أسماء يوم عرفة
أسماء يوم عرفة
قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي المتوفى سنة 842 رحمه الله تعالى في " مجلس في فضل يوم عرفة ":
وليوم عرفة أسماء :
1 ـ منها هذا الاسم ، واختلفوا لم سُمي بذلك ؟
أ ـ فذكر أبو بكر بنُ الأنبا ري: إنما سُمي يومَ عرفة لأَّن جبريل عليه السلام علَّم إبراهيم عليه الصلاة والسلام المناسك كلَّها بعرفة، فقال: أَعرفتَ في أيِّ موضع تَطوفُ ؟ وفي أيِّ موضع تَسعَى ؟ وفي أي موضع تَقِف ؟ وفي أي موضع تنحر وترمي ؟ فقال له : عرفتُ ، فَسُمِّيت : عرفة .
ب ـ وقال الضحاك: إنما سُمِّي بذلك لأن آدم عليه السلام وقع بالهند، وحواء بجُدَّة، واجتمعا بعرفة وتعارفا.
ج ـ ورَوَى إسماعيلُ بن عيَّاش ، [ عن الكلبي ] ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام رأى ليلةَ التروية في منامه أنه يُؤْمَر بذَبح ابنه ، فلما أصبح رَوَّى يومَه أجمعَ ـ أي : فَكَّر ـ : أمِنَ الله عزَّ وجلَّ ذلك الحلم أو من الشيطان ؟ فسُمي اليوم من فكرته : تَرويه . ثم رأى ليلةَ عرفة ذلك ثانياً، فلما أصبح عَرَفَ أن ذلك من الله عز وجل، فسُمِّي اليوم: عرفة.
د ـ وقيل : سُمِّي ذلك بذلك لطيب رائحته ، مأخوذ من العَرْف الذي هو الأَرج الطيب ، ومنه قوله تعالى : ( ويدخلهم الجنة عرفها لهم ) أي طيَّبها ـ في أحد التأويلات ـ .
هـ ـ وقيل: لأن آدم اعترف بذنبه فيه، فوقعت له التوبة والقَبول فيه.
و ـ وقيل: سُمِّي بذلك لأن الناس يتعارفون بعرفات، كالرَّكْب الشامي مثلاًً، يعرف أخبار العراقي، والعراقي أخبار اليماني.
ز ـ وقيل: يحتمل أن يكون سمي عرفة لأن الناس يعترفون هناك في ذلك اليوم بذنوبهم إلى الله عز وجل.
ح ـ وقيل: إن الحور العين تستأذن رضوان عليه السلام، فيطَّلِعْن على أزواجهن في يوم عرفة، فيعرفن أزواجهن، فسمِّيت عرفة. ذكره الترمذي الحكيم في كتابه : " أسرار الحج " .
2 ـ ومن أسماء يوم عرفة: يوم التمام، لأن الله عز وجل أكمل فيه الدين وأتمَّ فيه النعمة على المؤمنين، وهو عيد لأهل الإسلام كما قاله عمر وعلي رضي الله عنهما.
3 ـ ومن أسمائه : يوم الحج الأكبر .
ويُروى من حديث الحارث ، عن علي رضي الله عنه من قوله ، وجاء نحوه عن أبي جُحيفة وابن عباس رضي الله عنهم ، وقاله عطاء .
4 ـ ومن أسمائه: المشهود.
ذكر جماعة من المفسرين أن المشهود في قوله تعالى : ( وشاهدٍ ومشهود ) يوم عرفة ، ويعضده ما خرَّجه الترمذي في " جامعه " عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اليوم الموعود : يوم القيامة ، واليوم المشهود : يوم عرفة ، والشاهد : يوم الجمعة " .
والشيء إذا تعددت أسماؤه دلَّت على عظمته وشرفه ، ويوم عرفة كذلك ، ولهذا عظمت فيه الطاعات ، وزكت فيه العبادات .
وجاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للفضل بن عباس رضي الله عنهما يوم عرفة : " يا ابن أخي إن هذا يومٌ من مَلَكَ فيه سمعَه وبصره غفر الله له ما تقدم من ذنبه " .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات