عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي منخفض عفار في اثيوبياأحر بقعة على سطح الارض

منخفض عفار في اثيوبياأحر بقعة على سطح الارض





عفار (اثيوبيا) ـ من باري مالوني - نظرت إلى صديقتي وانا لا اكاد اراها من شدة العرق الذي يتصبب على عيني ويصيبهما بحرقة شديدة وسألتها "أعلم كيف يبدو سؤالي.. ولكن هل تغير حجم رأسي؟"
في الليلة السابقة وصلنا لمنطقة بدوية نائية على بعد ساعة من منخفض عفار حيث توجد أعلى درجات حرارة على سطح الارض ويبلغ متوسطها السنوي 34.4 درجة مئوية.

قال لنا مرشدنا ونحن ننظر الى الصخور وسهول الملح التي يلمع لونها الابيض عن بعد ان درجة الحرارة ارتفعت إلى 67 درجة مئوية لكنه استطرد مطمئنا "من أجلكما ستكون درجة الحرارة غدا 47 درجة فقط."

ويلتقي في منطقة منخفض عفار البحر الاحمر وخليج عدن ووادي الصدع الاعظم في أفريقيا.

وتتعرض هذه المنطقة ببطء لكن بثبات الى عملية جذب بمعدل يتراوح ما بين سنتيمتر واحد الى اثنين سنويا ويقول بعض العلماء اننا نقف على نقطة ستصبح بعد عشرات الملايين من السنين محيطا جديدا يشطر القارة الافريقية الى شطرين.

أحضر لنا مضيفونا من رجال قبيلة عفار أسرة من القش مقابل دولار لكل سرير. سننام ليلتنا في العراء بدون اي نوع من الغطاء وبدون اي نسمة تخفف من حرارة الجو وستكون السماء السقف الوحيد الذي يحمينا.

حين تهب الرياح تكون مثل الهواء الساخن المنبعث من مجفف الشعر تلفح وجهك. يجلس رجال قبيلة عفار على مقربة ويبدون هذه الايام اكثر ودا بعد ان كانوا من اكثر القبائل المرهوبة الجانب في العالم واشتهروا بقطع خصى الاجانب ووضعها في قلائد طويلة للتباهي.

سنبيت ليلتنا في قرية (حمد الله) حيث اختطف خمسة سائحين اجانب في عام 2007 ونقلوا عبر الحدود إلى اريتريا واحتجزوا لمدة 12 يوما.

ومع وجود قاعدة عسكرية قريبة نمنا في سلام بعد ان ارهقتنا رحلة صباحية بالطائرة من اديس ابابا لبلدة مكاله ورحلة بالسيارة استغرقت ثماني ساعات من هناك.

ايقظني صوت خلال الليل فجلست لأرى جملا يطارد حمارا بأقصى سرعة وسط خيامنا. نظرت حولي فرأيت اصدقائي نياما فنظرت إلى القمر واغمضت عيني.

استيقظنا في الخامسة والنصف من صباح اليوم التالي وبعد تناول فطائر محلية صعدنا إلى سيارتين دفع رباعي وبدأنا رحلة الهبوط لمسافة 120 مترا تحت مستوى سطح البحر.

ورافقنا اربعة جنود اثيوبيين مسلحين ببنادق ايه كيه 47 لحمايتنا وقبع احدهم فوق سقف السيارة يراقب الافق تحسبا لظهور اي عصابات.

واستنفدت شدة الحرارة طاقتنا فور وصولنا إلى تل صخري كان علينا ان نصعده للوصول لبحيرات الملح والكبريت الشهيرة في منخفض عفار.

قررنا اننا لا نقوى على تمضية يومين إضافيين للوصول إلى بركان داباهو في منخفض عفار وهو لا يزال نشطا.

وقال مرشدنا "عشر دقائق فقط".

وبعد 35 دقيقة مرهقة وصلنا. استبد التعب بالطبع بالاثنين الايرلنديين في مجموعتنا على عكس الاثيوبيين الاربعة المرافقين لنا.

تصببت عرقا وعجزت عن الكلام وبدأت أشعر بتنميل في رأسي وقشعريرة تسري في جسدي. وادركت ان القدوم إلى منخفض عفار ثملا بعد ان امضيت ثلاثة ايام في حفلات في اديس ابابا فكرة سيئة.

لكنه شعور رائع ان تكون ضمن 500 سائح فقط يزورون هذا المكان سنويا.

يمزج المنظر الطبيعي بين اللون الاصفر الفاقع والبرتقالي والازرق وهو مفعم بالحياة. هناك صوت يئز ويتبخر ويهمس. وتتصاعد فقاعات الكبريت في كل مكان. نلتقط الصور ونحن نغطي انوفنا تجنبا لرائحته الكريهة.

ولكن علينا ان نتحرك سريعا فالبقاء لفترة طويلة في عفار خطير. وقال لنا مرشدنا ان امرأة فرنسية اختفت هنا قبل بضعة اعوام وحين عثر على رفاتها لم يكن هناك سوى العظام.

وسألته "هل كانت تسافر بمفردها؟"

فأجابني وهو متهلل "لا كانت في رحلة مع مرشد مثل هذه الرحلة تماما."

وفيما تحملنا السيارة بعيدا عن سهول الملح حاولت ان اتجاهل هلاوس بسيطة راودتني وان افكر في الوجهة القادمة لعطلتي في منتجع صديق للبيئة حيث ننوي التجوال سيرا على الاقدام وسط التلال في هذا البلد الجميل بتضاريسه الطبيعية المتنوعة.

ونحن نصعد ببطء إلى جبال تغطيها الخضرة خفت شدة الحر وغلف الصمت المكان


.(رويترز)
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس