عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي ماذا لو رأيت غزة يابن أنيف؟

ماذا لو رأيت غزة يابن أنيف؟









التقي ولد الشيخ

يا قريط بن أنيف

نح عن قومك لومك

لو رأيت اليوم قومي

لم تلم بالأمس قومك

حين استاقت بنو شيبان إبل قريط بن أنيف أقام الدنيا وأقعدها ناعياً على قومه بني العنبر ذلهم وضعتهم وهوانهم وتمنى ألا يكون منهم وأن يكون من قبيلة مازن حماة الحريم وحفظة الأعراض الذين لا يجرؤ أحد على انتهاك حرمهم ونهب أموالهم، وقد ضمّن قريط ذلك في أبياته الشهيرة:

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي

بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا

إذن لقام بنصري معشر خشن

عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا

قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم

طاروا إليه زرافات ووحدانا

لا يسألون أخاهم حين يندبهم

في النائبات على ما قال برهانا

لكن قومي -وإن كانوا ذوي عدد

ليسوا من الشر في شيء ولو هانا

كأن ربك لم يخلق لخشيته

سواهم من عباد الله إنسانا

لكن قريطا لو رأى اليوم ما فيه أهل غزة من كرب وبلاء على الشاشات، قتلى لا يجدون موارياً وجرحى لا يجدون مضمداً وعالقين لا يجدون منقذاً وغرثى لا يجدون مطعما، وكأن الشاعر عنى ذلك بقوله:

تبيتون بالمشتى ملاء بطونكم

وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا

لو رأى ذلك لعذر قومه ولوصفهم بالعزة والشهامة وإباء الضيم ولاغتفر لهم قعودهم عن نجدته لاسترجاع إفاله وأبكره من بني ذهل بن شيبان، فالذي نفقده اليوم في غزة ليس أذواداً من الإبل، وإنما هو أمهات في ميعة الصبا وأطفال في عمر الزهور ورجال في الأشد وشيوخ ركّع في المحاريب، تتخطفهم القذائف هنا وهناك، وتتهاوى عليهم المنازل والمساجد، فلا يخرجون من تحت الأنقاض إلا مزعا لا تستطيع قافة بني فقيم التعرف إلى أصحابها!إ ن من يسكتون على هذه المجازر والفظائع ليسوا ضعفاء، فلديهم العدة والعتاد، ولكن الخور عشش في قلوبهم، فمات فيهم الضمير الحي بعدما عجزت أنات الثكالى وآهات الموتورين وحسرات الأرامل في غزة وفي العراق. ولئن كان الصهاينة اليوم يحصون غنائمهم، فإن قصارانا أن نرثي موتانا ونؤبنهم، إلا أن الأمل قائم ونقطة الضوء في آخر النفق تتسع وتتمدد بهذه الهبة العارمة للشعوب العربية والإسلامية الغاضبة والمتلهفة لفرصة تتاح أو لظرف يغتنم لتكسير الحدود ومواجهة عدو السلام والحمام، وحينها فلن تحرق نصف “إسرائيل” فحسب، وإنما ستحرق كل “إسرائيل” وكل أمريكا، وفي المثل العربي “اثنان لا أنساهما أبداً: من أعانني ومن أعان علي”.

*شاعر وكاتب موريتاني


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس