عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2009
  #1
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي وقفات مع النفس لجلال الدين الرومي

في المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي حكم في القمة اقرأها وستقف ساعات طويلة مع النفس
تفتش بين طياتها عن خيط لبداية حياة جديدة مليئة بالأمل والتوبة :



يستفتح مولانا جلال الدين الرومي الجزء الثاني من المثنوي بالحديث عن الرفيق فيقول :

فالعقل لو أصبح قريناً لعقل آخر، كان هذا مانعاً لسوء القول وقبح الفعال

أما النفس فإنها إذا اقترنت بغيرها من النفوس تعطل العقل الجزئي وصار بلا عمل

فالجأ إلى ظل رفيق مشرق كالشمس إذا أحسست باليأس في وحدتك وانفرادك

اذهب وسارع إلى البحث عن هذا الرفيق الإلهي ، فإنك إن فعلت ذلك أصبح الله عوناً لك ورفيقاً

فذلك الذي قصر نظره على الخلوة ، ( كان عليه ) أن يتعلم من الرفيق ، في آخر الأمر

الخلوة واجبة لتجنب الأغيار ، لا الأحباء ، فالفراء يرتدى أثناء الشتاء وليس أبان الربيع

إن العقل إذا اصبح متحداً مع عقل آخر ، زاد النور واتضح بذلك قصد السبيل

أما النفس فهي إن غدت ضاحكة طربة مع غيرها من النفوس ، زادت بذلك الظلمات ، واختفت معالم الطريق

إن الرفيق عينك أيها الرجل الصياد فاحفظه نظيفاً من القذى ومن أقذار الطريق

حذار ولا تنثر الغبار بمكنسة اللسان ! ولا تحمل للعين هدية من الأقذار

فالمؤمن – حين يكون مرآة المؤمن – يغدو وجهه آمناً من أي تلوث

والرفيق مرآة للروح في وقت الحزن ، فلا تنفث – أيها الروح – أنفاسك في وجه المرآة

بل عليك في كل لحظة أن تبتلع أنفاسك حتى لا تحجب وجهك بتلك الأنفاس

فهل أنت أقل إحساساً من ( التربة ) ؟ فهذه حين وجدت من الربيع رفيقاً تزينت بمائة ألف من النور والزهر !

وتلك الشجرة التي أصبحت مقترنة بالهواء الحلو تفتحت من رأسها إلى قدمها !

وفي الخريف – حين رأت رفيق الخلاف – سحبت رأسها ووجهها تحت اللحاف !

وقالت : " إن رفيق السوء مثير للفتنة ، فإذا ما جاء فسبيلي هو النوم

فأنام وأكون من أصحاب الكهف ، وإن هؤلاء المحبوسين الخائفين لخير من دقيانوس

فيقظة هؤلاء كانت مصروفة على دقيانوس ، وأما نومهم فكان ذخراً لشرف الروح !

إن النوم – حين يكون مع علم – فهو يقظة . وواهاً على اليقظ الذي جلس مع الجهلاء


منقوووووووووول
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس