الحكومة المقالة تعتقل أحد أبرز قادة الجماعات السلفية
بعد مطاردة طويلة وفشل اتفاق بينهما
رام الله: كفاح زبون
اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة في غزة، محمود طالب أحد أبرز قادة الجماعات السلفية في القطاع، بعد مطاردة طويلة وشاقة. وأكدت مصادر مقربة من طالب، لـ«الشرق الأوسط» أن قوة من جهاز الأمن الداخلي اعتقلت أمس طالب في منطقة حي النصر في مدينة غزة بعد كمين نصب قرب أحد المنازل التي كان يتخفى فيها. وبحسب المصادر فقد تمت العملية بسرعة وكانت مفاجئة ومباغته، من دون أي اشتباكات، بينما كان طالب يهم بمغادرة المنزل.
وتجددت ملاحقة طالب بشدة، بعد فشل اتفاق بين الحكومة وقادة السلفيين بغزة، أول أيام عيد الفطر، رفضوا خلاله عرضا من حكومة حماس بمنحهم الأمان مقابل تفكيك الجماعات. وكان طالب قد وصف شروط حكومة حماس بالتعجيزية، إذ طلبت، عبر وسطاء من كتائب القسام، تفاصيل دقيقة عن مصادر تمويل الجماعات السلفية ومن يرعاها، ومن يقف خلفها، ومن ثم العمل على تفكيكها، بما يشمل التوقف عن تجنيد أي أشخاص لهذه الجماعات، وخصوصا إذا كانوا من حماس، ووقف أي نشاطات عسكرية لهم، سواء ضد الاحتلال، أو داخليا، على غرار التفجيرات التي طالت محلات ومؤسسات في القطاع. وتتهم الأجهزة الأمنية في غزة، طالب، بالوقوف خلف التفجيرات التي وقعت قرب مجمعات أمنية تابعة لحكومة حماس، بعد أحداث مسجد ابن تيمية التي قتلت فيها حماس قائد «السلفية» في غزة أبو النور المقدسي، قبل شهرين إثر إعلانه إمارة إسلامية في القطاع.
وكان طالب أحد أبرز ناشطي كتائب القسام، قبل أن يتحول إلى السلفية الجهادية، ونجح مرة في الإفلات من قبضة حماس بعد اعتقاله، وهرب من أحد سجونها بمساعدة رفاق سابقين في الحركة.
وكان طالب، قد قال لـ«الشرق الأوسط»، في مقابلة سابقة، إنه ترك حماس بسبب مشاركتها في ما وصفه «بالانتخابات الشركية (التشريعية)»، وتعهد طالب بالمضي لإقامة الإمارة الإسلامية التي قال إنها وعد من الله. وأضاف أن الجماعات السلفية في غزة تخطط لمبايعة الشيخ أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، رغم أنه أكد أن السلفية في غزة لا تتبع «القاعدة» تنظيميا، ولكن في المنهج. وفي الحديث كشف طالب أن جماعته حاولت اغتيال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، في غزة، ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير، لكن حماس أحبطت المحاولتين.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات