الموضوع: الشعاع الخامس
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2008
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الشعاع الخامس - ص: 113

المسألة التاسعة:


لقد صورت في الروايات وقائع "السفياني" وحوادث فتن آخر الزمان انها تقع حول الشام او في الجزيرة العربية. ان تأويلا لهذا والله اعلم هو:


ان مركز الخلافة في السابق كان في العراق والشام والمدينة، لذا فسر الرواة - باجتهادهم الشخصي - وصوروا تلك الاحداث التي تقع حول مركز الدولة الاسلامية - وكأن الخلافة ستظل هكذا - فقالوا: في الشام.. حلب. ففصلوا باجتهادهم الشخصي ما ورد مجملا في الاحاديث.


المسألة العاشرة:


لقد ذكرت الروايات: القدرة الهائلة الخارقة لأشخاص آخر الزمان.


ان تأويلاً لهذا - والعلم عند الله - هو:


انه كناية عن عظمة الشخصية المعنوية التي يمثلونها. مثلما صور في حينه القائد الياباني الذي دحر روسيا، بأن أحد قدميه في البحر المحيط والاخرى في قلعة بورت آرثر. أي ان عظمة الشخص المعنوي الرهيبة، تصور في ممثل تلك الشخصية وفي تماثيل ذلك الممثل الضخمة. اما قدراتهم الفائقة وقوتهم الخارقة، فلكون اكثر اجراءاتهم من قبيل التخريب واثارة الشهوات وتحريك الرغبات، مما تظهر اقتداراً فوق المعتاد، اذ التخريب سهل. فعود ثقاب واحد يمكنه ان يحرق قرية كاملة، واثارة الشهوات وتحريك الرغبات تسري سريعاً لميل النفوس اليها.


المسألة الحادية عشرة:


ورد: ان في آخر الزمان يكون لأربعين امرأة قيّم واحد 1 .


_____________________


1 عن انس بن مالك رضي الله عنه قال - عند قرب وفاته - " لأحدثكم حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايحدثكم به احد عنه بعدي! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لاتقوم الساعة - او قال - ان من اشراط الساعة: ان يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال ويبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد ". وفي رواية: "يظهر الزنا، ويذهب الرجال ويكثر النساء ". رواه البخاري في العلم، باب رفع العلم وظهور الجهل، وفي النكاح باب يقل الرجال ويكثر النساء، وفي الاشربة في فاتحة، وفي المحاربين باب الزكاة. ورواه مسلم برقم 2671 والترمذي.






الشعاع الخامس - ص: 114

ان لهذا تأويلين والله اعلم بالصواب:


الاول: ان الزواج الشرعي يقل في ذلك الزمان او يرفع، كما حدث في روسيا؛ فالرجل السائب الذي تجنب من الارتباط بامرأة واحدة، يكون قيماً على اربعين امرأة شقية.


الثاني: انه كناية عن هلاك أغلب الرجال في الحروب التي تقع في تلك الفتنة. وعن كون اكثر الولادات من الاناث بناء على حكمة إلهية. وربما يلهب تحرر النساء تحرراً كلياً شهواتهن فيتغلبن بغلبة الشبق فطرة على أزواجهن. مما يسبب نزوع الطفل الى صورتها فتصبح الاناث كثيرات جداً بأمر إلهي.


المسألة الثانية عشرة:


ورد في الروايات: ان اليوم الاول للدجال سنة، والثاني شهر، والثالث اسبوع، والرابع كسائر الايام 1 . لهذا تأويلان، ولا يعلم الغيب الا الله.


الاول:


انه اشارة وكناية عن ظهور الدجال الكبير في دائرة القطب الشمالى وجهة الشمال من العالم؛ لأن السنة في منطقة القطب الشمالي عبارة عن يوم وليلة.


فلو سافر أحدهم من هناك متجهاً نحونا بالقطار يوماً كاملا يرى الشمس لاتغرب شهراً كاملا في الصيف. واذا اقترب بالسيارة يوماً آخر يرى الشمس اسبوعاً كاملا، ولقد كنت في مكان قريب من هذا عندما كنت أسيراً هناك. بمعنى ان هذا اخبار معجز بأن الدجال الكبير سيتعدى من الشمال الى هذه الجهة.


اما تأويله الثاني فهو:


ان هناك أياماً ثلاثة بمعنى الادوار الثلاثة الاستبدادية للدجال الكبير ودجال المسلمين:


"يومه: اي في دورة حكومته، يقوم باجراءات عظيمة ما لاينجز في ثلاثمائة سنة.


_____________________


1 الاحاديث في هذا الباب كثيرة، نذكر منها: «قلنا يارسول الله ما لبثه في الارض ؟ قال: اربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر ايامه كأيامكم» صحيح مسلم بشرح النووي 18/66. واخرجه بسياق قريب ابو داود (4321، 4322) والترمذي كلهم من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه.






الشعاع الخامس - ص: 115

يومه الثاني، اي دورته الثانية: انه يجري في سنة واحدة من الاجراءات ما لايجري في ثلاثين سنة.


يومه الثالث ودورته: ينفذ من التغييرات في سنة واحدة ما لا ينفذ في عشر سنوات.


يومه الرابع ودورته: يكون اعتيادياً لايقوم بشئ سوى سعيه للحفاظ على الوضع". وهكذا أخبر الرسول الكريم صلىاللهعليهوسلم أمته ببلاغته الفائقة عما سيقع من احداث المستقبل.


المسألة الثالثة عشرة:


في رواية صحيحة: ان عيسى عليه السلام يقتل الدجال الاكبر 1 .


ولهذا ايضاً وجهان والعلم عند الله:


الوجه الاول: ان الدجال الذي يحافظ على نفسه باموره الخارقة التي يستدرج بها الناس ويسخرهم باستخدام السحر والتنويم المغناطيسي والارواح وامثالها، لايقدر على قتله وتغيير مسلكه الا مَن هو خارق، وذو معجزات ومرضيّ لدى الجميع ومن هو اكثر علاقة وارتباطاً، ويعتقد بنبوته اغلب الناس، ذلك النبي عيسى عليه السلام.


الوجه الثاني هو: ان الذي سيقتل الشخصية المعنوية لشخص الدجال - المقتول بسيف شخص عيسى عليه السلام - ويبيد كيان الالحاد الهائل والمادية الرهيبة التي كونها، ويُفني ما يدعو اليه من الكفر بانكار الالوهية، هم الروحانيون النصارى، فهؤلاء الروحانيون يهلكونه - ويقتلونه معنى - بقوة نابعة من مزجهم حقيقة النصرانية مع حقائق الاسلام. حتى ان ما ورد بأن عيسى عليه السلام سينزل ويقتدى بالمهدي في الصلاة 2 ، يشير الى هذا الاتفاق، والى ريادة الحقيقة القرآنية وهيمنتها.


_____________________


1 عن مجمع بن جارية الانصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يقتل ابن مريم الدجال بباب لد»: رواه الترمذي 2345 (تحفة الاحوذي) وقال هذا حديث صحيح. وزاد المباركفوري نسبته لأحمد في المسند والطبراني في الكبير. وكذا الحاكم 4/529 - 530 وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم.


2 اقتداء عيسى عليه السلام بالمهدي، فيه احاديث صحيحة كثيرة، نسوق منها: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاتزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة، فينزل عيسى، فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا ان بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الامة» رواه مسلم 156، ورواية ثانية حول الاقتداء في البخاري 4/345 ومسلم 155.

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 01-24-2010 الساعة 09:14 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس