عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

وصية:

ثابر على كلمة الإسلام وهي قولك لا إله إلا الله فإنها أفضل الأذكار بما تحوي عليه من زيادة علم وقال صلى الله عليه وسلم ( أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله ) فهي كلمة جمعت بين النفي والإثبات والقسمة منحصرة فلا يعرف ما تحوي عليه هذه الكلمة إلا من عرف وزنها وما تزن كما ورد في الخبر الذي نذكره في الدلالة عليها فاعلم أنها كلمة توحيد والتوحيد لا يماثله شيء إذ لو ماثله شيء ما كان واحداً ولكان اثنين فصاعد فما ثم ما يزنه فإنه ما يزنه إلا المعادل والمماثل وما ثم مماثل ولا معادل فذلك هو المانع الذي منع لا إله إلا الله أن تدخل الميزان فإن العامة من العلماء يرون أن الشرك الذي هو يقابل التوحيد لا يصح وجود القول به من العبد مع وجود التوحيد فالإنسان إما مشرك وإما موحد فلا يزن التوحيد إلا الشرك فلا يجتمعان في ميزان وعندنا إنما لم يدخل في الميزان لما ورد في الخبر لمن فهمه واعتبره وهو خبر صحيح عن الله يقول الله ( لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع وعامرهن غيري في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله ) فما ذكر السماوات والأرض لأن الميزان ليس له موضع ما تحت مقعر فلك الكواكب الثابتة من السدرة المنتهى التي تنتهي إليها أعمال العباد ولهذه الأعمال وضع الميزان فلا تتعدى الميزان الموضع الذي لا يتعدّاه الأعمال ثم قال ( وعامرهنّ غيري) وما لها عامر إلا الله فالخبير تكفيه الإشارة وفي لسان العموم من علماء الرسوم يعني بالغير الشريك الذي أثبته المشرك لو كان له اشتراك في الخلق لكانت لا إله إلا الله تميل به في الميزان لأن لا إله إلا الله الأقوى على كل حال لكون المشرك يرجح جانب الله تعالى على جانب الذي أشرك به فقال بهم فيهم أنهم قالوا (( ما نعبدهم إلا لقربونا إلى الله زلفى )) فإذا رفع ميزان الوجود لا ميزان التوحيد دخلت لا إله إلا الله فيه وقد تدخل في ميزان توحيد العظمة وهو توحيد المشركين فتزنه لا إله إلا الله ويميل به فإنه إذا لم يكن العامر غير الله فلا تميل وعينه ما ذكره إنما هو الله قال أين تميل وما ثم إلا واحد في الكفتين وأما صاحب السجلات فما مالت الكفة إلا بالبطاقة لأنها هي التي حواها الميزان من كون لا إله إلا الله يلفظ بها قائلها فكتبها الملك فهي لا إله إلا الله المكتوبة المخلوقة في النطق ولو وضعت لكل أحد ما دخل النار من تلفظ بتوحيد وإنما أراد الله أن يرى فضلها أهل الموقف في صاحب السجلات ولا يراها ولا توضع إلا بعد دخول من شاء الله من الموحدين النار فإذا لم يبق في الموقف موحد قد قضى الله عليه أن يدخل النار ثم بعد ذلك يخرج بالشفاعة أو بالعناية الإلهية عند ذلك يؤتي بصاحب السجلات ولم يبق في الموقف إلا من يدخل الجنة ممن لا حظ له في النار وهو آخر من يوزن له من الخلق فإن لا إله إلا الله له البدء والختام وقد يكون عين بدئها ختامها كصاحب السجلات ثم اعلم أن الله ما وضع في العموم من القوة ما يقابل به كل ضد وهذا لا يتفطن له كل عارف من أهل الله إلا الأنبياء الذين شرعوا للناس ما شرعوا ولا شك أنه قال صلى الله عليه وسلم ( أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله ) وقد قال ما أشارت إلى فضله من ادعى الخصوص من الذكر بكلمة الله الله وهو هو ولا شك أنه من جملة الأقوال التي لا إله إلا الله أفضل منها عند العلماء بالله
فعليك يا ولي بالذكر الثابت في العموم فإنه الذكرالأقوى وله النور الأضوي والمكانة الزلفى ولا يشعر بذلك إلا من لزمه وعمل به حتى أحكمه فإن الله ما وسع رحمته إلا للشمول وبلوغ المأمول وما من أحد إلا وهو يطلب النجاة وإن جهل طريقها فمن نفى بلا إله عينه أثبت بإلا الله كونه فتنفي عينك حكماً لا علماً وتوجب كون الحق حكماً وعلماً والإله من له جميع الأسماء وليست إلا لعين واحدة وهي مسمى الله عامر السماوات والأرض الذي بيده ميزان الرفع والخفض فعليك بلزوم هذا الذكر الذي قرن الله به وبالعلم به السعادة فعم 0



[B][وصية:

- وإياك ومعاداة أهل لا إله إلا الله فإن لها من الله الولاية العامة فهم أولياء الله وإن أخطئوا وجاءوا بتراب الأرض خطايا لا يشركون بالله لقيهم الله بمثلها مغفرة ومن ثبتت ولايته فقد حرمت محاربته ومن حارب الله فقد ذكر الله جزاءه في الدنيا والآخرة وكل من لم يطلعك الله على عداوته لله فلا تتخذه عدوّاً وأقل أحوالك إذا جهلته أن تهمل أمره فإذا تحققت أنه عدوّ لله وليس إلا المشرك فتبرأ منه كما فعل إبراهيم الخليل عليه السلام في حق أبيه آزر وقال الله عز وجل (( فلما تبين له أنه عدوّ لله تبرأ منه )) هذا ميزانك يقول الله تعالى ((لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم)) كما فعل إبراهيم الخليل (( أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)) ومتى لا تعلم ذلك فلا تعاد عباد الله بالإمكان ولا بما ظهر على اللسان والذي ينبغي لك أن تكره فعله لا عينه والعدو لله إنما تكره عينه ففرق بين من نكره عينه وهو عدو الله وبين من تكره فعله وهو المؤمن أو من تجهل خاتمته ممن ليس بمسلم في الوقت واحذر قوله تعالى في الصحيح ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) فإنه إذا جهل أمره وعاداه فما وفى حق الحق في خلقه فإنه ما يدري علم الله فيه وما بينه الله له حتى يتبرأ منه ويتخذه عدوّاً وإذا علم حاله الظاهر وإن كان عدو الله في نفس الأمر وأنت لا تعلم فواله لإقامة حق الله ولا تعاده فإن الاسم الإلهي الظاهر يخاصمك عند الله فلا تجعل عليك حجة فتهلك فإن لله الحجة البالغة فعامل عباد الله بالشفقة والرحمة كما أن الله يرزقهم على كفرهم وشركهم مع علمه بهم وما رزقهم إلا لعلمه لأن الذي هم فيه ما هم فيه بهم بل وهم فيه بهم لما قد ذكرناه بلسان العموم فإن الله خالق كل شيء وكفرهم وشركهم مخلوق فيهم وبلسان الخصوص ما ظهر حكم في موجود إلا بما هو عليه في حال العدم في ثبوته الذي علمه الله منه فلله الحجة البالغة على كل أحد مهما وقع نزاع ومحاجة فيسلم الأمر إليه واعلم أنك ما كنت عليه وعم برحمتك وشفقتك جميع الحيوان والمخلوقين ولا تقل هذا نبات وجماد ما عندهم خبر نعم عندهم أخبار أنت ما عندك خبر فاترك الوجود على ما هو عليه وارحمه برحمة موجده في وجوده ولا تنظر فيه من حيث ما يقام فيه في الوقت حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين فيتعين عليك عند ذلك أن تتخذهم أعداء لأمر الله لك بذلك حيث نهاك أن تتخذ عدوّه ولياً تلقى إليه بالمودّة فإن اضطرك ضعف يقين إلى مداراتهم فدارهم من غير أن تلقى إليهم بمودة ولكن مسالمة لدفع الشر عنك ففوّض الأمر إليه واعتمد في كل حال عليه إلى أن تلقاه -
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس