الموضوع: أرجى الوسائل
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2008
  #1
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي أرجى الوسائل

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة للشيخ الشاعر أمين الجندي وسببها انه اعتراه مرض وابتلي به مدة ثم حصل له داء الفالج وتعاطى أشياء من أنواع الطب فلم يجد له شفاء من ذلك فألهمه الله تعالى التوسل بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فتوسل به وبأصحابه وكان فراغه منها ليلة عيد الفطر فبات تلك الليلة فرأى المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) فيها وأصبح معافى من جميع أمراضه ويعجب الناس من ذلك فلم يعلم أحد بما رآه



توسلت بالمختار أرجى الوسائل = نبي لمثلي خير كاف وكافل
هو الرحمة العظمى هو النعمة التي =غدا شكرها فرضا على كل عاقل
هو المصطفى المقصود بالذات ظاهرا =من الخلق هل ترى من مماثل
نجي إله العرش بل وحبيبه = وخيرته من خير أزكى القبائل
شمائله تنبيك عن حسن خلقه = فقل ما تشا في وصف تلك الشمائل
وأخلاقه فاه الكتاب بمدحها = ولاسيما الإعراض عن كل جاهل
نبي هدى سن التواضع عن علا = فحل من العليا بأعلى المنازل
تقي تردى الجود والحلم حلة = تجسم فيها المجد بعد التكامل
وفي الحرب والمحراب نور جنبيه =يريك شعاع الشمس من غير حائل
له النسب الوضاح والسؤدد الذي =تسامى على هام السهى بالتطاول
يقولون لي هلا ابتهجت بمدحه = فإنك ذوفهم كفهم الأوائل
فقلت لهم هل بعد مدحة ربنا = وخدمة جبريل مجال لقائل
وأين الثنا ممن رأى الله يقظةً=وقام يناجي ربه غير ذاهل
ولكنه بحر البحور تواصلت = لأفضاله بالمدح كل الافاضل
دعوتك يا الله مستشفعاً به = فكن منجدي يا منتهى كل آمل
سألتك كشف الضر عني بجاهه = وحاشاك أن لا تستجيب لسائل
إلهي لقد اشتدت كروبي وليس لي = سواك مغيثٌ في الخطوب الغوائل
إلهي تدارك ضعف حالي برحمة =ولطف خفي عاجل غير آجل
فأني جزوع لاصبور على البلا = ودائي عضال لا محالة قاتلي
وفي علتي حار الطبيب فكدت أن =أجاوز حد اليأس من ذي العواضل
وبالسقم أعضائي اضمحلت جميعها = فلم يبق منها مفصل غير ناحل
ومن فرط مابي من نحول ولوعة = بكت رحمة لي حسدي وعواذلي
فمن لأسير الذنب من ورطه البلاء = بفك قيود أو بعد سلاسل
كأني غريب بين قومي وحالهم = شعور بأشعاري ولا في سائل
أنادي فلا ألقى مجيبا سوى الصدى= فاحسب أن الحي ليس بآهل
واني اذا مارمت خلا موافيا= فقد رمت شيئاً عز عن كل نائل
وهل مشفق ألقاه أرحم من لظى = حشاي ومن قاني دموعي الهواطل
ألاليت شعري هل تفردت في الورى = بكسب الخطايا وارتكاب الرذائل
ومن دون كل الخلق عولجت بالأسى = قصاصا وحسبي زلتي وتضاؤلي
فإن كان هذا بالذنوب وليس لي = شفاء وجسمي داؤه غير ناصل
فإني بطه مستغيث وراغب = الى الله فهو الغوث في كل هائل
وإخوانه الرسل الكرام جميعهم = وباقي النبين البدور الكوامل
وبالخلفاء الراشدين وآله = وأصحابه الغر الثقات الأماثل
خصوصاً رفيق الغار ذي الرأي الجمي = أبي بكر الصديق صدر المحافل
إمام فدى خير الأنام بنفسه = وفي ماله ماكان قط بباخل
وفي درء تلك الفتنه اختص وحده = ولولاه لارتدت جميع القبائل
كذاك أمير المؤمنين وعزهم = أبو حفص الفاروق محي النوافل
فتى أيد الإسلام فيه و أقمعت = به البدعة السوداء رغما لناكل
بعثمان ذو النورين من جمعت به = بجمع كتاب الله كل الفضائل
ومن لازم المحراب طول حياته = ومات شهيدا صابراً غير صائل
بقالع باب الخيبري الذي اغتدى = لراية جيش النصر أعظم حامل
علي أبي السبطين ، صدرة الوغى = مبيد العدى ليث الحروب المداحل
بطلحتهم ثم الزبير وسعدهم = كذاك سعيد من سما بالفضائل
بصدق ابن عوف صاحب الهمة التي = يدك لها في الحرب صم الجنادل
بفاتح قطر الشام سيدنا أبي = عبيدة كشاف الكروب العواضل
بحمزة بالعباس عمي نبينا= بسبطيه بالزهراء عين الأماثل
بمن شهدوا بدرا وقد اثخنوا العدى = ببيض حداد أوبسمر ذوابل
بسطوة سيف الله ذي البأس خالد = فتى الحزم ماضي العزم زالي الخصائل
أمير بني مخزوم الشهم من غدا=له لبر يمين المصطفى خير حافل
ومن ثم يوم الفتح سبعين سيدا = سقاهم كؤوس الحتف بين الحجافل
وعاد كأكباد البخات دم العدى = على درعه لاشىء فوق الكواهل
وما كان هذا منه الا برؤية = بأمر الهي بعيد التناؤل
بسائر حفاظ الحديث بمن عزا = بتفسيره للحبر أو لمقاتل
بأحمد بالنعمان ثم بمالك = وبالشافعي بحر الندى والمسائل
وبالعلماء العاملين ذوي الهدى = وأتباعهم من كل حبر وفاضل
وبالأولياء العارفين وبازهم = أبي صالح من قال مافي المناهل
بمن لزموا البر الشريعة فانجلى =لهم بحر قدس الذات من غير ساحل
أجرني وأنقذني من الهم والعنا =فغيرك مالي ملجأ في النوازل
وهدا ختام الصوم تصطنع الجدا = به الأسخيا مع كل سام وسافل
وفي العيد عادات الكرام لقد جرت = ببر اليتامى وافتقاد الأرمل
وهاأنا محتاج فلاتك قاطعاً = حبال رجائي فيك ياخير واصل
فأنك أولى بالمكارم منهم = وأجدر بالإحسان من كل باذل
فحاشا ظنوني أن ترد بخيبة = وفي بابك المأمول خطت رواحلي
فأن كان في العمر انفساح فعافني = من السقم وارحم يارحيم تناحلي
وإن تك قد حانت وفاتي فآونى = بدار نعيم عزها غير زائل
وثبت على التوحيد قلبي ومن لي = بخاتمة الإيمان من غير فاصل
وكن لي رحيماً في البلاء وفي البلي = بدنيا وأخرى يا رجا كل سائل
ودم راضياً عني كذاك ومرضياً=خصومي ويوم العرضِ لا تك خاذلي
فإني أرى الدنيا سراباً وأهلها = أحاديث يرويها الزمان لناقل
وما الكون إلا كالهباء لناظرٍ=أو الخطِ في مستجرً ذي جداول
وإني لراضٍ بالقضاء وما تشا = وعندي يقينٌ أن لطفك شاملي
ولكني أشكو البلا لك القضا = لأنك أنت الحق أعدل عادل
وللغير لا أشكو وإن سامني الدهر = وفصل فصال المنايا مفاصلي
وعن رتبة التسليم في كل حالة ٍ =فؤادي وإن ناجاك ليس بنازل
وحبةُ قلبي في معانيك أنبتت =بقدس سواد الليل سبع سنابل
تعرفت لي من قد ألست بزرعها= فلم أسقها غير الدموع الهواطل
وبالكتم من بعد الحصاد درستُها= بلبٍ خلا عن فكرة وتخامل
ولا برحت قوتي مع الفقر والغنى =وقوت عيالي في الضحى و الأصايل
ألا ما ألذ القرب بعد النوى وما =أمر الجفا والهجر بعد التواصل
تبرأت من حولي إليك وقوتي = ومن عملي والعلم ثم التفاضل
لتقطعني بالقرب عن كل قاطع ٍ= وتشغلني في الحب عن كل سافل
أشاع الورى عني هناتي واظهروا=الشماتة فيما بينهم بالتداول
وبالموت لم يشمت بمثلي تشفياً= من الناس إلا كل باغٍ وباسل
أليس الوجود الحق ذاتي بلا مِرا=وهذي البرايا كلها محض ُ باطل
فلا يحسب المغرور أني مضيعٌ =زماني سدىً ما بين هاذ وهازل
فدع عصبة البهتان تصنعُ ما تشا=فما الله عما يعملون بغافلِ
فمن أين للخفاش أن يبصر الضيا=وهل تالف ُ الجعلان ورد الخمائل
ومني على روحي الصلاة مسلماً=وأصحابه والآل مع كل كامل
مدى الدهر ما الجندي انشد قائلاً=توسلت بالمختار أرجى الوسائل
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس