عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2010
  #1
عبدالرحمن الحسيني
محب نشيط
 الصورة الرمزية عبدالرحمن الحسيني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرحمن الحسيني is on a distinguished road
19 وصية سيدنا عمر رضي الله عنه لسيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه,

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
فلله الحمد الذي جعل لنا من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة حسنة حتى نفوز برضا الله عز وجل, حيث قال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.
فتعالوا أحبتي في الله لنستمع إلى وصية سيدنا عمر رضي الله عنه لسيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه, حيث قال له:
(يا سعد: لا يغرنَّك من الله أن قيل: خال رسول الله صلى الله عليه وسلم, وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإن الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ, ولكنه يمحو السيئ بالحسن, فإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا طاعته, فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواءٌ, الله ربهم وهم عباده, يتفاضلون بالعافية, ويدركون ما عنده بالطاعة, فانظر الأمر الذي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا فالزمه فإنه الأمر, هذه عظتي إياك, إن تركتها ورغبت عنها حبط عملك وكنت من الخاسرين).
إخوتي في الله: النسب للنبي صلى الله عليه وسلم هو الاتباع, وأن يكون العبد على ما كان عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما قال سيدنا عمر لسيدنا سعد رضي الله عنهما, لأن اتباعه صلى الله عليه وسلم دليل المحبة في طرفيها, وطرفاها هما محبة العبد لربه, ومحبة الرب لعبده, فمن حقَّق الأولى نال ثمرة الثانية, قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيم}, ولذلك أطلق العلماء على هذه الآية الكريمة: آية المحبة.
فمن ترك الاتباع معتمداً على النسب فقط, فقد حبط عمله, وهو في الآخرة من الخاسرين. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ أَبَى), قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: (مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ, وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى).
وطالما نحن في شهر ربيع الأول تعالوا لنتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمرنا به, حيث قال: (اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ) رضي الله عنهما [رواه الترمذي وقال: حديث حسن], وطالما نحن نسمع وصية سيدنا عمر, فلننظر إلى سيرته ولنقتد بها, وخاصة في صفة الحلم التي هي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ, وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ, وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ, كُهُولاً كَانُوا أَوْ شُبَّانًا, فَقَالَ عُيَيْنَةُ لابْنِ أَخِيهِ: يَا بْنَ أَخِي هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ؟ قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ, قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ, فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: هِيْ يَا بْنَ الْخَطَّابِ, فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَلا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ, فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ, فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ}, وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ, وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاهَا عَلَيْهِ, وَكَانَ وَقَّافاً عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ.
فهل اتبعنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام, وخاصة في خلق الحلم, وكظم الغيظ في ساعة الغضب حتى لا يحبط عملنا؟ لأنه في بعض الأحيان الغيظ والغضب يخرجان العبد عن دائرة الإيمان بسبب التلفظ بكلمة الكفر والعياذ بالله.
اللهم أكرمنا بذلك, آمين. والحمد لله رب العالمين.
عبدالرحمن الحسيني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس