عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

[وصية:

إذا عصيت الله تعالى بموضع فلا تبرح من ذلك الموضع حتى تعمل فيه طاعة وتقيم فيه عبادة فكما يشهد عليك أن استشهد يشهد لك وحينئذ تنتزح عنه وكذلك ثوبك إن عصيت الله فيه فكن كما ذكر به لك اعبد الله فيه وكذلك ما يفارقك منك من قص شارب وحلق عانة وقص أظافر وتسريح شعر وتنقية وسخ لا يفارقك شيء من ذلك من بدنك إلا وأنت على طهارة وذكر الله عز وجل فإنه يسأله عنك كيف تركك وأقل عبادة تقدر عليها عند هذا كله إن تدعوا لله أن يتوب عليك عن أمره تعالى حتى تكون مؤدياً واجباً في امتثالك أمر الله وهو قوله وقال ربكم إدعوني أستجب لكم فأمرك أن تدعوه ثم قال هذه الآية " إن الذين يستكبرون عن عبادتي " يعني هنا بالعبادة الدعاء أي من يستكبر عن الذلة إلي والمسكنة فإن الدعاء سماه عبادة والعبادة ذلة وخضوع ومسكنة سيدخلون جهنم داحرين أي أذلاء فإذا فعلوا ما أمروا به جازاهم الله بدخول الجنة اعزاء ولقد دخلت يوم الحمام لغسيل طرا على سحرًا فلقيت فيه نجم الدين أبا المعالي ابن اللهيب وكان صاحبي فاستدعى بالحلاق يحلق رأسه فصحت به يا أبا المعالي فقال لي من فوره قبل أن أتكلم أني على طهارة قد فهمت عنك فتعجبت من حضوره وسرعة فهمه ومراعاته للموطن وقرأئن الأحوال وما يعرفه مني في ذلك فقلت له بارك الله فيك والله ما صحت بك إلا لتكون على طهارة وذكر عند مفارقة شعرك فدعا لي ثم حلق رأسه ومثل هذا قد أغفله الناس بل يقولون إذا عصيت الله في موضع فتحول عنه لأنهم يخافون عليك أن تذكرك البقعة بالمعصية فتستحليها فتزيد ذنباً إلى ذنب فما ذكروا ذلك إلا شفقة ولكن فاتهم علم كبير فأطع الله فيه حينئذ تتحول عنه فتجمع بين ما قالوه وبين ما وأصيتك به وكلما ذكرت خطيئة أتيتها فتب عنها عقب ذكرك إياها واستغفر الله منها و اذكر الله عندها بحسب ما كانت تلك المعصية فإن رسول الله صلى عليه وسلم يقول اتبع السيئة الحسنة تمحها وقال تعالى " إن الحسنات يذهبن السيئات " ولكن يكون لك ميزان في ذلك تعرف به مناسبات السيئات والحسنات التي تزنها .]



[وصية:

حسن الظن بربك على كل حال ولا تنسى الظن به فإنك لا تدري هل انت على آخر أنفاسك في كل نفس يخرج منك فتموت فتلقى الله على حسن ظن به لا على سوء ظن فإنك لا تدري لعل الله يقبضك في ذلك النفس الخارج إليه ودع عنك ما قال من قال بسوء الظن في حياتك وحسن الظن بالله عند موتك وهذا عند العلماء بالله مجهول فإنهم مع الله بأنفاسهم وفيه من الفائدة والعلم بالله أنك وفيت في ذلك الحق حقه فإن من حق الله عليك الإيمان بقوله ((وننشئكم فيما لا تعلمون)) فلعل الله ينشئك في النفس الذي تظن أنه يأتيك نشأة الموت والانقلاب إليه وأنت على سوء ظن بربك فتلقاه على ذلك وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه أنه عز وجل يقول (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيراً ) وما خص وقتاً من وقت واجعل ظنك بالله علماً بأنه يعفو ويغفر ويتجاوز وليكن داعيك الإلهي إلى هذا الظن قوله تعالى ((يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله )) فنهاك أن تقنط وما نهاك عنه يجب عليك الإنتهاء عنه ثم اخبر وخبره صدق لا يدخله نسخ فإنه لو دخله نسخ لكان كذباً والكذب على الله محال فقال ((إن الله يغفر الذنوب جميعاً)) وما خص ذنباً من ذنب وأكدها بقوله ((جميعاً)) ثم تمم فقال ((إنه هو)) فجاء بالضمير الذي يعود عليه(( الغفور الرحيم)) من كونه سبقت رحمته غضبه وكذل قال (( الذين أسرفوا )) ولم يعين إسرافاً من إسراف وجاء بالاسم الناقص الذي يعمم كل مسرف ثم أضاف العباد إليه لأنهم عباده كما قال الحق عن العبد الصالح عيسى عليه السلام أنه قال(( إن تعذبهم فإنهم عبادك ))فأضافهم إليه تعالى وكفى شرفاً شرف الإضافة إلى الله تعالى .]

[وصية:

عليكم بذكر الله في السر والعلن وفي أنفسكم وفي الملأ فإن الله يقول ((فاذكروني اذكركم)) فجعل جواب الذكر من العبد الذكر من الله وأي ضراء على العبد أضر من الذنب وكان يقول صلى الله عليه وسلم في حال الضراء "الحمد لله علىكل حال" وفي حال السراء "الحمد لله المنعم المفضل " فإنك إذا أشعرت قلبك ذكر الله دائماً في كل حال لا بد أن يستنير قلبك بنور الذكر فيرزقك ذلك النور الكشف فإنه بالنور يقع الكشف للأشياء وإذا جاء الكشف جاء الحياء يصبحه دليلك على ذلك استحياؤك من جارك وممن ترى له حقاً وقدراً ولا شك أن الإيمان يعطيك تعظيم الحق عندك وكلامنا إنما هو مع المؤمنين ووصيتنا إنما هي لكل مسلم مؤمن بالله وبما جاء من عنده والله يقول في الخبر المأثور الصحيح عنه الحديث وفيه" وأنا معه -يعني مع العبد- حين يذكرني أن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملاء ذكرته في ملاء خير منهم" وقال تعالى ((والذاكرين الله كثيراً والذاكرات)) وأكبر الذكر ذكر الله على كل حال .]


يتبع بعون الله تعالى0000
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس