عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي يشكو ربه إلى خلقه !!

بقلم: محمد ياسر القضماني


صنيعٌ مِنْ أسفه الصنيع وأحمقه أن تشكو ربك إلى عباده!
أو يرتاب في ذلك أحد؟ ومع ذلك قلَّ أن ينفكّ عنه واحد!
مرات ومرات شكونا الإله الرحيم البرّ الرؤوف إلى المخلوق القاسي الجافي الشحيح، أليس هذا مما لا ينقضي منه العجب؟!!
الله ابتلاني مرة، أو قَدَرَ عليّ رزقاً، أو قبض مني ولداً، أو وَتَرني مالاً أو حالاً؛ هل تخلَّت أقداره عن حكمة أو حكم؟!
أطلعتُ على الغيب فظهر لي صنع أفضل من صنعه، وقضاء خير من قضائه؟!
ثم شكايتي للعائدين في مرض – مشحون بالألطاف الإلهية والحكم الربانية – ما معناه؟ ما جدواه؟!
أَنْ أقول ما ابتُليت به من باب إظهار ما لديّ دون رائحة الاعتراض شيءٌ، وأَنْ أذكره على وجه التسخط والتعجب كيف أُصاب بهذا من بين أهل الحي أو العمل شيء آخر!!
وقد كان كعب الأحبار – رضي الله عنه – يقول: "من شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله تعالى، لم يجد للعبادة بعد ذلك حلاوة حتى يتوب الله تعالى عليه".
وهل قليل أَنْ يُحرم عبدٌ لذة طاعته؛ هذا إذا كان يذوق طعمها!؟
فلنتجرد في الشكاية لمن بيده الشكوى وزوالها!
يقول وهب بن منبه – رحمه الله تعالى -: "أوحى الله إلى العُزير عليه السلام: إذا نزلت بك بليّة فاحذر أن تشكوني إلى خلقي، وعاملني كما أعاملك، فكما لا أشكوك إلى ملائكتي إذا صعد إليّ عملك القبيح؛ كذلك لا ينبغي أن تشكوني إلى خلقي إذا نزل بك بلاء".
ثم أقول لك: لماذا لا تتعجب من الأكدار في هذه الدار فهي دار الدنيا، وليست الجنة التي يقال لأهلها: (ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ) وهي دار السلام؛ قيل في معناها: السلامة من الآفات.
وأختم بحكمة ابن عطاء السكندري – رحمة الله عليه -: "لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار، فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها"!!
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس