عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
21 زفرة شوق إلى الشام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

زفْرة شَوْق إلى الشَّام ..!




يا مَوْطِناً أوْشكـتُ عِنـدَ حُـدوده
لوْ جَازَ لِي أنْ ألبـسَ الإحْرامـا
قلبي يَطوفُ بهِ وَ جسْمِي مُحْصَرٌ
وَ العَيْـنُ ترجُـمُ شانِئِيـهِ سِهامـا
أحْلى الرِّغابِ لـو اعْتكَفـتُ بظِله
وَ نحَـرْت ُ فِـي جناتـهِ الأيَّـامـا
يـا شـامُ يـا أُمَّ الجَمـال ِ فريـدَة
فسِواكِ عَنْ شَرْوَى جمالـكِ صامـا
إنْ كانَ يَحْرُمُ كُـلُّ شَـيْءٍ مُسْكِـر
فعَسَى نسِيمُـكِ لا يَكُـونُ حَرامـا
لوْ هَدْهَدَ الغصْـنَ النسِيـمُ عَشِيَّـة
لغفا الهَزارُ عَلى الغصُـون ِ وَنامـا
أوْ هـزَّهُ طـرَبٌ فهَـبًَّ مُغـرِّدا
ًيُزْجـي إلـى أحْبابـهِ الأنغـامـا
وَ تمايَلَ الغصْـنُ الرَّطِيـبُ كَأنمـا
سَلَّ الجَمالُ مِـنَ الرَّبيـع ِ حُسامـا
وَ تطوفُ أسْرابُ الطيـور ِ كَأنهـا
نصَبَتْ عَلى عرْس ِ الجَمال ِ خِيامـا
وَ تزاحَمَتْ فِيها المَحاسِنُ لا ترى
إلاّ جَمـالاً سـاحِـراً بَسَّـامـا
مَنْ ذاقَ طعمَ الشام ِ يَوْماً لـمْ
يَجـدْوَطنـاً يَحِـنُّ إليْـهِ. إلاّ الشامـا
يَكْفِيهِ دِفْءُ الأمْن ِ يَغمـرُ قلبـه
ُفيَفِيـضُ حُبـاً صادِقـاً وَ و ئامـا
بَلدُ السَّخاءِ. فقدْ غدَوْنا دُونمـا
ذُلٍّ لِـكُـلِّ ضيوفِـنـا خـدَّامـا
بَلدُ المَوَاهِبِ. أرْضها وَ سَماؤهـا
تبني العقولَ .. وَ تنبـتُ الأقلامـا
بَلدُ الفِداءِ فكَمْ وَرَدْنـا عِندَمـا
دَعَتِ العَقِيـدَة ُ لِلفِـداءِ حِمامـا
بَِلدُ السَّلام ِ فـإنْ تـذَلَّ كَرامَـة
لِلمُسْلِمِيـنَ فلـنْ نطِيـقَ سَـلامـا
ما كانَ – يا وَطنِي مُخِلاًّ بالوَفـا
مَنْ راحَ يَطلبُ فِي سِـواكَ مُقامـا
مـا راحَ إلاّ مُرْغمـاً لكِـنـه
ُرَغما عَن ِ الإرْغام ِ فاضَ غرامـا
مُتجَلداً عِندَ الفِـراق ِ فعَيْنـهُ
اليُسْرى تشِيحُ وَ أختهـا تتعامَـى
مُتشَتتَ النظراتِ مُضْطربَ الخُطا
لـمْ يَـدْر ِ خلفـاً سـارَ أمْ قدَّامـا
ما عادَ لِلضِّرْغـام ِ فِِـي أوْطانِـه
ِذَنـبٌ يُعَـادِلُ كَوْنـهُ ضِرْغـامـا
تهْوي الفضَائِلُ بالكَريـم ِ وَ رُبَّمـا
سَمَتِ الرَّذائِلُ بالوَضِيـع ِ مَقامـا
ما زالَ جُرْحُ البَيْن ِ يَنزفُ صارخـاً
حَتامَ أنـزفُ هـا هنـا حَتامـا
أمَلِي عَلى رَغم ِ الدُّجا مُتوَقـدٌ
وَ الشَّـوْقُ يَـذْرو فوْقـهُ الآلامـا
وَ القلبُ يَسْقِيـهِ الفِـراقُ مَـرارة
فيَفـورُ وُدّاً عاصِـفـاً وَهُيـامـا
يَتجَهّمُ الفجْـرُ المُضِـيءُ كأنـه
ُليْلٌ يَحُـوكُ مِـنَ الظـلام ِ ظلامـا
وَ العُمْرُ في رَحِم ِ الهمُوم ِ فكُلما
تتمَخـضُ الآلامُ تنجـبُ عامـا
إبّـانَ عَـزَّ المُسْتقـرُّ فكُلـمـاجَلسَ
الغريبُ عَلى (الحَقِيبَة ِ)قامـا
كَمْ كانَ يُسْعِدُنا الرّجوعُ فرَدَّنـا
أنـا ألفنـا أنْ نعِـيـشَ كِـرامـا
هرَمٌ هوَ الإسْلامُ سَنَّ لنـا العُـلا
وَ لِـذا نشَأنـا مِثـلـهُ أهْـرامـا
حِلقٌ مِنَ التمْحِيص ِ تكْشِفُ زائِفـا
وَ تمِيـزُ قلبـاً صادِقـاً مِقـدامـا
لسْتُ الغريبَ وَ إنْ تناءَى مَوْطِني
مـا دامَ قلبـي يَسْكـنُ الإسْلامـا



فيصل بن محمد الحجي
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس