عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2010
  #130
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي



الحَمِيدُ جَلَّ جَلالُهُ

" هو المحمود لنفسه في الأزل، المحمود على ألسنة العباد فيما لم يزل، وهو الذي يوفق العبد للطاعة، ويثني عليه بها (1) .

والحميد من العباد هو من حسنت عقيدته، وأخلاقه وأعماله، وأقواله، من غير نقص ولا خلل(2) .

ولم تظهر أنوار اسمه "الحميد" جليةً في فرد في الوجود إلا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أعطى لكل حقيقة في الوجود كمالها ونصيبها:

فأعطى للروح حقيقة إطلاقها من قيودها، وشهودها لأنوار حبيبها.

وأعطى للنفس قيودها، وأدَّبها حتى تزكَّت واتحدت بالروح.

وأعطى للجسم حظه من الغذاء والملابس، والنظافة والطيب، والزواج، والأخذ بالأسباب.

وأعطى للعقل حرية التفكير والتجول في آيات الله.

وأعطى لكل طبقة في الوجود ما يناسبها من التشريع لمصالحها (3) ." اهـ





"إلهي .... أنت الحميد الذي حمدتك جميع الخلائق، وعظمتك جميع الحقائق، حمدت نفسك بنفسك، وعلَّمتنا كيف نحمدك، امنحنا نور اسمك الحميد حتى تكون أخلاقنا وأفعالنا وأقوالنا حميدة، وتكون نفوسنا برضاك سعيدة، وافتح عين البصيرة حتى لا ترى محموداً على الحقيقة سواك، ونشهد نور الحقيقة تجلى في نبيك صاحب المقام المحمود صلى الله عليه وآله وسلم، الذي سميته في السماء محموداً، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".








(1) : وقيل: الحميد: هو الموصوف بالصفات العلية التي لا يصح معها الحمد لغيره، ولا يقدر أن يثني بها حقيقة سواه، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) .

ومن عرف أنه الحميد في ذاته، وصفاته، وأفعاله، شغله ذكره والثناء عليه، عن ذكر نفسه والثناء عليها، كما قال في الحكم: "المؤمن يشغله الثناء على الله عن أن يكون لنفسه شاكراً ، ويشغله حقوق الله عن أن يكون لحقوقه ذاكراً".

وقال القشيري: إن حمد العبد للرب إذا كان بمعنى المدح والثناء لا يقبل منه إلا إذا كان عن تحقق، والتحقق عرفان القلب بما يثنى به الرب، لأن الله تعالى نهى أن يقول العبد في وصفه مالم يعلمه وإن كان صادقاً في قوله، قال تعالى: { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } .

(2) : فيكتسب المحامد ويثني على ربه، ويرضى بحكمه وحكمته عند النوازل، وهو يبصر العواقب بما وعد الله به الصابرين الشاكرين، ويجزي به العاملين من المؤمنين ولأجر الآخرة خيرٌ للذين آمنوا وكانوا يتقون.

(3) : فالحميد من العباد - كما يذكر حجة الإسلام - من حمدت عقائده وأخلاقه، وأعماله وأقواله بسريرته وظاهره، وبهذا أسمى الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما سماه بالنسبة لمن سبقه من المرسلين أحمدا، وهو أحمد عباد الله تعالى لله، وأعرفهم به، وله المقام المحمود عنده تعالى حتى قرن اسمه تعالى باسمه بالشهادتين، جعلهما مدار الإيمان، "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" وهو وسيلة العباد العظمى إلى الله تعالى بما أرسله به للناس كافة بشيراً ونذيرا، قائلاً { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } ، { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }، وهو أسوة المؤمنين الصادقين، { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم أحمد الخلق سيرة في الدنيا، وجعل الصلاة والتسليم عليه فريضة، وجعل أكمل صيغها ما علمنا من ذلك للصلاة بالصلاة الإبراهيمية، وهو بذلك يصلي عليه ويسلم في كل مناسبة إلى قيام الساعة، وهو صلى الله عليه وآله وسلم أحمد الخلق عند ربه مقاما، وبهذا كان شفيع الخلق يوم الدين حين يسجد تحت العرش لرب العالمين، فيثني عليه بمحامد يلهمه إياها يوم الفزع الأكبر يوم الحساب والجزاء بين يدي الله رب العالمين، وهو صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود، والحوض المورود، من شرب منه يومئذ شربة لا يظمأ بعدها أبدا، ويكون من أهل الخلود في دار النعيم المقيم، حيث تكون آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

وإن العامة: يحمدون الله تعالى شكراً لنعمه من اللذات الدنيوية، من مال وبنين وشرف ومجد، ومتاع الدنيا.

والخواص: يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية، ونعم الهداية ومزيدها.

والعارفون: الحمَّادون يحمدونه على كل حال، لأنه أهل الحمد ومستحقه، بذاته وصفاته وأفعاله، وأقواله، وهو الحميد المجيد. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس