عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2010
  #11
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


قلّما تكون الواردات الإلهية إلا بغتة، لئلا يدّعيها العباد بوجود الاستعداد

أي أن الواردات الإلهية التي هي الأسرار العرفانية يقل حصولها للعبد غير بغتة أي فجأة من غير استعداد لها بعبادة، حتى لا يدّعي العباد (جمع عابد) حصولها بسبب الاستعداد لها. فإن تحف الله تعالى وهداياه مقدّسة عن أن تعلل بالأعمال لأنها من مواهب الغني المفضال، فحصولها بغيراستعداد كثير وأما حصولها بالاستعداد فنزر يسير.

إن لم تحّسن ظنّك به لأجل حسن وصفه، فحسّن ظنّك به لأجل معاملته معك، فهل عوّدك إلا حسنا!؟ وهل أسدى إليك إلا منناً!؟

اعلم أن تحسين الظن بالله تعالى أحد مقامات اليقين والناس فيه على قسمين : فالخاصة يحسنون الظن به لاتصافه بالصفات العلية والنعوت السنية. والعامة لما عوّدهم به من الإحسان وأوصله إليهم من النعم الحسان، فإن لم تصل أيها المريد إلى مقام الخاصة فحسن ظنك به لحسن معاملته معك، فإنه ما عودك إلا عطا ء حسنا ولا أسدى (أي أوصل) إليك إلا مننا، والله عودك الجميل فقس على ما قد مضى. وينبغي للعبد أن يحسن الظن بربه في أمر دنياه وأمر آخرته. ومن أعظم مواطن حسن الظن بالله تعالى حالة الموت لما في الحديث: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " وورد: " أنا عند ظن عبد بي فليظن بي ما شاء".

العارف لا يزول اضطراره، ولا يكون مع غير الله قراره

يعني: أن العارف بالله لا يزول اضطراره وافتقاره إلى مولاه فإنه يعرف نفسه بالذل والافتقار ويعرف ربه بالعز والعظمة والاقتدار. وأما غير العارف من العامة فإن اضطرارهم إنما يكون عند مثيرات الأسباب من الفقر والمرض ونحو ذلك لغلبة دائرة الحس على مشهدهم، ومتى زالت زال اضطرارهم، فلو شهدوا قبضة الله الشاملة المحيطة لعلموا أن اضطرارهم إلى الله تعالى دائم . ومن أوصاف العارف أيضاً أنه لا يكون مع غير الله قراره لوجود وحشته من المخلوقات فلا يأنس إلا ببارئ الأرض والسماوات.
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس