عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2008
  #7
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كتاب أسرار الحج في إحياء علوم الدين للغزالي

"الخامسة: في الركوب. فإذا ركب الراحلة يقول: بسم الله وبالله والله أكبر توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إني وجهت وجهي إليك، وفوضت أمري كله إليك، وتوكلت في جميع أموري عليك أنت حسبـي ونعم الوكيل. فإذا استوى على الراحلة واستوت تحته قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ــــ سبع مرات ــــ وقال: {الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانا لِهذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَولاَ أنْ هَدَانَا اللَّهُ} اللهم أنت الحامل على الظهر وأنت المستعان على الأمور.

السادسة: في النزول. والسنَّة أن لا ينزل حتى يحمى النهار ويكون أكثر سيره بالليل. قال : «عَلَيْكُمْ بَالدُّلْجَةِ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بَاللَّيْلِ مَا لا تُطْوَى بِالنَّهَارِ» وليقلل نومه بالليل حتى يكون عوناً على السير. ومهما أشرف على المنزل فليقل: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، ورب البحار وما جرين أسألك خير هذا المنزل وخير أهله وأعوذ بك من شره وشر ما فيه اصرف عني شر شرارهم. فإذا نزل المنزل صلى ركعتين فيه ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهنّ بر ولا فاجر من شر ما خلق. فإذا جنّ عليه الليل يقول: يا أرض ربـي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما دب عليك أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب، ومن شر ساكن البلد ووالد وما ولد. {وَلَهُ مَا سَكَنَ في اللَّيْلِ والنَّهارِ وهُوَ السَّميعُ العَلِيمُ} ." اهـ.



"السابعة: في الحراسة. ينبغي أن يحتاط بالنهار فلا يمشي منفرداً خارج القافلة لأنه ربما يغتال أو ينقطع، ويكون بالليل متحفظاً عند النوم فإن نام في ابتداء الليل افترش ذراعه، وإن نام في آخر الليل نصب ذراعه نصباً وجعل رأسه في كفه، هكذا كان ينام رسول الله في سفره لأنه ربما استثقل النوم فتطلع الشمس وهو لا يدري فيكون ما يفوته من الصلاة أفضل مما يناله من الحج، والأحب في الليل أن يتناوب الرفيقان في الحراسة فإذا نام أحدهما حرس الآخر ، فهو السنة فإن قصده عدوّ أو سبع في ليل أو نهار فليقرأ آية الكرسي، وشهد الله، والإخلاص، والمعوّذتين، وليقل بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله حسبـي الله، .توكلت على الله، ما شاء الله لا يأتي بالخير إلا الله، ما شاء الله، لا يصرف السوء إلا الله حسبـي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، وليس وراء الله منتهى، ولا دون الله ملجأ {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أنا وَرُسُلي إنَّ اللَّه قويٌّ عَزيزٌ} تحصنت بالله العظيم واستعنت بالحي الذي لا يموت، اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكنفنا بركنك الذي لا يرام. اللهم ارحمنا بقدرتك علينا فلا نهلك وأنت ثقتنا ورجاؤنا. اللهم أعطف علينا قلوب عبادك وإمائك برأفة ورحمة إنك أنت أرحم الراحمين.

الثامنة: مهما علا نشزاً من الأرض في الطريق فيستحب أن يكبر ثلاثاً ثم يقول: اللهم لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على كل حال. ومهما هبط سبح ومهما خاف الوحشة في سفره قال: سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح جللت السماوات بالعزة والجبروت." اهـ.




الجملة الثانية: في آداب الإحرام من الميقات إلى دخول مكة وهي خمسة:

الأول: أن يغتسل وينوي به غسل الإحرام أعني إذا انتهى إلى الميقات المشهور الذي يحرم الناس منه. ويتمم غسله بالتنظيف ويسرح لحيته ورأسه ويقلم أظفاره ويقص شاربه ويستكمل النظافة التي ذكرناها في الطهارة.

الثاني: أن يفارق الثياب المخيطة ويلبس ثوبـي الإحرام فيرتدي ويتزر بثوبـين أبـيضين، فالأبـيض هو أحب الثياب إلى الله عز وجل، ويتطيب في ثيابه وبدنه ولا بأس بطيب يبقى جرمه بعد الإحرام؛ فقد رئي بعض المسك على مفرق رسول الله بعد الإحرام مما كان استعمله قبل الإحرام .

الثالث: أن يصبر بعد لبس الثياب حتى تنبعث به راحلته إن كان راكباً أو يبدأ بالسير إن كان راجلاً، فعند ذلك ينوي الإحرام بالحج أو بالعمرة قراناً أو إفراداً كما أراد. ويكفي مجرد النية لانعقاد الإحرام، ولكن السنّة أن يقرن بالنية لفظ التلبـية فيقول: «لبـيك اللهم لبـيك لبـيك لا شريك لك لبـيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» وإن زاد قال: «لبـيك وسعديك والخير كان بـيديك والرغباء إليك لبـيك بحجة حقاً تعبداً ورقاً اللهم صل على محمد وآل محمد».

الرابع: إذا انعقد إحرامه بالتلبـية المذكورة فيستحب أن يقول: اللهم إني أريد الحج فيسره لي وأعني على أداء فرضه وتقبله مني. اللهم إني نويت أداء فريضتك في الحج فاجعلني من الذين استجابوا لك وآمنوا بوعدك واتبعوا أمرك واجعلني من وفدك الذين رضيت عنهم وارتضيت وقبلت منهم. اللهم فيسِّر لي أداء ما نويت من الحج، اللهم قد أحرم لك لحمي وشعري ودمي وعصبـي ومخي وعظامي، وحرّمت على نفسي النساء والطيب ولبس المخيط ابتغاء وجهك والدار الآخرة. ومن وقت الإحرام حرم عليه المحظورات الستة التي ذكرناها من قبل فليجتنبها.

الخامس: يستحب تجديد التلبـية في دوام الإحرام خصوصاً عند اصطدام الرفاق وعند اجتماع الناس وعند كل صعود وهبوط وعند كل ركوب ونزول رافعاً بها صوته بحيث لا يبح حلقه ولا ينبهر، فإنه لا ينادي أصم ولا غائباً ، كما ورد في الخبر. ولا بأس برفع الصوت بالتلبـية في المساجد الثلاثة فإنها مظنة المناسك ــــ أعني المسجد الحرام ومسجد الخيف ومسجد الميقات ــــ وأما سائر المساجد فلا بأس فيها بالتلبـية من غير رفع صوت. وكان النبـي إذا أعجبه شيء قال: «لَبَـيْكَ إِنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة» ." اهـ.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس