عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي مخالفة الإنسان للعظمة الإلهية

- مخالفة الإنسان للعظمة الإلهية
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:
فإن الإنسان خُلِق من ماء مَهين, ومع هذا يُخالف العظمةَ الإلهية, لا يصل إلى تصوُّرها بالعقل ولا بالعلم, لا يصل إلا بالقلب, يُتصوَّر, ولكن هذا التصوُّر ناقص, وهذه الغفلة والبُعد والجهالة عن عظمته جلَّ وعلا تدلُّ على فقر الإنسان وعجزه وعدم الإدراك, مع قربه جلَّ وعلا هو غافل عن ذلك القرب, ويتعلَّق بشؤون النفوس الأمارة والأنانية, وبظلاله (أي بوجوده) يُخدَع, لا بدَّ لهذا الظل من إزالته يوماً من الأيام, هذا بماله بعُد, وهذا بعلمه بعُد, وهذا بشهوته البهيمية وبناسوتيَّته (أي بإنسانيته) يبعد ويغفل ويخسر.
وعلاج هذا المرض أن يكون ذاكراً لربه جلَّ وعلا كلَّ الأوقات, فإذا كان داخل الخلوة فإنه يذكر بالاسم المفرَد, وإذا لم يدخل يذكر بالتوحيد الذاتي (لا إله إلا الله), اضرب لفظ الجلالة على القلب, حتى يُهيَّأ ويطهر القلب بذكر الله تعالى, هذا باطناً, وأما ظاهراً فبترك الأخلاق الذميمة والتمسُّك بالشريعة, ورضا الله تبارك وتعالى بالعمل بالشريعة, ومحبتُه جلَّ وعلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم, كلُّ من كان اتِّباعه لرسول الله عليه الصلاة والسلام أقوى تزداد محبة الله تعالى أكثر, قال الله جل وعلا: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} [آل عمران: 31].
علينا جميعاً أن لا نُخدع بهذه الأيام القلائل في الدنيا والأهل والأولاد..... علينا أن لا نظلم أحداً, ولا نجعل محبة شيءٍ من الأشياء في قلوبنا غير الله تعالى واتباع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام, وإذا خرق الإنسان هذه الحجب عن قلبه يكون عبداً خالصاً لله تعالى, وعبادته بالإخلاص تُقبل عند الله تعالى, ولكن علينا جميعاً أن لا نطلب من الله جلَّ وعلا شيئاً من الكشف والكرامات والواردات والإلهامات والواقعات, كلُّه ملك لله جلَّ وعلا, وإذا أراد جلَّ وعلا أن يعطيَ يُعطي, ولا تغرُّوا به, هذا ليس من إصلاحكم, لأن ما يطلبه منكم ربكم أهمُّ من ذلك, عليكم الاستغراق في ذكره جلَّ وعلا, والمهمَّات (أي الاهتمام) بشرعه جلَّ وعلا, والتمسُّك بسنَّته عليه أفضل الصلاة والسلام.
أعاننا الله وإياكم والمسلمين جميعاً بفضله وكرمه أن يبعدنا عن الأخلاق البشرية وما يتبعها من الأنانيَّة والكِبر والغرور والهوى, نرجو منه جلَّ وعلا أن لا يتركنا مع نفوسنا, وبفضله وبكرمه أن يرحمنا ويُبعدنا عن الفتن الداخلية والخارجية.
وصلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلَّم, والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العاجز الغريب الفقير «سيدي» أحمد فتح الله جامي

هذا ما أملاه عليَّ سيدي العارف بالله المربي الشيخ أحمد فتح الله جامي, شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية, حفظه الله تعالى ونفعنا به


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ


عن موقع الطريقة الشاذلية الدرقاوية
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس