الموضوع: صيقل الإسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011
  #15
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: صيقل الإسلام


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 147
رابعتها: هي ان تدوير افكار العموم وارشادها بحيل الترهيب والترغيب، انما يكون تأثيرها جزئياً سطحياً موقتاً يسدّ طريق المحاكمة العقلية في زمان. أما من نفذ في اعماق القلوب بارشاده، وهيج دقائق الحسيات، وكشف اكمام الاستعدادات، وايقظ السجايا الكامنة، واظهر الخصال المستورة، وجعل جوهر انسانيتهم فوارة، وابرز قيمة ناطقيتهم، فانما هو مقتبس من شعاع الحقيقة ومن الخوارق للعادة.
نعم! ان صقل القلوب وتطهيرها من امثال القساوة المتجسمة في وأد البنات، وجعل تلك القلوب ترق وتترحم حتى على النمل الصغير، انما هوانقلاب عظيم. لاسيما لدى اولئك البدويين. بحيث ان ارباب البصائر يصدقونه حتماً، ويقولون انه خارق للعادة لا يشملها قانون طبيعي.
فان كنت ذا بصيرة تصدّق هذا بلا ريب.
والآن استمع الى هذه "النقطة":
ان تاريخ العالم يشهد ان الداهي الفريد، هو الذي اقتدر على انعاش استعداد عمومي، وايقاظ خصلة عمومية، والتسبب لانكشاف حس عمومي، اذ من لم يوقظ هكذا حساً نائماً يكن سعيه هباءً منثوراً ومؤقتاً لا يدوم.
وهكذا فان اعظم الدهاة قد وفق لايقاظ واحد او اثنين او ثلاث من هذه الحسيات العمومية: كحس الحرية، وكحس الحمية الملية، وحس المحبة. افلا يكون اذاً من الخوارق ايقاظ الوف من الحسيات العالية المستورة النائمة، وجعلها دفعةً فوارة منكشفة في قوم بدويين منتشرين في جزيرة العرب، تلك الصحراء الواسعة.
ان من لم يُدخل هذه النقطة في عقله، نتحداه بجزيرة العرب فهي ماثلة أمام عينه.. بعد ثلاثة عشر عصراً، وبعد ترقي البشر في مدارج التمدن!. فلينتخب المعاندون مئة من اكمل الفلاسفة، وليسعوا مائة سنة، فهل يفعلون جزءاً من مئة جزء مما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة الى زمانه؟
اشارة: ان من اراد التوفيق يلزمه مصافاةٍ مع عادات الله، ومعارفة مع قوانين الفطرة، ومناسبة مع روابط الهيئة الاجتماعية. والاّ اجابته الفطرة بعدم الموفقية جواب اسكات! اما النواميس العامة الجارية فتقذف من يخالفها الى صحراء العدم. تأمل في


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 148
هذا، تر: ان حقائق الشريعة التي هي قوانين دقيقة عميقة جارية في فطرة العالم، كم حافظت على موازنة قوانين الفطرة وروابط الاجتماعيات التي بدقتها لاتتراءى لعقول اولئك القوم!!نعم! ان المحافظة على حقائق الشريعة، في هذه الاعصار المديدة، مع تلك المصادمات العظيمة بل انكشافها اكثر، يدل على ان مسلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مؤسس على الحق الذي لايزول.فاذا عرفت هذه النكت الاربع مع هذه النقطة، فاستمع بذهن متفتح واسع يملك قوة في المحاكمة العقلية ودقة في الملاحظة، الى ما يأتي:ان محمداً الهاشمي صلى الله عليه وسلم مع انه امي لم يقرأ ولم يكتب، ومع عدم قوته الظاهرية وعدم ميله الى تحكم وسلطنة.. قد تشبث بقلبه - بوثوق واطمئنان، في موقع في غاية الخطر وفي مقام مهم - بامر عظيم، فغلب على الافكار، وتحبب الى الارواح، وتسلط على الطبائع وقلعمن اعماق قلوبهم العادات والاخلاق الوحشية المألوفة الراسخة المستمرة الكثيرة. ثم غرس في موضعها في غاية الاحكام والقوة - كأنها اختلطت بلحمهم ودمهم - اخلاقاً عالية وعادات حسنة.. وقد بدّل قساوة قلوب قوم خامدين في زوايا الوحشة بحسيات رقيقة واظهر جوهر انسانيتهم، ثم اخرجهم من زوايا النسيان ورقى بهم الى اوج المدنية وصيّرهم معلمي عالمهم، واسس لهم دولة عظيمة في زمن قليل. فاصبحت كالشعلة الجوالة والنور النوار بل كعصا موسى تبتلع سائر الدول وتمحوها. فاظهر صدقه ونبوته وتمسكه بالحق الى كل مَن لم تعم بصيرته.
فان لم تر صدقه ذاك فسوف يشطب اسمك من سجل الانسان!

المسلك الرابعفي مسألة صحيفة المستقبل، لاسيما مسألة الشريعة. لابد من ملاحظة اربع نكت فيها:
احداها: ان شخصاً لايكون متخصصاً، وصاحب مَلَكة، في اربعة علوم او خمسة منها، الاّ اذا كان خارقاً.


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 149
ثانيتها: ان مسألة واحدة قد تتفاوت بصدورها عن متكلمين، اذ احدهما لما نظر الى مبدئها ومنتهاها، ولاحظ ملاءمتها مع السياق والسباق، واستحضر مناسبتها مع اخواتها، ورأى موضعاً مناسباً فاحسن استعمالها فيه، وتحرى ارضاً منبتةً فزرعها فيها.. مما دل كلامه على ماهريته وحذاقته.. اما الاخر فلانه اهمل هذه النقاط، دل كلامه في المسالة على سطحيته وتقليده وجهله، علماً ان الكلام هو الكلام نفسه. فان لم يميّز عقلك هذا فروحك تحس به.ثالثتها: ان كثيراً من الكشوف التي كانت تعدّ من الخوارق قبل عصرين، لو كانت في هذا العصر لعدّت من الامور الاعتيادية، وذلك بسبب تكمل المبادئ والوسائط، حتى يلعب بها الصبيان كما ذكر في المقدمة الثانية. استحضر هذا واجعله نصب عينك، ثم ارجع بخيالك الى ما قبل ثلاثة عشر قرناً وتجرد من التأثيراتالزمانية والمكانية، وانظر الى الامور في جزيرة العرب تر:
انساناً وحيداً لاخبرة سابقة له في امور الانظمة والمجتمع، ولم تعنه احوال زمانه وبيئته، الاّ انه اسس نظاماً، وارسى عدالة، تلك هي الشريعة، التي هي كخلاصة جميع قوانين العلوم وكأنها حصيلة تجارب كثيرة، بل لايبلغ ادراكها الذكَاء مهما توسع، تلك الشريعة متوجهة الى الازل، معلنة انها آتية من الكلام الازلي، ومحققة سعادة الدارين.
فان انصفت تجد ان هذا ليس في طوق بشر، في ذلك الزمان، بل خارج عن طوق النوع البشري قاطبة. الاّ اذا افسدت اوهامٌ سيئة بالتغلغل في الماديات طرف فطرتك المتوجهة نحو هذه الحقائق.
رابعتها: كما ذكر في المقدمة العاشرة وكما سيأتي في جواب نقطة الاعتراض كالاتي: ان الارشاد انما يكون نافعاً اذا كان على درجة استعداد افكار الجمهور الاكثر، والجمهور باعتبار الكثرة الكاثرة منه عوام والعوام لايقتدرون على رؤية الحقيقة عريانة، ولايستأنسون بها الاّ بلباس خيالهم المألوف. فلهذا صورت الشريعة تلك الحقائق بمتشابهات وتشبيهات فابهمت واطلقت في مسائل العلوم الكونية، التي يعتقد الجمهور بالحس الظاهري خلاف الواقع ضرورياً. وذلك لعدم انعقاد المبادي والوسائط.. ولكن مع ذلك اومأت الى الحقيقة بنصب أمارات.


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 150
تنبيه: ان الصدق يلمع في كل فعل وكل حال من افعاله واحواله صلى الله عليه وسلم. الاّ ان هذا لايلزم ان تكون افعاله واحواله خارقة، لان اظهار الخوارق والمعجزات لتصديق المدّعى ان لم تكن حاجة اليه، يكون الانقياد لقوانين عادات الله بالانسياق للنواميس الجارية العامة.
ايها الاخ! ان هذا التنبيه من طائفة مقدمة المسلك الاول، الاّ انه بسبب النسيان ضاع في الطريق فدخل هاهنا.
تفطن لهذه النكت، ونحن ندخل النتيجة:
ان الديانة والشريعة الاسلامية المؤسسة على البرهان ملخصة من علوم وفنون تضمنت العقد الحياتية في جميع العلوم الاساسية، منها: فن تهذيب الروح، وعلم رياضة القلب، وعلم تربية الوجدان، وفن تدبير الجسد، وعلم ادارة المنزل، وفن سياسة المدنية، وعلم انظمة العالم، وفن الحقوق، وعلم المعاملات، وفن الآداب الاجتماعية، وكذا وكذا...
فالشريعة فسّرت واوضحت في مواقع اللزوم ومظان الاحتياج، وفيما لا يلزم او لم تستعد له الاذهان او لم يساعد له الزمان، اجملتْ بخلاصة ووضعت اساساً، احالت الاستنباط منه وتفريعه ونشو نمائه على مشورة العقول. والحال لايوجد في شخص كل هذه العلوم، ولا ثلثها بعد ثلاثة عشر عصراً، في المواقع المتمدنة، ولا في الاذكياء. فمن زين وجدانه بالانصاف يصدق بان حقيقة هذه الشريعة خارجة عن طاقة البشر دائماً ولاسيما في ذلك الزمان.
والفضل ما شهدت به الاعداء:
فهذا "كارليل" 1 فيلسوف العالم الجديد، نقلاً عن احد حكماء الالمان واحد سياسييه، انه قال بعد ما انعم النظر في حقائق الاسلام: "ان كان الاسلام هكذا فيا
_____________________
1 توماس كارلايل (1795 - 1881) كاتب ومؤرخ وفيلسوف انكليزي، اراد والده البنّاء ان يكون إبنه قسيساً إلاّ ان كثرة شكوكه حول الدين حالت دون ذلك، مرّ بمعاناة نفسية دامت زهاء سبع سنوات، انتهى به المطاف بالاستقرار على مسائل الايمان. ألقى سلسلة من المحاضرات، تناول في احداها عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأثنى عليه وبيّن انه النبي الحق ودحض افتراءات كثيرة. جمع تلك المحاضرات في كتابه المشهور »الابطال«. اوصى بتوزيع ثرواته الى الطلاب الفقراء، وايداع مكتبته في جامعة هارفرد الامريكية. ترك آثاراً عميقة في ثقافة الانكليز ونظرتهم الى العالم(باختصارمن YENI LUGAT عن دائرة المعارف التركية).



صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 151
ترى أيمكن للمدنية الحاضرة ان تعيش ضمن اطار الاسلام؟. فاجاب نفسه: نعم." بل المحققون الآن يعيشون ضمن تلك الدائرة.
ثم قال كارليل: "ماكاد يظهر الاسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب وجدليات النصرانية وكل مالم يكن بحق فانها حطب ميت أكلته نار الاسلام فذهب".
نعم، انه منذ ثلاثة عشر قرناً حافظ الاسلام على حقائقه رغم التحولات والانقلابات والمصادمات بل كانت تلك مخفِفةً عن كاهله مما تساقط من تراب الاوهام والريوب.
نعم ان الوجود والحال الحاضرة للعالم شاهد على هذا.
ولا بد من اخذ مقدمات المقالة الاولى بنظر الاعتبار.
ان قلت : ان معرفة خلاصةٍ وفذلكةٍ من كل علم ممكن لشخص.
الجواب : نعم، لا.. لأن الخلاصة بحسن الاصابة في موقعها المناسب، واستعمالها في ارض منبتة، مع امور ونقاط ذُكرت سابقاً، تشفّ كالزجاجة عن مَلَكة تامة في ذلك العلم واطلاع تام فيه. فتكون الخلاصة في حكم العلم، ولا يمكن لشخص امثال هذه.
ان كلاماً واحداً يصدر عن متكلمين اثنين، يدل - لبعض الامور المذكورة غير المسموعة - على جهل هذا، وحذاقة ذاك.
يا اخا الوجدان! يامن يرافقني بخياله من اول منازل هذا الكتاب! انظر بمنظار واسع ووازن الامور وكوّن في خيالك مجلساً رفيعاً لاجراء محاكمات عقلية. واستحضر ما تنتقيه من المقدمات الاثنتي عشرة. ثم شاور القواعد الاتية:
ان شخصاً لايتخصص في علوم كثيرة... وان كلاماً واحداً يتفاوت من شخصين.. وان العلوم نتيجة تلاحق الافكار، وتتكمل بمرور الزمن.. وان البديهي في المستقبل قد يكون نظرياً في الماضي.. وان معلوم المدني قد يكون مجهول البدوي.. وان قياس حال الماضي على المستقبل قياس خادع مضل.. وان بساطة اهل البادية والوبر لا تتحمل حيل ودسائس اهل المدينة والمدر. نعم، ان الحيل ربما تتستر تحت حجاب المدنية.. وان كثيراً من العلوم انما يتحصل بتلقين العادات والوقوعات..


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 152
وان نور نظر البشر لا ينفذ في المستقبل ولايرى الكيفيات المخصوصة به.. وان لقانون البشر عمراً طبيعياً ينقطع وينتهي كما ينتهي عمره.. وان للمحيط الزماني والمكاني تأثيراً عظيماً في احوال النفوس.. وان كثيراً من الخوارق الماضية قد يكون اعتيادياً الآن بسبب تكمل المبادئ.. وان الذكاء ولو كان خارقاً لا يكفي في كمال علمٍ، فكيف في علوم عدة!
فيا ايها الأخ! شاور هذه القواعد، ثم جرد نفسك، وانزع عنك لباس الخيالات المحيطة والاوهام الزمانية، ثم غص من ساحل هذا العصر في بحر الزمان، حتى تخرج الى جزيرة عصرالسعادة النبوية.. فأول ما يتجلى لعينك؛ انك ترى:انساناً وحيداً لا ناصر له ولا سلطان، يبارز العالم وحده، وقد حمل على كاهله حقيقة اجلّ من كرة الارض، واخذ بيده شريعة هي كافلة لسعادة الناس كافة. وتلك الشريعة كأنها زبة جميع العلوم الالهية وخلاصة الفنون الحقيقية. وتلك الشريعة ذات حياة - لا كاللباس بل كالجلد - تتوسع بنمو استعداد البشر وتثمر سعادة الدارين، وتنظم احوال نوع البشر كأنهم في مجلس واحد. فإن سألت قوانينها: من أين الى أين؟ لقالت بلسان اعجازها: نجئ من الكلام الازلى، ونرافق فكر البشر لضمان سلامته ونتوجه الى الابد. وبعد ما نقطع هذه الدنيا الفانية، تبقى معنوياتنا دليلاً وغذاءً روحياً للبشرية، مع اننا نفارقهم صورة.

خاتمة:ان الشبهات والريوب منبعها ثلاثة امور وهي: انك لو تجاهلت عن مقصود الشارع، وعن كون الارشاد بنسبة استعداد الافكار، واعترضت بمغالطة - هي وكر الاوهام السيئة - بان القرآن الكريم الذي هو اساس الشريعة فيه ثلاث نقاط:
اولاها: وجود المتشابهات والمشكلات في القرآن، وهذا مناف لاعجازه المؤسس على البلاغة، المبنية على ظهور البيان ووضوح الافادة.
ثانيتها: الاطلاق والابهام في العلوم الكونية، مع انه مناف لمسلك التعليم والارشاد الذي هو المقصود الحقيقي للشريعة.


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 153
ثالثتها: ان قسماً من ظواهر القرآن أمَيل الى خلاف الدليل العقلي، فيحتمل خلاف الواقع، وهو مخالف لطريق القرآن الذي هو التحقيق والهداية.
ايها الاخ! اقول وبالله التوفيق، ان ما تتصورونه سبباً للنقص - في هذه النقاط الثلاثة - ليس كذلك، بل هو اصدق شاهد على اعجاز القرآن.
اما الجواب عن الريب الاول: وقد رأيت هذا الجواب ضمناً مرتين:
اعلم ان الجمهور الاكثر هم عوام، والاقل تابع للاكثر في نظر الشارع. لان الخطاب المتوجه نحو العوام يستفيد منه الخواص ويأخذون حصتهم منه، ولوعكس لبقي العوام محرومين. وان جمهور العوام لايجردون اذهانهم عن المألوفات والتخيلات، فلا يقتدرون على درك الحقائق المجردة والمعقولات الصرفة الاّ بمنظار متخيلاتهم وتصويرها بصورة مألوفاتهم. لكن بشرط ان لا يبقى نظرهم على الصورة نفسها حتى يلزم المحال، كالجسمية او الجهة بل يمر نظرهم الى الحقائق.
مثلاً: ان الجمهور انمايتصورون حقيقة التصرف الالهي في الكائنات بصورة تصرف السلطان الذي استوى على سرير السلطنة، كما في قوله سبحانه وتعالى :
(الرحـمن على العرش استـوى) (طه :5)، واذ كانت حسيات الجمهور في هذا المركز، فالذي يقتضيه منهج البلاغة ويستلزمه طريق الارشاد، رعاية افهامهم واحترام حسياتهم ومماشاة عقولهم ومراعاة افكارهم. فهذه المنازل التي يراعى فيها عقول البشر ويحترم تسمى بـ "التنزلات الالهية" فهذا التنزل لتأنيس اذهانهم. راجع المقدمة العاشرة.
فلهذا وضع صور المتشابهات التي تراعي الجمهور المقيدين باحاسيسهم ومتخيلاتهم منظاراً على نظرهم لرؤية الحقائق المجردة. ولهذا فقد اكثر الناس في كلامهم من الاستعارات لتصور المعاني العميقة او لتصوير المعاني المتفرقة، في صورة سهلة بسيطة، بمعنى ان هذه المتشابهات من اكثر اقسام الاستعارات غموضاً، اذ انها صور مثالية لأخفى الحقائق الغامضة، بمعنى ان الاشكال انما هو من دقة المعنى وعمقه لا من اغلاق اللفظ وتعقيده.
فيا ايها المرتاب! انظر بانصاف ! الا يكون من عين البلاغة - التي هي مطابقة مقتضى الحال - تقريب مثل هذه الحقائق العميقة البعيدة عن افكار الناس ولاسيما


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 154
العوام، تقريبها الى افهام العوام بطريق سهل واضح.. اهذا مطابق المعنى بوضوح تام أم الوهم الذي في ذهنك؟ كن انت الحاكم في هذا.
اما الجواب عن الريب الثاني:
وقد مرّ تفصيله في المقدمة الثانية.
فاعلم ان في شجرة العالم ميل الاستكمال، وتشعب منه في الانسان ميل الترقي، وقد تشكلت العلوم التي هي كدرجات سلم الترقي من ثمرات ميل الترقي بالتجارب الكثيرة وتلاحق الافكار. هذه العلوم مترتبة ومتعاونة ومتسلسلة، بحيث لاينعقد المتأخر الاّ بعد تشكل المتقدم، ولا يكون المتقدم متقدمةً للمؤخر الاّ بعد صيرورته كالعلوم المتعارفة.
فبناء على هذا السر: فان العلم الذي تولد وظهر في هذا الزمان نتيجة تجارب كثيرة لو كان قبل عشرة عصور، وحاول احدٌ أن يفهّمه للناس لشوش عليهم واوقعهم في السفسطة والمغلطة.فمثلاً: لو قيل "انظروا الى سكن الشمس وحركة الارض واجتماع مليون حيوان في قطرة، لتتصوروا عظمة الصانع!" وجمهور العوام بسبب الحس الظاهري او غلط الحس يرون خلاف ما قيل لهم من البديهيات، اذاً لانساقوا الى التكذيب او مغالطة نفوسهم، او المكابرة تجاه شئ مخصوص، والحال ان تشويش الاذهان ـ لاسيما في مقدار عشرة اعصر مناف لمنهاج الارشاد.تنبيه:
ان امثال هذه المسائل لاتقاس بالنظريات التي تظهر في المستقبل لان الحس الظاهري لايتعلق بالاشياء التي تعود للمستقبل، لذا فاحتمال الجهتين وارد. لانه ضمن دائرة الممكنات، فيمكن الاعتقاد والاطمئنان بها. فحقها الصريح التصريح بها، ولكن "مانحن فيه" لماخرج من درجة الامكان والاحتمال الى درجة البداهة اي الى الجهل المركب، فحقه في نظر البلاغة الذي لا يمكن انكاره هو: الابهام والاطلاق لئلا تتشوش الاذهان. ولكن مع ذلك لابد من الرمز والايماء او التلويح الى الحقيقة، وفتح الابواب للافكار ودعوتها للدخول كما عملت الشريعة الغراء. فيا هذا أمِن


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 155
الانصاف وتحري الحقيقة ان تتوهم ما هو ارشاد محض وعين البلاغة ولب الهداية انه مناف للارشاد ومباين له. وان تتخيل ماهو عين الكمال في البلاغة نقصاً فيها؟!.
فيا هذا أهكذا البلاغة في ذهنك السقيم: تكليف بتغليط الاذهان وتشويش الافكار، وبما لا تهضمه العقول، لعدم ملاءمة المحيط واعداد الزمان.. كلا بل [كلم الناس على قدر عقولهم] دستور حكيم. فان شئت فراجع المقدمات، ولاسيما المقدمة الاولى وتأمل فيها جيداً.
اما الجواب عن الريب الثالث:
وهو امالة بعض ظواهر الايات الى منافي الدلائل العقلية:
تدبر في المقدمة الاولى. ثم استمع الى: ان المقصد الاصلي للشارع الحكيم من ارشاد الجمهور محصور في اثبات الصانع الواحد والنبوة والحشر والعدالة. لذا فذكر الكائنات في القرآن انما هو تبعي واستطرادي، للاستدلال. اي الاستدلال بالنظام البديع في الصنعة - الظاهرة لافهام الجمهور - على النظام الحقيقي جل جلاله. والحال ان اثر الصنعة ونظامها يتراءى في كل شئ. وكيف كان التشكل فلاعلينا اذ لا يتعلق بالمقصد الاصلي.تنبيه:
من المقرر ان الدليل ينبغي ان يكون معلوماً قبل المدّعى، لذا قد اُميل ظواهر بعض النصوص لاتضاح الدليل واستئناس الافكار بالمعتقدات الحسية للجمهور، لا ليدل عليها بل قد نصب القرآن في تلافيف آياته امارات وقرائن ليشير الى ما في تلك الاصداف من جواهر والى مافي تلك الظواهر من حقائق لاهل التحقيق.
نعم ! ان الكتاب المبين الذي هو كلام الله انما يفسر بعضه بعضاً. اي ان بعض الايات تبين ما في ضمائر اخواتها. لذا قد تكون بعض الايات قرينة لاخرى، فالمراد ليس المعنى الظاهري.
فلو قيل في مقام الاستدلال: تفكروا في سكون الشمس مع حركتها الظاهرية، وحركة الارض اليومية والسنوية مع سكونها الظاهر. وتأملوا في غرائب الجاذبية العمومية بين النجوم، وانظروا الى عجائب الكهرباء، والى غرائب الامتزاجات


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 156
الكيمياوية بين العناصر التي تزيد على السبعين لتعرفوا الصانع الجليل..لكان الدليل - الذي هو الصنعة - اخفى واغمض من النتيجة التي هي الصانع. وما هذا الا مناف لقاعدة الاستدلال، لذا اُمليت بعض الظواهر وفق الافكار، لان هذا من قبيل مستتبع التراكيب ونوع من الكنايات، فلا تكون معانيها مدار صدق وكذب.
الاترى ان "قال" ألفه ان كان اصلها واواً اوقافاً لايؤثر في شئ.
ايها الاخ!
انصف! الا تكون هذه النقط الثلاث دلائل واضحة على اعجاز القرآن الذي نزل لجميع الناس في جميع الاعصار. نعم [والذي علّم القرآن المعجز ان نظر البشير النذير وبصيرته النقادة ادقّ واجل واجلى وانفذ من ان يلتبس او يشتبه عليه الحقيقة بالخيال وان مسلكه الحق اغنى واعلى وانزه وارفع من ان يُدلِسَ او يغالط على الناس].نعم! انّى للخيال ان يبين نفسه حيقة تجاه القرآن الذي يتفجر نوراً.
نعم! ان مسلك القرآن هو الحق نفسه ومذهبه عين الصدق، والحق اغنى من ان يدلس او يغالط الناس.

المسلك الخامسهذا المسلك يخص الخوارق المعروفة المشهورة والمعجزات الظاهرة. وكتب السيرة والتاريخ مشحونة بها. وقد اوفى العلماء الكرام حقه من التدوين والتفسير فجزاهم الله خيراً، وقد احلنا التفصيل على كتبهم لان تعليم المعلوم عمل ضائع.
ان الخوارق الظاهرة وان كان كل فرد منها غير متواتر، ولكن جنسها، وكثيراً من انواعها متواتر بالمعنى.
ثم ان هذه الخوارق على انواع عدة:
منها: الارهاصات المتنوعة وكأن ذلك العصر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم استفاد واستفاض منه فصار حساساً ذا كرامة فبشّر بالارهاصات، بقدوم فخر العالم بحس قبل الوقوع.


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 157
ومنها: الاخبارات الغيبية الكثيرة حتى لكأن روحه المجرد الطيّار صلى الله عليه وسلم مزّق قيد الزمان المعين والمكان المشخص فجال في جوانب الماضي والمستقبل، فقال لنا ماشاهده في كل ناحية منهما وبينه لنا.
ومنها: الخوارق الحسية التي اظهرها وقت التحدي والدعوى وقد بلغ هذا النوع الى مايقرب الالف. بمعنى ان مجموع هذا النوع متواتر بالمعنى وان كان افراده آحادياً.
ومنها: نبعان الماء من اصابعه المباركة، وكأنه يصور تصويراً حسياً فورانَ زلال الهداية الباعث للارواح من لسانه الذي هو منبع الهداية بنبعان الماء الباعث على الحياة من يده المباركة التي هي معدن السخاء.
ومنها : تكلم الشجر والحجر والحيوان، وكأن الحياة المعنوية في هدايته صلى الله عليه وسلم قد سرت الى الجمادات والحيوانات فانطقتها.
ومنها: انشقاق القمر. وكأن القمر الذي يمثل قلب السماء قد انشق اشتياقاً اليه باشارة من اصبعه المبارك علّه يجد علاقة مع قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم.
ان انشقاق القمر ثابت بنص الاية الكريمة، وهو متواتر بالمعنى حتى ان
(وانشق القمر) (القمر: 1) هذه الاية الكريمة لم يتصرف في معناها من انكر القرآن ايضاً. ولم يؤل ويحول معناها الاّ لاحتمال ضعيف.
ان اختلاف المطالع ووجود السحاب وعدم الترصد للسماء كما في هذا الزمان، ولكون الانشقاق في وقت الغفلة، ولحدوثه في الليل ولكونه آنياً، لايلزم ان يراه كل الناس او اكثرهم.
ثم انه قد ثبت في الروايات انه قد رآه كثير من القوافل الذين كان مطلعهم ذلك المطلع .
ثم ان اعظم هذه المعجزات واكبرها واولاها هو القران الكريم المبرهن اعجازه بجهات سبع، اشير اليها سابقا.... وهكذا واحيل ســائر المعجزات الى الكتب المعتبرة.


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 158
خاتمة:ايها الافاضل المطالعون لكلامي، ارجو ان تتأملوا في مجموع كلامي، اي المسالك الخمسة، بفكر واسع ونظر حاد وبصيرة ذات موازنة وتجعلوه ضمن سُور محيط به. واجعلوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في مركزها ثم انظروا اليها كالعساكر المتنوعة المصطفة حول السلطان، وذلك لكي يتمكن سائر الجوانب من رفع الاوهام المهاجمة من الاطراف.
وهكذا فجواباً عن سؤال اليابانيين:
"ما الدليل الواضح على وجود الاله الذي تدعوننا اليه..".
اقول:
انه محمد صلى الله عليه وسلم.اشارة وارشاد وتنبيه:
لما توجه نوع البشر نحو المستقبل سأل فن الحكمة المرسل من قبل الكائنات، ومن جانب حكومة الخلقة مستنطقاً: يابني آدم! من اين؟ والى اين؟ ما تصنعون؟ من سلطانكم؟ من اين مبدؤكم والى اين المصير؟. فبينما المحاورة، اذ قام سيد نوع البشر محمد صلى الله عليه وسلم وخطيبهم ومرشدهم: ايها السائل نحن معاشر الموجودات اتينا بامر السلطان الازلي، مأمورين ضمن دائرة القدرة الالهية، وقد ألبسنا واجب الوجود المتصف بجميع صفات الكمال، وهو الحاكم الازلي، حلة الوجود هذه، ومنحنا استعداداً هو رأسمال السعادة.. ونحن معاشر البشر ننشغل الآن بتهيئة اسباب تلك السعادة الابدية.. ونحن على جناح السفر، من طريق الحشر الى السعادة الابدية. فيا ايتها الحكمة اشهدي وقولي مثلما ترين، ولا تخلطي الامور بالسفسطة.


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 159
المقصد الثالث
وهو الحشر الجسماني

نعم! ان الخلق بدونه عبث، بل لا يكون. فالحشر حق وصدق، وأوضح براهينه محمد صلى الله عليه وسلم.

المقدمةلقد اوضح القرآن الكريم الحشر الجسماني ايضاحاً جلياً لم يدع مجالاً لدخول اية شبهة كانت. ونحن هنا نشير الى قسم من مقاصده ومواقفه، معتمدين على براهين القرآن للقيام بشئ من تفسير جزئي للحشر الجسماني.المقصد الاولان في الكائنات نظاماً اكمل.. وان في الخلقة حكمة تامة.. وان لاعبثية في العالم.. وان لا اسراف في الفطرة.. والاستقراء التام الثابت بجميع العلوم.. والقيامة النوعية المكررة في كثير من الانواع كاليوم والسنة.. وجوهر استعداد البشر.. وعدم تناهي آمال الانسان.. ورحمة الرحمن الرحيم.. ولسان الرسول الصادق الامين صلى الله عليه وسلم.. وبيان القرآن المعجز.. كل ذلك شهود صدق وبراهين حق وحقيقة على الحش الجسماني.موقف واشارة:
1- لو لم تنجر الكائنات الى السعادة الابدية لصار ذلك النظام، صورة زائفة خادعة واهية، وتذهب جميع المعنويات والروابط والنسب في النظام هباءً منثوراً. بمعنى ان الذي جعله نظاماً هو السعادة الابدية.


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 160
2- ان الحكمة الالهية التي هي مثال العناية الازلية تعلن السعادة الابدية، لانها مجهزة برعاية المصالح والحكم في الكائنات، لانه لو لم تكن السعادة الابدية للزم انكار هذه الحكم والفوائد التي اجبرتنا البداهة على الاقرار بها.
3- ان عدم العبثية الثابت بشهادة العقل والحكمة والاستقراء، يشير الى السعادة الابدية في الحشر الجسماني، بل يدل عليها، لان العدم الصرف يحيل كل شئ الى عبث.
4- ان عدم الاسراف في الفطرة، الثابت بشهادة علم منافع الاعضاء ولاسيما في العالم الاصغر - الانسان - يدل على عدم الاسراف في الاستعدادات المعنوية للانسان وآماله وافكاره و ميوله. وهذا يعني انه مرشح للسعادة الابدية.
5- نعم! لولا السعادة الابدية لتقلصت كل المعنويات وضمرت وذهبت هباءاً منثوراً. فيا للعجب، ان كان الاهتمام والعناية بغلاف جوهر الروح - وهوالجسد - الى هذه الدرجة، حتى يحافظ عليه من وصول الغبار اليه، فكيف تكون العناية بجوهر الروح نفسه؟ وكيف يمحى ويفنى اذن؟ كلا... بل العناية بالجسد انما هي لاجل تلك الروح.
6- ان النظام المتقن الثابت بالاستقراء التام الذي انشأ العلوم كافة - كما ذكر سابقاً - يدل على السعادة الابدية، اذ الذي ينجي الانتظام من الفساد والاخلال، والذي يجعله متوجهاً الى العمر الابدي والتكامل هو السعادة الابدية ضمن الحشر الجسماني.
7- كما ان الساعة الاعتيادية التي فيها دواليب مختلفة دوارة متحركة ومحركة للاميال العادّة للثواني والدقائق والساعات والايام، تخبر كل منها عن التي تليها، كذلك اليوم والسنة وعمر الانسان ودوران الدنيا شبيهة بتلك الساعة كل منها مقدمة للاخرى. فمجئ الصبح بعد كل ليلة، والربيع بعد كل شتاء يخبر عن ان بعد الموت قيامة ايضاً.
نعم ان شخص الانسان كنوع غيره، اذ نور الفكر اعطى لآمال البشر وروحه وُسعة وانبساطاً بدرجة لو ابتلع الازمان كلها لا يشبع، بينما ماهية افراد سائر الانواع


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 161
وقيمتها ونظرها وكمالها ولذائذها وآلامها جزئية وشخصية ومحدودة ومحصورة وآنية، في الوقت الذي ماهية البشر عالية كلية سرمدية فالقيامات النوعية المكررة الحاصلة في اليوم والليلة ترمز وتشيرالى القيامة الشخصية في الانسانية بل تشهد لها.
8- ان تصورات البشر وافكاره التي لاتتناهى، المتولدة من آماله غير المتناهية، الحاصلة من ميوله غير المضبوطة، الناشئة من قابلياته غير المحدودة، المستترة في استعداداته غير المحصورة، المزروعة في جوهر روحه الذي كرمه الله تعالى، كل منها يشير في ماوراء الحشر الجسماني باصبع الشهادة الى السعادة الابدية وتمد نظرها اليه.
9- نعم! ان رحمة الرحمن الرحيم والصانع الحكيم تبشر بقدوم السعادة الابدية، اذ بها تصير الرحمة رحمة والنعمة نعمة، وتنجيها من كونها نقمة وتخلص الكائنات من نياحات الفرق. لانه لو لم تجئ السعادة الابدية وهي روح النعم، لتحول جميع النعم نقماً وللزم المكابرة في انكار الرحمة الثابتة بشهادة عموم الكائنات بالبداهة وبالضرورة.
فيا ايها الاخ! انظر الى ألطف آثار الرحمة الالهية، اعني المحبة والشفقة والعشق، ثم تأمل في الفراق الابدي والهجران اللايزالي. كيف تتحول تلك المحبة الى مصيبة كبرى. اي ان الهجران الابدي لا يعادل المحبة ولا يوازيها. فالسعادة الابدية ستصفع ذلك الفراق الابدي وتلقيه الى العدم والفناء.
10- لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الثابت نبوته المبرهن عليها بالمسالك الخمسة السابقة، هذا اللسان المبارك مفتاح السعادة الابدية المكنوزة في الحشر الجسماني.
11- نعم! ان القرآن الكريم الذي اثبت اعجازه بسبعة وجوه خلال ثلاثة عشرة عصراً كشاف للحشر الجسماني ومفتاحه.


صيقل الإسلام/محاكمات - ص: 162
المقصد الثاني

سوف يُفسر آيتين تبيّنان الحشر وتشيران اليه.
نخو : بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الاستاذ بديع الزمان سعيدالنورسي المؤلف، في مستهل الشعاع التاسع من كليات رسائل النور التي الفها بعد ثلاثين سنة:
"انه لعناية ربانية لطيفة ان كتب "سعيد القديم" قبل ثلاثين سنة في ختام مؤلفه "محاكمات" الذي كتبه مقدمة لتفسير "اشارات الاعجاز في مظان الايجاز" مايأتي: (المقصد الثاني: سوف يفسّر آيتين تبينان الحشر وتشيران اليه). ولكنه ابتدأ بـ نخوL بسم الله الرحمن الرحيم) وتوقف ولم تتح له الكتابة. فالف شكر وشكر للخالق الكريم وبعدد دلائل الحشر واماراته ان وفقنى لبيان ذلك التفسير بعد ثلاثين سنة".
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس