عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #8
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

أنواع الشهود




"ليس الشهود بعيون الرأس، أو لحدود الحسِّ، بل هو فوق عيون القلوب، لأنه من نور علاَّم الغيوب، ولكنه لعيون الأرواح يواجهها كطلعة الصباح، ولا يحد بجهة أو قيود، لأن الأرواح فوق الحدود، قال العارف بالله تعالى:






إذا ما تجلَّى لي فكلي أعينٌ=وإن هو ناجاني فكلي مسامعُ







فكأن الروح تخلع ثياب البشرية، وتفر إلى المشاهد العليَّة، كأنها عادت لبدنها يوم أن قال تعالى: { أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ } 1 .


وإيَّاك أن يغرَّك شيطان الحسّ؛ فتخلط بين مشهد الروح والقلب والرأس فتقع في اللبس.


ومن الواجب علينا أن نبحث عن العارفين، لنفرِّق بين هذه المشاهد ، ونأنس بالرب الواحد، وقد التبس هذا المشهد على الحلاَّج فأباح بمشهد الروح عند الحسّ فقتله الشرع... 2.



=====================================

1- : سورة الأعراف - الآية 172.

2- : الإمام العارف المحقق الحسين بن منصور الحلاج، وكنيته أبو مغيث: من بيضاء فارس، ونشأ بواسط، والعراق. صحب الجنيد، والنوري، وعَمْراً المكي، وغيرهم. واختلف المشايخ في أمره: فردَّه أكثرهم ونفوه، وأبوا أن يكون له قدمٌ في التصـوف. وقَبِلَهُ بعضهم: من جملتهم أبو العباس بن عطاء، وأبو عبد الله محمد بن خفيف، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد النصراباذي، وأثنوا عليه، وصححوا له حاله، وحكوا عنه كلامه، وجعلوه أحد المحققين، حتى قال محمد بن خفيف:"الحسين بن منصور: عالمٌ ربَّانيّ". قتل بباب الطاق من بغداد، يوم الثلاثاء لست بقين من ذي القعدة، سنة تسع وثلاثمائـة. من أقواله التي تدل على تحقيقه وعلو مقامه:" حجبهم بالاسم فعاشوا؛ ولو أبرز لهم علوم القدرة لطاشوا؛ ولو كشف لهم الحجاب عن الحقيقة لماتوا". وقال:" من أسكرته أنوار التوحيد، حجبته عن عبارة التجريد، بل من أسكرته أنوار التجريد، نطق عن حقائق التوحيد؛ لأن السكران هو الذي ينطق بكل مكتوم". وقال:"من التمس الحق بنور الإيمان، كان كمن طلب الشمس بنور الكواكـب".

قال أبو العباس الرازي: كان أخي خادماً للحسين بن منصور، فسمعته يقول: لما كانت الليلة التي وعد من الغد لقتله، قلت له: يا سيدي! أوصني. فقال لي: " عليك بنفسك، إن لم تشغلها شغلتك". فلما كان من الغد، وأُخرِجَ للقتل، قال: "حسب الواحد إفراد الواحد". ثم خرج يتبختر في قيده ويقول:




[CENTER]
نديمي غيرُ مَنسُوبِ=إلى شيءٍ من الحَيفِ
سقاني مثل ما يشر=ب فعل الضيف بالضيف
فلما دارت الكأسُُ=دعا بالنطع والسيفِ
كذا من يشرب الكأسَ=مع التِّنِّين في الصيف





ثم قال:{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقّ} .ثم ما نطق بعد ذلك حتى فعل به ما فعل.

انظر ترجمته في: طبقات الصوفية للسلمي 307-311، وتاريخ بغداد 1/112-141 رقم 4232، والمنتظم لابن الجوزي 6/160-164 رقم 265، ووفيات الأعيان 2/140-146 رقم 189، وسير أعلام النبلاء 14/313-354 رقم 205، وطبقات الأولياء لابن الملقِّن 187-188 رقم 35." اهـ43







(يتبع إن شاء الله تعالى .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-18-2011 الساعة 10:40 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس