عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2010
  #1
أبوانس
مشرف القسم الادبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 549
معدل تقييم المستوى: 16
أبوانس is on a distinguished road
افتراضي نُـوِّرَ الكونُ بأنوار ربيــعِ


بسم الله الرحمن الرحيم



نُوِّر الكون بأنوار ربيعِ فغدا يرفل في حُسنٍ بديعِ

وربيعٌ نُوِّرت أيّامُهُ بقدوم المصطفى الهادي الشفيعِ

مَولِدٌ قد كان للإسلام فجراً شمسُه قد بدّدت قرَّ الصقيعِ

بزغت فيه خيوطُ النورِ الُاوْلى لنبيٍّ كان ذا قلبٍ وَسيعِ

ورؤوفاً ورحيماً, هكذا وصـ ـفُهُ في القرآن من عندِ السّميعِ

إن تُحاولْ شُعراءُ المُؤمنينَ لهُ وصفاً وامتداحاً ببريعِ

فكفاهُ اللهُ قد أثنى عليهِ في الكتابِ المُنزَلِ النُّورِ النصيعِ

خالدٌ ذكرُهُ فيهِ , وهْو يُبدي للأنام قدْرَ ذي القدْرِ الرفيعِ

وهْو فضلٌ خصّهُ اللهُ بهِ دو ن سواهُ في الورى من كُلّ نوعِ



*****




يا نبيِّ المؤتسى إنّ قصيدي هوَ مكنونُ الهوى بينَ ضلوعي

وهْوَ آهي, وشُجوني, وهْو حُلْمي وهْو آلامي, وآمالُ دموعي

شاعرٌ أنا, والشعرُ مُحيّا يَ, هُوَ اسْمي, هو رُوحي، ونَجيعي

فإذا قُلتُ فمكنونُ فؤادي وإذا غنّيتُ؛ لَحني سِرُّ رُوعي

بكَ يسمو الشّعرُ يا سيدَ قلبي لأعالي قمّة الـمجدِ المنيعِ

أيُّ جُلّى يرتَقيها بشَريٌّ يذكرُ الأزكى بأصلٍ وفروعِ

بصلاةٍ، أو سلامٍ، أو مديحٍ أو حديثٍ، عنكمُ غيرِ صَنيعِ

حينما يلتذُّ من عبدٍ لسانٌ ذكرُكم نورٌ به لا كالشُّموعِ

بل كشمسٍ في الضحى طالعةٍ وطلوعٌ ليس قطعاً كطلوعِ

أنتُمُ نورُ الوجودِ اللهُ قد نوْ وَرَهُ من بعدِ إظلامٍ فظيعِ

أذهب الظُّلمَ بعدلٍ، وظلاماً سادَ دهراً بضياءٍ ذي سُطوعِ

وأزال الشِّركَ والكفرَ بتوحيـ ـدِ الغفورِ الخالقِ الباري السميعِ

هو ربّيْ مَن سواهُ لهُ عبدٌ ما لشيءٍ مُطلَقاً بالمستطيعٍ

سيدي المختارَ، يا نور عيوني، وفؤادي المدنَفِ الصبّ الوَلوعِ

أيُّ حبٍّ لسواكُمْ ضمَّ قلبٌ هو أضغاثٌ وأوهامُ خَدوعِ

كلُّ محبوبٍ سواكُم ما لهُ فضـ ـلٌ على المرءِ سوى بُلغةِ جُوعِ

بينما أنتَ أنَرتَ الدربَ في الدا رَينِ للخلقِ ببيضاءَ شَسوعِ

سَمحةٍ فيها الهدى والقسط طرّاً وثوابُ المقتدي السّمحِ التَّبوعِ

وبها الفخرُ وعزٌّ أعصمُ والذي يأبى سيحيا في الخُنوعِ

سيدي مَن يدخُلُ الفردوسَ منا لم تكن أنت له بابَ الشُّروعِ

****

يا ملاذَ الخلقِ في الأخرى إذِ الـ ـخَلقُ ما بين هَلوعٍ وجَزوعِِ

ذلكم إذ جيءَ بالنار تلظّى وطما الخطبُ بذا اليومِ الفَجوعِ

ذاكَ طه المصطفى المختارُ مولا نا العظيمُ الجاهِ في الحشرِ المُريعِ

سيّدُ الناس بتسويد إلهٍ له يومَ الخوفِ والرُّعبِ الفَجوعِ

خُصَّ من دون البرايا بالشفاعا ت إذِ الرُّسْلُ أُخيفوا من فظيعِ

حينما قائلُهُم قد قال: نفسي وأنا ـ قال ـ لها خيرُ الجميعِ

فهْوَ محمودٌ ومحمودُ مقامٌ لهُ يومَ الحشر ما بين الجُموعِ

فأنِلنا حبَّهُ الصادقَ ربّي ملءَ قلبِ المسلمِ البرِّ المُطيعِ

واتباعاً مُخلِصاً أسُّهُ علمٌ لا ابتداعاً بالهوى المُردي الشنيعِ

أحيِنا ربِّ على سنّتِهِ وأجِرنا في المعاصي من وقوعِ

وعلينا مُنَّ إنّا فقراءُ وغنيٌّ أنتُمُ غيـرُ مَنوعِ

وأقِمْنا عند عهدٍ ووصايا خَلَفاً ما هُوُ بالناسي المُضيعِ

واجمعَنْ ربِّ على مرضاتكَ الأفـ ـئدةَ الظَّمأى إلى الصافي الفَظيعِ

أروِها ربِّ من الحبّ وهَبْـ ـها ندى الدارَينِ من دون قُطوعِ

طال قولي إنّ في القلب شجوناً فاعذروني يا أزاهيرَ رُبوعي

واسمحوا لي بختامٍ بصلاةٍ وسلامٍ عاطرٍ عطرَ الربيعِ

باسمكم تُهدى إلى المختارِ ما غُصنٌ مادَ بوَرقاءَ سَجوعِ
أبوانس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس