو خدمة في سبيل نشر الحقائق الايمانية وتحقيق حريتها وانكشافها؛ فهو نوع من العبادة من هذه الجهة.
وانا بدوري كلما وجدت ضيقاً في نفسي باشرت بمطالعة مسائل النور بمتعة ولذة، رغم اني اطلعت عليها مئة مرة. حتى وجدت "الدفاعات" هي كذلك مثل رسائل النور العلمية.
ولقد قال لي أحد اخواني: "انني أشعر بشوق وحاجة الى تكرار قراءة "رسالة الحشر" وان كنت قد قرأتها ثلاثين مرة".
فعرفت من كلامه هذا: ان رسائل النور التي هي مرآة عاكسة لحقائق القرآن الكريم وتفسير قيم أصيل له، قد انعكست فيها أيضاً مزية رفيعة للقرآن الكريم الا وهي عدم السأم من قراءتها.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 225
شكراً وحمداً لله بما لايتناهى من الحمد والشكر؛ ان عوام المؤمنين في زماننا هذا، الذين هم في امس الحاجة الى نقطة استناد يستندون اليها قد وجدوها في رسائل النور، فهي حقيقة لن تكون وسيلة لأي شئ كان، ولايداخلها اي غرض او مقصد كان، ولاتفسح المجال لأية شبهة او وسوسة كي تدخل فيها، ولايستطيع اي عدو كان ان يجد حجة لجرحها وتفنيدها.. وان الذين سيسعون لنشرها يسعون للحق والحقيقة وحدهما دون ان تشوب سعيهم مقاصد دنيوية. كل ذلك ليطمئن بتلك الحقيقة أولئك البعيدون ويثقوا بناشريها الصادقين اطمئناناً تاماً لينقذوا ايمانهم من صولة الزنادقة والملحدين على الدين واعتراضات الفلاسفة وانكارهم عليه.
نعم، ان اولئك المؤمنين سيقولون بلسان حالهم: "ان اعداءً شرسين وبهذه الكثرة لم يستطيعوا ان يفنّدوا هذه الحقيقة ولا ان يعترضوا عليها. وان طلاب تلك الحقيقة لايحملون في خدمتها قصداً غير الحق وحده. فلابد ان تلك الحقيقة هي عين الحق ومحض الحقيقة". وبهذا يقوى ايمانهم بدليل واحد يفوق ألف برهان وبرهان، فينقذون ايمانهم ولايساورهم شك بعدُ.
انه لأجل اطمئنان عوام المؤمنين وتقبلهم حقائق الايمان دون ان يساورهم اي تردد، يلزم في الوقت الحاضر، وجود معلّمين، يحملون من الايثار ما يجعلهم يضحون لا بمنافعهم الدنيوية وحدها، بل بمنافعهم الأخروية أيضاً في سبيل منافع أهل الايمان الاخروية. فيكون ذلك الدرس الايماني خالصاً نقياً بحيث لا يفكرون فيه بالمنافع الشخصية مهما كانت. بل يسعون في الخدمة الايمانية، بالحقائق، نيلاً لرضا الله، وعشقاً للحقيقة، وشوقاً الى الحق، والسداد الذي في الخدمة، وذلك ليطمئن كل من يحتاج الى الايمان اطمئناناً تاماً دون حاجة الى ايراد الأدلة له، ولكي لا يقول: "انه يخدعنا ويستميلنا" وليعلم ان الحقيقة قوية بذاتها الى حد لا يمكن ان تتزعزع بأي حال من الأحوال، ولا تكون اداةً طيعة لأي شئ كان.. فيقوى ايمانه عندئذٍ ويقول: "حقاً ان ذلك الدرس الايماني هو عين الحقيقة" وتمحى شبهاته ووساوسه.
***
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس