عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2009
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: قصة اكتشاف البطيخ "الحنوشي

عمليات الانتخاب و حفظ الصنف..

«يبدأ ذلك من البذور إذ كون البطيخة طولانية فقلب البطيخة يكون طولاني كذلك و البذور التي تكون من جهة الطرفين أي من جهة العنق أو من جهة الوردة تكون أضعف من البذور التي في الوسط، لذا نحتفظ بالبذور ذات الحجم الجيد فقط .

أيضاً يضاف إلى ذلك انتقاء الثمار على أساس المواصفات الظاهرية و التسويقية،

و عندما تحول هذا الصنف إلى ضروب صرنا نبقي الذي تحمل الشحن، و كذلك الأكثر حلاوة

ملاحظة : لا يرغب بالبطيخة التي يكون فراغها الداخلي كبير، لأن ذلك يقلل من سماكة اللب المأكول.

و بالنسبة لي سأقوم بالمحافظة على بذور هذا الصنف بنفسي من خلال إعادة الزراعة و الانتخاب بكل موسم».

**التحسينات التي حصلت:

يتابع "الخلف": «بعد شق قنوات الصرف في التسعينات خفت ملوحة الأرض واستعادت قدرتها الإنتاجية بل إن"الزل" و نباتات الأخرى التي نمت بقنوات الري ساهمت بحماية و حفظ بعض الحيوانات المهددة بالانقراض مثل"النمر الفراتي"، وهذا التحسن بالأرض أدى إلى رجوع إنتاج البطيخ"للعشارة" و لكن ليس بالكميات السابقة و لم يعد مقصوراً على هذا الصنف، بل دخلت أصناف جديدة مستوردة و محسنة منافسة للبطيخ"الحنّوشي" أو"العشاري"، كذلك ارتفاع أسعار المحاصيل الأخرى قلل من المساحات المخصصة لزراعة البطيخ».

**طرفة عن البطيخ "الحنّوشي" أو "العشاري"...

يقول "الخلف": أثناء التسويق بـ"الدير" بمحل "سعيد حداد" كان هناك تجار"حلبيين"، تراهنوا مع أحد أقربائنا من منتجي البطيخ "الحنّوشي" أو"العشاري"، على أيهما أحلى البطيخ أم البقلاوة و كان بعض الرجال من الحضور محكمين لهذا الرهان، فآلت النتيجة لصالح البطيخ المحلي فتفوق على البقلاوة بحلاوته».

**ومن المعمرين التقى"eSyria" مع"صالح محمد الخليف" من أهالي"العشارة" عمره حوالي80 سنة و هو مزارع متخصص بالبطيخ و عن هذا الصنف قال لنا:

«زرعت هذا الصنف منذ بداية انتشاره و تميزت "العشارة" على مدى حوالي50 عاما ببطيخها فانتشر بكل أنحاء"سورية"، و ذلك لما لأرضها من جودة في الإنتاج و لما لفلاحها من شغف بزراعة البطيخ، و لكن الإسراف بالسماد المعدني، و كذلك"الصبخ" أثر على زراعة البطيخ، و نتمنى أن ترجع"العشارة" تنتج
المهندس زهير مجيد آغاالبطيخ أفضل مما كانت عليه».

كذلك التقى"eSyria" بالمهندس الزراعي"زهير مجيد آغا " و هو وكيل لعدة شركات زراعية، وعن تراجع البطيخ"العشاري" أو"الحنّوشي" قال لنا:

«بطيخ"العشارة" شارف على الانقراض، و هناك عوامل عديدة لذلك أول هذه العوامل هي:

- 1العامل التجاري : و يعزى له أكثر من 90% من تراجع بطيخ العشارة، دخلت بالتدريج بذار أجنبية هجينة تميزت بسرعة النضج وغزارة الإنتاج و قساوة الثمار"مما يساعد في عمليات الشحن إلى بيروت و دمشق" هذه العوامل حققت مردودا ماديا ممتازا للفلاح مما جعله يفضل هذه الأصناف الأجنبية"، ومعظمها من طراز الأناناس" على الصنف المحلي المسمى"الحنوّشي" أو"العشاري"، طبعاً طراز"أناناس" سعره أعلى من سعر بطيخ"العشارة" لأنه مبكر النضج يزرع بعد منتصف الشهر الأول و يقطف ببداية الشهر الخامس، و حتى الطراز"أناناس" حلاوته في تراجع" بسبب الاعتماد على أصناف منه تتميز بالدرجة الأولى بالشكل و الغزارة و الباكورية على حساب الحلاوة.

2-التسميد: شدة استخدام الأسمدة الكيماوية أو المعدنية تؤثر على المنتج، و هناك قناعة لدى المزارع بأن كثرة استخدام الأسمدة الكيماوية يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، و هذا يعكس جهل لدى المزارع و ذلك لأن هذه الزيادة بالمعدلات السمادية أو النسب الخاطئة بين العناصر السمادية، و خصوصا الأساسية منها مثل الآزوت و الفوسفور و البوتاسيوم يسبب تأثير سلبي على نكهة و طعم الثمار الناتجة، فالاستخدام الصحيح للأسمدة يعطي أفضل صيغة لإنتاج النبات، و على سبيل المثال زيادة عنصر الآزوت، يعطي نمو ممتاز للنبات مما يسعد الفلاح و لكنه يؤدي إلى تراجع عدد الإزهار مما يؤثر على الإثمار و بالتالي المحصول، و كذلك يخفض نسبة السكر في النبات"حلاوة النبات"، كذلك إهمال عنصر البوتاسيوم، يؤدي إلى صغر حجم البذار و قلة حلاوتها، أما زيادته فتؤدي إلى تشقق الثمار.

3-تغير الظروف الجوية: مثل طول فترات الجفاف"عدم نزول الأمطار" و كذلك تأخر و قصر فترة البرد، و تأخر الحر و طول مدته، و هذا مرتبط بالدورة المناخية.

4- التلوث النفطي:كان له أثر على البيئة بشكل واضح مما أدى إلى اختلاف في مواصفات"مثل الجودة و الإنتاجية" كثير من المحاصيل و ليس البطيخ فقط.

تنويه مهم: أحمّل مسؤولية كبيرة لهذا التراجع الذي شهده البطيخ المحلي لمركز البحوث العلمية الزراعية، لأنهم المسؤولين عن حماية الأصناف المحلية من الانقراض، و تحسينها عن طريق انتخاب السلالات الأفضل منها و تهجينها مع أصناف تحمل مواصفات إنتاجية عالية للاستفادة من الصفات الجيدة عند الصنفين"تأقلم الأصناف المحلية مع بيئتنا و جودتها من حيث النكهة، و الاستفادة من الأصناف الأجنبية بغزارة الإنتاج و تحمل الأمراض"».

و ذهب"eSyria" إلى"سوق الهال" في"دير الزور و هناك التقينا بتاجري جملة ، يعملان ببيع و شراء البطيخ منذ أكثر من25 سنة و هما"عصام الهجر" و "تيسير المصطفى" و عن وضع البطيخ البطيخ "الحنّوشي" أو البطيخ"العشاري" كسلعة في السوق قالا لنا:

«يتميز هذا البطيخ برائحة زكية تشمها من عدة أمتار و طعم مميز، و منظر جميل و يمتاز أيضا بكبر الحجم إذا تتراوح البطيخة الواحدة من5إلى6كغ، و من أكثر من10 سنوات بدأت التراجع الواضح في إنتاج هذا البطيخ، و تجارياً نفسر ذلك بوجود أصناف جديدة مثل"الأناناس" المنافس للبطيخ المحلي، كذلك تغير طعم و نكهة البطيخ"الحنّوشي" أو البطيخ"العشاري" بسبب الإسراف في استخدام السماد المعدني، كانت البضاعة تذهب للـ"شام و "حلب" و"الحسكة" و يأخذها تجار جملة كبار من سوقي"العشارة"و "دير الزور" و قد يصل إنتاج السوقين من البطيخ"الحنّوشي" أو البطيخ"العشاري" إلى أكثر من150طن يومياً في موسم الإنتاج.

و هناك خدعة يقوم بها بعض المزارعين من أجل التبكير في نضج البطيخ و هي
توضيح على ثمرة مقطوفة كيفية قرص شرش البطيخ حتى تظهر سمات النضج قبل النضج الحقيقيقرص الشرش المغذي للثمرة أو ليّه لكي تعطي الثمرة ملامح النضج دون أن تكون نضجت فعلاً».

و لمعرفة الرأي العلمي كان لابد لنا أن نذهب أيضاً إلى"مركز البحوث العلمية الزراعية بـ"سعلو" و كان لنا لقاء مع المهندس"معاذ جعفر" رئيس داثرة بحوث البستنة في فرع"دير الزور" فقال لنا:

«يمتاز البطيخ العشاري بمجموعة من الصفات الإيجابية و السلبية، فدخول الأصناف المستوردة أدى إلى انحسار الصنف المحلين نظراً لكونها عالية الغلة و ذات مواصفات تسويقية عالية، إلا أنه لا يمكن التفريط بالبطيخ"العشاري" لكونه يحمل العديد من الصفات الوراثية المرغوبة مثل مقاومة الملوحة و الجفاف، و يمكن إدخاله ضمن برامج التحسين الوراثي».
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس