عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2011
  #1
حمامة المدينة
مشرفة القسم العام وقسم التراث والتاريخ
 الصورة الرمزية حمامة المدينة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 645
معدل تقييم المستوى: 15
حمامة المدينة will become famous soon enough
افتراضي هل الترك حجة في التحريم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجميعن
أما بعد : أخوتي أخواتي الموضوع أردت منه أن أسرد مقتطفات من كتاب قيّم للشيخ محمد نديم الشهابي
يجيب بالتفصيل مع الأدلة الوافية من كتاب الله عزوجل و من سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أسئلة كثيراً ما تتردد على السنة بعض الناس :
_ إذا ترك سيدنا رسول الله أمرا ما , و لم يفعله لسبب أو لغير سبب , هل يجوز لنا نحن المسلمين
أن نفعله من بعده أم يحرم علينا فعله ؟
_ ما هي البدعة الضلالة التي عناها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :
(( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار )) ؟
_ كيف نفرق بين البدعة الحسنة و السنة الحسنة ؟
------------------------------------------------------------------
كتاب ( هل الترك حجة في التحريم ؟ ) للشيخ محمد نديم الشهابي
طبع بموافقة وزارة الإعلام رقم : 70044 عام 1422 _ 2001


درجت في الأيام الأخيرة على ألسنة بعض طلبة العلم فضلا عن العامة الذين لا يفقهون إلا اليسير من أمر دينهم
و لا يعرفون الكثير من الحلال والحرام و لا يهتدون إلى أصول التمييز بين الحق و الباطل ... مقولة باطلة
لا تستند إلى أي دليل من الكتاب الكريم او السنة المطهرة و لا قال بها من يعتّد به من علماء الأمة الإسلامية
على كثرتهم و اختلاف مذاهبهم و مناهجهم في أصول البحث و استنباط الأحكام من أدلتها ...
مفاد هذه المقولة أن الأمر الفلاني أو أمر كذا لم يفعله النبي صلى الله عليه و سلم و لا السلف الصالح ,
وعليه لا يجوز لنا نحن ان نفعله ........................ ومقولتهم باطلة لأمور :
أولها : أن الله سبحانه و تعالى لما بين لنا في القرآن الكريم ما يجب علينا من طاعى سيدنا رسول الله
قال لنا : (( وما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا )) الحشر:7
وما قال : وما تركه فاتركوه .. فجعل الطاعة في امتثال الأمر و اجتناب النهي فحسب وما جعلها في متابعته
صلى الله عليه و سلم في الترك ..
ثانيها : أن سيدنا رسول الله بين لنا ما تجب طاعته فيه و حصر ذلك بامتثال أمره و اجتناب نهيه , ولم يجعله
في ترك ما ترك من الأمور ... يشهد لذلك ما أخرجه البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال :
خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : (( أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا ))
فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟
فسكت حتى قالها ثلاثاً , فقال رسول الله : (( لو قلت : نعم , لوجبت , ولما استطعتم ))
ثم قال : (( ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم , فإذا أمرتكم بشئ
فأتوا منه ما استطعتم , وإذا نهيتكم عن شئ فدعوه )) ..
فهو قد قال أولاً : (( ذروني ما تركتكم )) أي اتركوا سؤالي عما لم آمركم به أو أنهكم عنه
لأن ذلك يدخل في الأمور المباحة التي لا أمر فيها ولا نهي .. فإذ

ثالثها : أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم , ترك كثيراً من الامور لا لحرمتها وإنما لأمور اقتضت ذلك .
من ذلك : ترك هدم الكعبة و إعادة بنائها على قواعد إبراهيم عليه الصلاة و السلام .
و ترك إنفاق كنزها في سبيل الله عزوجل .. لا لأن ذلك حرام لا يجوز بل لأن قومه كانوا حديثي عهد بجاهلية..
و منها كذلك : تركه صلى الله عليه و سلم , أكل الضب . لا لأنه حرام بل لأنه لم تشتهه نفسه الكريمة
أو لأنه ليس من طعامه .
و من الأمور أيضا تركه صلى الله عليه و سلم , صلاة التراويح مع الجماعة في شهر رمضان
لا لأنها لا تجوز بل خشية أن يفرضها الله تعالى على أمته فلا تستطيعها و هذا من كمال رحمته بأمته ..
رابعها : أن الصحاة الكرام فعلوا في حياة النبي أموراً لم يفعلها هو و لم يأمر بها , و إنما كان ذلك
اجتهاداً منهم في التقرب إلى الله تعالى .. فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك
لكي يكون باب الإجتهاد في التقرب إلى الله تعالة بأنواع القربات مفتوحا على مصراعيه
إلا ما خالف نصاً صريحا ً من كتاب أو سنة أو أصلاً شرعيا متفقاً عليه ...
من ذلك ما أخرجه الإمام أحمد و البخاري و أبو داود و النسائي و مالك عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال :
كنا يوما نصلِ وراء النبي صلى الله عليه و سلم , فلمّا رفع رأسه من الركعة قال : (( سمع الله لمن حمده )).
قال رجل وراءه : ربنا و لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .. فلما انصرف قال : (( من المتكلم )) ؟
قال : أنا .
قال : (( رأيت بضعة و ثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً ))
فهذا الرجل قد زاد في الصلاة التي هي من أهم أركان الإسلم و التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( صلّوا كما رأيتموني أصلّي )) .. كلاماً لم يقله النبي و لا علمه أحداً من أصحابه الكرام ,.
وإنما اجتهد في الثناء على الله تعالى , فلم ينهه النبي و لم يعنفه , ولا قال له : ابتدعت , أو أحدثت في أمرنا ما ليس فيه,
ولا قال له : كان يجب عليك أن تحافظ على السنة و لا تزيد عليها شيئاً , بل شجعه على ذلك فقال له :
(( رأيت بضعة و ثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً ))
و يندرج تحت ذلك كله , كل تقريرات النبي لأصحابه الكرام في امور فعلوها و لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ,
فصارت سنةً بعد .. و ذلك لأن السنة ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير ..
و فعل الصحابة بعده صلى الله عليه و سلم , أمورا كثيرة :
منها جمع القرآن الكريم في مصحف واحد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه . ثم نسخ كل ذلك في ستة مصاحف
وبعثها إلى الأمصار و إحراق ما سوى ذلك حتى لا يختلط القرآن بغيره , في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ..
ومنها جمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه , الناس في صلاة التراويح في رمضان على إمام واحد
هو أبي بن كعب رضي الله عنه ..
أخرج الإمام مالك رحمه الله تعالى .عن ابن شهاب الزهري ,عن عروة بن الزبير , عن عبد الرحمن بن عبد القاريّ
رحمهم الله تعالى . أنه قال : خرجت مع عمر ابن الخطاب في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون
يصلِ الرجل لنفسه , ويصلِ الرجل فيصلِ بصلاته الرهط ..
فقال عمر : والله إني لأراني لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل , فجمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه .
قال : ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم , فقال عمر رضي الله عنه : نعمت البدعة هذه .
والتي تناامون عليها أفضل من التي تقومون . . يعني آخر الليل .. و كان الناس يقومون أوله ..
و لم ينقل عن الصحابة إنكارهم لشئ مما ذكرناه آنفاً .. فلو كان ترك النبي صلى الله عليه وسلم لشئ من ذلك
يقتضي التحريم لما سكتوا عن فعله , إذ هم أعرف الناس بسنة سيدنا رسول الله عليه الصلاة و السلام ...
------------------------------------------------------------------------------
منقول للامانة
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة حمامة المدينة ; 09-25-2011 الساعة 11:57 PM سبب آخر: نقص حرف في كلمة (سبب)ونقص حرف في كلمة (السلف)
حمامة المدينة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس