عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2012
  #1
فاروق العطاف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 107
معدل تقييم المستوى: 16
فاروق العطاف is on a distinguished road
3 الأدلة الشرعية على الاحتفال بمولد خير البرية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .أما بعد :

فهذا سرد للأدلة الدالة على الاحتفال بذكرى مولد سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام جمعتها مما كتبه العلماء رحمهم الله تعالى ،لتقر بها أعين أهل السنة ،ويستفيد منها المخالف لتكون هدى له إلى الحق المبين وقد اقتصرت على ثمانية من الأدلة على عدد أبواب الجنة عسى الله أن يرزقنا رضاه عنا أجمعين وهو حسبنا ونعم الوكيل :

الأدلة من القرآن الكريم :

1_ قال الله تعالى ((وذكرهم بأيام الله )) ولاشك أن يوم ميلاد أفضل خلق الله تعالى هو من أيام الله الخالدة التي يشرع التذكير بها وبعظيم منة الله على خلقه بولادة خاتم الأنبياء وسيد الناس أجمعين عليه الصلاة والسلام .فلاشك في مشروعية التذكير به والعناية به واغتنامه.

2_ وقال عزوجل (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُبِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) ويوم المولد فيه تذكير بأنباء سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وتحبيب الأجيال فيه سيرته المشرفه وربط القلوب بالقدوة الحسنة وفي ذلك تثبيت للفؤاد ووعظ للعباد وذكرى للمؤمنين .

3_ وقال الله تعالى(( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا )) فالله عز وجل أمرنا أن نفرح بفضل الله ولا شك أن مولد سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام من فضل الله ومن رحمته بل هو عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين كما قال الله تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) (الأنبياء : 107)

وجاء في كتاب الدرالمنثور للحافظ السيوطي (4/367) أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما فيالآية قال : فضل الله العلم ، ورحمته النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الله تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) انتهى .

و الأدلة من السنة المشرفة :

4_ أخرج الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الصيام عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال : "ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أنزل علي" . وهذا نص في تعظيم سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام لليوم الذي ولد فيه وعظمه بأطول عبادة يمكن أن يفعلها المسلم في اليوم ألا وهي عبادة الصيام .فكيف يمنع الناس مما هو أيسر من ذلك كالذكر وقراءة السيرة النبوية والقرآن الكريم ،وإطعام الطعام ونحوها من الطاعات التي جاءت الشريعة بالحث عليها،ولم تنهى عنها في يوم المولد كما يفعل المتنطعون. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف (ص114) : فيه إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده ، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمةإظهار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وإرساله إليهم ، كما قال تعالى (( لقدمن الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )) (آل عمران:164) فصيام يوم تجددت فيه هذه النعمة من الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين حسن جميل ، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر" انتهى كلام ابن رجب .

5_شكر الله تعالى على نعمة ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي من أجل النعم كما عظم الشرع يوم عاشوراء لأن فيه نجاة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فدل على استحباب التذكير بيوم المولد الشريف وشكر الله فيه على هذه النعمة خاصة ،قال الحافظ ابن حجر كما في فتوى له نقلها الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" ما نصه: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلىالله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم؟ فقالوا: هو يومأغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، فيستفاد منه فعل الشكرلله على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلكاليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقةوالتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم.انتهى كلام الحافظ وقد صح عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في صيام عاشوراء ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا : هو اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصوم تعظيما له ،فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "نحن أولى بموسى" . وأمر بصومه . أخرجه البخاري (7/215 ومسلم (رقم 1130) .



6_ قال الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالة "حسن المقصد في عمل المولد : وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عق عن نفسه بعد النبوة ، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته ، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية ، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين ، وتشجيع لأمته كما كان يصلي على نفسه ، لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكربمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات . انتهى .

7_ لقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في فضل الجمعة : "وفيه خلق آدم" أخرجه مالك في الموطأ (1/108) والترمذي (رقم 491) وقال : حسن صحيح .

فلو كان ليس ليوم مولد النبي عليه الصلاة والسلام ميزة وفضل يستوجب الشكر عليه والاحتفاء به لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن من فضائل يوم الجمعة أن آدام عليه السلام خلق فيه فقد تشرف يوم الجمعة بخلق آدم ، وفيه دليل بقياس الأولى على فضل اليوم الذي ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

8_ أن الأصل هو الإكثار من الطاعات والخير المقرب إلى الله تعالى مادام أنه لايخالف الشرع وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقراءة سيرته ، والصلاة والسلام عليه ،وذكر الله تعالى ، والصدقة ، وإطعام الطعام ،والصيام كل ذلك من الخير ولادليل على استثناءيوم مولده من الطاعات المطلقة ،بل على العكس أتت الأدلة بتعظيم النبي عليه الصلاة والسلام ليوم مولده وصيامه فيه، فلاوجه للإنكار.

وقد استحسن عمل المولد جمهور الائمة والعلماء وتبعهم سائر الأمة الإسلامية.فنسأل الله أن ينفعنا به وأن ينور قلوبنا

وأسأل الله أن يتقبل هذا العمل ويجعل ثوابه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

والحمد لله رب العالمين

التعديل الأخير تم بواسطة فاروق العطاف ; 02-02-2012 الساعة 12:43 PM
فاروق العطاف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس