عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2008
  #2
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي


وقد اجتمعت مرة أنا وأخي أبو العباس الحريثي رحمه الله تعالى بولي من أولياء الهند بمصر المحروسة. فقال ضيفوني فإني غريب وكان معه عشرة أنفس فصنعت له فطيرا وعسلا فأكل فقلت له من أى البلاد فقال من الهند فقلت ما حاجتك فى مصر فقال حضرنا مولد سيدي أحمد فقلت له متى خرجت من الهند فقال خرجنا يوم الثلاثاء فنمنا ليلة الأربعاء عند سيد المرسلين وليلة الخميس عند الشيخ عبد القادر ببغداد وليلة الجمعة عند سيدي أحمد بطنتا. فتعجبنا من ذلك. فقال الدنيا كلها خطوة عند أولياء الله تعالى عز وجل واجتمعنا به يوم السبت انضاض المولد طلعت الشمس فقلنا لهم من عرفكم بسيدي أحمد فى بلاد الهند فقالوا بالله العجب أطفالنا الصغار لا يحلفون إلا ببركة سيدي أحمد فهو من لا ظلم أينما حل وهل أحد يجهل سيدي أحمد إن أولياء ما وراء البحار والمحيط وسائر البلاد والجبال يحضرون مولده إن من ينكر حضور مولده فيسلب الإيمان فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام وأخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوى . أن شخصا أنكر حضور مولده فسلب الإيمان فلم تكن فيه شعرة تحن لدين الإسلام، فاستغاث بسيدي أحمد فقال بشرط أن لا تعود فقال نعم، فرد عليه ثوب ايمانه.

ثم قال له وماذا تنكر علينا قال اختلاط الرجال والنساء فقال سيدي أحمد ذلك واقع فى الطواف ولم يمنع أحد منه ثم قال وعزة ربى: ما عصى أحد فى مولدي إلا وتاب وحسنت توبته. وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك فى البحار وأحميهم من بعضهم بعضا فيعجز بي الله عز وجل عن حماية من يحضر مولدي وحكى لي شيخنا أيضا أن سيدي الشيخ أبا الغيث كتب أحد العلماء بالمحلة الكبرى واحد الصالحين بها كان بمصر فجاء إلى بولاق فوجد الناس مهتمين بأمر المولد والنزول فى المواكب فأنكر ذلك وقال هيهات أن يكون اهتمام هؤلاء بزيارة نبيهم مثل اهتمامهم بأحمد البدوي فقال له شخص سيدي أحمد ولى عظيم فقال ثم فى هذا المجلس من هو أعلى منه مقاما، فعزم عليه شخص فأطعمه سمك، فدخلت حلقه شوكة، تصلبت فلم يقدر على إنزالها بدهن عطاس ولا بحيلة من الحيل، وورمت رقبته حتى صارت كخلية النحل، تسعة شهور، وهو لا يتلذذ بطعام ولا شراب ولا منام، أتنساه الله تعالى السبب، فبعد تسعة شهور ذكره الله تعالى السبب، فقال احملوني إلى قبة سيدي أحمد ، فادخلوه فشرع يقرأ سورة يس فعطس عطسة شديدة فخرجت الشوكة مغمسة دما. فقال تبت إلى الله تعالى ياسيدي أحمد. وذهب الوجع والورم من ساعته وأنكر ابن الشيخ خليفة بناحية أبيار بالغربية، حضور أهل بلده إلى المولد، فوعظه شيخنا الشيخ محمد الشناوى فلم يرجع فاشتكاه لسيدي أحمد فقال ستطلع له حية ترعى فمه ولسانه فطلعت من يومه ذلك وأتلفت وجهه ومات بها.

ووقع ابن اللبان فى حق سيدي أحمد فسلب القرآن والعلم والإيمان فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أن يدخل فى أمره فدلوه على سيدي ياقوت العرشي فمضى إلى سيدي أحمد وكلمه فى القبر وأجابه وقال له: أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رأسماله فقال بشرط التوبة فتاب ورد عليه رأسماله وهذا كان سبب اعتقاد ابن اللبان فى سيدي ياقوت وقد زوجه سيدي ياقوت . ووقعه ابن دقيق العيد بامتحانه لسيدي أحمد مشهوره. وهو أن الشيخ تقي الدين أرسل إلى سيدي عبد العزيز الديريني . وقال له امتحن لي هذا الرجل الذى اشتغل الناس بأمره عن هذه المسائل فان أجابك عنها فهو ولى الله تعالى فمضى إليه سيدي عبد العزيز وسأله عنها فأجاب عنها بأحسن جواب. وقال هذا الجواب مسطر فى كتاب الشجرة فوجدوه فى الكتاب كما قال وكان سيدي عبد العزيز إذا سئل عن سيدي أحمد يقول هو بحر لا يدركه قرار. وأخباره ومجيئه بالأسرى من بلاد الأفرنج. وأغاثه الناس من قطاع الطرق. وحيلولته بينهم وبين من استنجد به، لا تحويها الدفاتر قلت وقد شاهدت أنا بعيني سنة خمس وأربعين وتسعمائة أسيرا على منارة سيدي عبد العال مقيدا مغلولا وهو متخبط العقل فسألته عن ذلك فقال بينا أنا فى بلاد الإفرنج آخر الليل توجهت إلى سيدي أحمد فإذا أنا به فأخذني وطار بي فى الهواء فوضعني هنا فمكثت يومين ورأسه دائرة عليه من شدة الخطفة.

هكذا تحدث المقريزي مؤرخ عصره وفيلسوف زمانه عن سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه
_________________
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس