عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #72
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"ولما كان المؤمن قد ائتمنه الله على كنـز ثمين غال، وأمانة فوق قدر الأرواح في مقامها العالي، لذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( المؤمن مرآة المؤمن ) (1) .


وذلك لأن المؤمن إذا رأى أخاه المؤمن تجلَّى لكل واحد نقصه، فتكمل بكمال أخيه.


وهناك معنى آخر وهو: أنَّ العبد المؤمن مرآة لظهور الرب "المؤمن"، فمتى رأى العبد المؤمن تجلي نورِ الربِّ "المؤمن" لأنه هو مفيض الإيمان، ومقيم البرهان، ومنـزل القرآن، فالعبد المؤمن إن نظر إلى نفسه ظهر له نور ربه "المؤمن"... (2) .


والمؤمن هو الذي آمن بالغيب، وهو عنده كالشهادة، فالجنة كأنه يراها، والمحشر كأنه فيه، والصراط كأنه مارٌّ عليه.


وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لسيدنا حارثة: " كيف أصبحت يا حارثة؟!.
قال: أصبحت مؤمناً حقاً.
فقال له: إن لكلِّ حقٍّ حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟.
قال: تركت الدنيا حتى استوى عندي ذهبها وحجرها، وحلوها ومرّها، وكأني أرى القيامة قامت، وأرى عرش ربي بارزا، وأرى أهل الجنة يتزاورون فيها، وأهل النار يتعاوون فيها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:عرفت فالزم...(3) .


فمتى أخبرنا القرآن بحقيقة فتأكَّدْ بأنها فوق شهود أبصارنا، لأن نظرنا قاصر، والقرآن كلام الحكيم القادر.


وكلُّ عبدٍ تجمَّل بالرحمة على العباد فأرشدهم إلى السعادة، والدارة الآخرة، ونبهم إلى فضائل الإيمان حتى يأمنوا بسببه من شر النار والعار والأخطار، هذا هو العبد المؤمن الوارث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي من عاشره نجا من الهلاك والكفر (4) .


وخير أمان محصن بحصون الرحمن أن تضع يدك في يمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي شريعته الغرَّاء، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممسك بيمين الرحمن، وهو القرآن، فاربط به القلب لأنه أول العباد إيمانا.


قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} (5) .


فأكثر من الصلاة عليه ، واربط قلبك به؛ فهو وسيلة أوصلت إليك الإيمان حتى عرفت الرحمن، فأكثر من ذكر المؤمن، وتوسَّل بعبده المؤمن، يتجلى لك نور المؤمن في قلبك، وتشرق على جوارحك؛ فتراك مرآة لتجليه وظهور معانيه.. .


الدُّعــــــاءُ


" إلهي.... تجلِّي لي بنور اسمك المؤمن حتى آنس بك في سري، وفي علني، وظاهري، وباطني، فإن كل نعمة نورانية هي قبس من تجلي اسمك المؤمن، فكلُّ أمن وأمان هو منك موهوب، وإليك يرجع الأمر كله يا علاَّم الغيوب، فنور إيماني من تجليك، ونور أذكاري من هدايتك وعنايتك، وحالي غير خافٍ عليك، فاحفظ علينا الإيمان يا رحمن!!!.

وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم". ." اهـ 4/302


اقتباس:======================= الحاشية ====================

(1) : قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( المؤمن مرآة المؤمن) . رواه أبو داود عن أبي هريرة رفعه، والعسكري من طرق عن أبي هريرة ولفظه في بعضها: (إن أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى شيئا فليمطه). وأخرجه الطبراني والبزار والقضاعي عن أنس، وأخرجه ابن المبارك عن الحسن من قوله، وقال في اللآلئ أخرجه أبو داود في سننه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه)، وفي إسناده كثير بن زيد مختلف في عدالته انتهى. والمشهور: ( المؤمن مرآة أخيه) .


(2) : فتكون بذلك من الذين تحقَّقوا باسمه تعالى:"المؤمن" ومن آثار هذا التحقق أن يشرق نور اليقين في قلبك، حتى ترى الآخرة أقرب إليك من أن ترحل إليها، وترى الدنيا وكسفة الفناء ظاهرة عليها، ويصير ما كان غيباً عندك شهادة، وما كان آجلاً صار عاجلاً، وأن يعظم صدقك حتى تصدّق بالمحال عادة. روي أن سيدنا عيسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم السلام رآى رجلاً يسرق، فقال:سرقت يا فلان؟ فقال: لا والله، ما سرقت، يا روح الله . فقال عيسى عليه السلام: آمنت بالله وكذبت عيني . فإذا تحقق صدقك، ورسخ فيه قدمك، كتبت عند الله من الصديقين المقربين حشرنا الله معهم، آمين.


(3) : حديث سيدنا حارثة : أخرجه البزار من حديث أنس، والطبراني من حديث الحارث بن مالك، قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء المجلد الرابع - كتاب الصبر والشكر: وكلا الحديثين ضعيف.


(4) : ومن جملة التخلق بهذا الاسم العظيم: أن يعظم صدقك، ويقوى إيمانك حتى لا يخالط قلبك ريب، ولا وهم، ولا ينـزل بساحته جزع ولا هم، وأن يأمن الخلق كلهم من جانبك، لقوله عليه الصلاة والسلام:( والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)، وأن تصدق كل من يقصد نصحك، ويخبرك بما فيه صلاحك، ورشدك .


(5) : سورة البقرة – الآية 285." اهـ



(يتبع إن شاء الله تعالى مع ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس