استكمال الوصايا للاعتكاف
الجمعة 2/8/2013
التفكر في ذات الله جل وعلا ممنوعة ، والتفكر في مصنوعاته ومخلوقاته مامورة ، نتفكر في خلق السموات والارض ونتفكر في أنفسنا كما قال جل جلاله :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ.). وقال :( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ). وقال :( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ) .اذا هذا التفكر في المخلوقات وفي أنفسنا أمر القران الكريم لكن التفكر في ذاته جل وعلا ممنوعة ، سيدنا نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال : ( رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ )، بعد أن قال له جل جلاله : ( فَلاَ تَسْأَلْنِـي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )،
هل هناك دعاء ممنوع علينا نحن المؤمنين ؟
قال سيدنا حفظه الله ..لايوجد اي دعاء ممنوع تدعو الله جل جلاله بكل ماتدعوه به ، لكن هذا صدر من سيدنا نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بعد أن حدث الحدث بعد أن غرق ولده ،( فَقَالَ رَبّ إِنّ ابُنِي ) ، فهذا قال سيدنا كأنه فيه اعتراض على امر الله جل جلاله بعد أن نفذ اما باقي الدعاء فلا يوجد شيء ممنوع في الدعاء ..يعني لايوجد دعاء ممنوع حتى نقول نخشى ان نسال الله ماليس لنا به علم ، ادع ماتشاء من خير الدنيا والاخرة ، والله كريم ، أما سيدنا نوح عندما نهاه الله أن يسال ( فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) قال سيدنا لان هذا حدث ، غرق وانتهى ، فهذا وكانه فيه اعتراض والانبياء أشد الناس تأدبا مع الله جل جلاله ، هذا تعليم لنا ....
عليك أن تؤمن بالله جل جلاله ، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ، كل شيء وجد في الشريعة لابد أن نتمسك به ، ولا تقل لم فعلت كذا، لم افعل كذا، هذا ليس لنا .
كيف تقوي ايمانك حتى تنتقل من الايمان العلمي الى الايمان الحقيقي ؟؟
قال سيدنا حفظه الله ينتقل الايمان إلى الإيمان الحقيقي بالتمسك بالشريعة والسنة النبوية عليه الصلاة والسلام اولا تفكر في خلقك كينونيتك في بطن امك في هذه الظلمة كنت نطفة ثم علقة ثم مضغة الى ماورد في الاية الكريمة من سورة المؤمنون أصلنا كله مثل الدودة ، يعلق في رحم الام حتى كبرنا وكبرنا بأمر الله جل جلاله ، حتى صرنا خلق اخر ، ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ).. فاذا جاء وقت الوضع والولادة بأمر الخالق ، يخرج من هذا الرحم ، هذا يدل على أنه الخالق الواحد جل جلاله ، نتفكر في هذا ، الناس ليسو كلهم صالحين ، قال جل جلاله : { وَاتَّقُوا فِتْنَة لَا تُصِيبَن الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة } . المؤمنون كلهم في الدنيا ، لكن ليس كلهم يمتنعون عن المنهي والمنكر ، وليس كلهم يامر بالمعروف أو يفعل المعروف ... فيهم من يخالف ، منهم من يشرب الخمر ومنهم من يسرق وهكذا والعياذ بالله تعالى ، المؤمن لا يستطيع أن يمنع هذه المخالفات ولذلك اذا جاء البلاء يعم ، يفعل الله ما يشاء لا نعرف حكمته ولكن هو جل جلاله يعرف حكمته ، انتم تناقشون اهل الدنيا وأهل الفلوس لم لا تقولون لهم ، لم تزينون بناتكم وترسلون الى الجامعة ، يختلطون بالشباب هكذا والعياذ بالله ، لم لا تنظرون الى هذا ، هذا مخالف ، البلاء اذا جاء يعم ، والمصيبة تعم ، { وَاتَّقُوا فِتْنَة لَا تُصِيبَن الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة } ، بلاؤنا مصيبتنا بعدنا عن الدين بعدنا عن الشريعة ، اقرؤوا سورة الإسراء عن بني اسرائيل ، كيف جل جلاله سخر عليهم نبوخذ نصر فقتلهم في بيوتهم ، ثم رجعوا وتابوا الى الله، والله يرحم ويقبل التوبة ، وفي المرة الثانية خرجوا عن الشريعة فسلط الله عليهم المجوس الإيرانيين ، هذا كله في مطلع سورة الإسراء تقرؤونه وتقرؤون تفسيره ، لابد للمؤمن أن يصبر على البلاء ، ولابد للمؤمن أن يشكر الله على النعم ، ونوكل الامر الى الله جل جلاله ، فهو يفعل بنا ما يشاء ، ليس لنا اعتراض على من خلقنا وخلق الكونين ، ليس لنا أن نعترض عليه جل جلاله ، تمسكوا بالشريعة والسنة النبوية عليه الصلاة والسلام ، احيانا قبل هذا منهم يعترضون ، يقولون أحمد يقول شريعة شريعة شريعة ، لايتفكر وهو لا يعرف ان الشريعة والسنة النبوية عليه الصلاة والسلام هي اصل الدين ، لأنهم لايعرفون الشريعة ، الشريعة هي المذاهب الأربعة رضي الله تعالى عنهم ، استنبطوا من القران الكريم ومن السنة النبوية عليه الصلاة والسلام ، وهذا صار شريعة لنا ، هذا حلال ، هذا حرام ، هذا مندوب ، الى ماهنالك ، هذه المذاهب الأربعة اجتهدوا رضي الله تعالى عنهم ، بعدهم اذا يجتهدون ، اجتهادهم باطل ، غير مقبول، لأنهم توغلوا بالمادة ، لن يصلوا الى مرتبة هؤلاء المجتهدين رضي الله تعالى عنهم ، احكام الشريعة كلها من القران الكريم وفيها رضا الله جل جلاله .. وقوله جل جلاله :﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾ ، ماهي الحكمة ؟ الحكمة هي علوم القران الكريم والسنة النبوية عليه الصلاة والسلام ، هذه هي الحكمة .. الاستقامة عليها هو الحكمة
الاكل سهل ولكن تفكر هل هو من حلال هل هو من حرام ... من لحمه ينبت من الحرام لا يقبل الله دعائه ، هذا بلاء مصيبة ،
التجليات التي تأتي إلى المؤمن في الصلاة هذا ليس منه هذا من الله جل جلاله ، بواسطة القران الكريم ، عليكم أن لا تغروا ولا تتملكوا فضائل الله جل جلاله ، لا تغر بما هو ليس ملك لك ، هذا يأتي من الله ببركة القران الكريم ، هل تغر به والعياذ بالله ؟؟ لا... عليك ان لا تغر ...عقلك خفيفة اذا تغر ، العقل الخفيف مصيبة في الدين كذلك ، وكل واحد اذا دقق يعرف عقله ، قال لي واحد من اساتذتي رحمهم الله .. عقلك الديني أقوى من عقلك الدنيوي ، قلت له جزاك الله خيرا ، هذا خلق الله ايش نقول ، الله يفعل بنا مايشاء، بعضهم يتكلم بالتخمين ، عن القضاء والقدر او عن المستقبل ، يقول يذهب فلان تاريخ كذا .. الله العظيم عنده العلم جل جلاله ، وهذا البلاء لم ينزل إلا بإرادة الله جل جلاله وأمره ولا يرفع إلا بإرادته وأمره ، الكلام عن الغيب لا ينبغي لكل أحد ، بشيء من الصفوة قد يطلع الله ، ويحصل له ، ولكن الكلام عن الغيب ليس من الدين ، لا يعلم الغيب الا الله ، نحن ملك لله ، الكفار مخلوق له ، هو خلقهم جل جلاله ، الارض له ، المسلمون في سورية ابتلوا بهذا البلاء وهم على ارض الله والله يراه ، كله لله جل جلاله ، اذا اراد أن يرفع ... يرفع ، علينا أن ندعو للمسلمين ، هاجروا من سورية لكل الارض من أجل ان يفروا بدينهم ، يفروا من الموت ، بعض الذين جاؤوا إليهم من المهاجرين المؤمنون ، لا يعرفون هذه الحقيقة ، فلا يتحملونهم ، يقولون صار ضيق علينا ، ولكن هم هاجروا فرارا من الموت ، لا تتعلقوا بقول أحد ، تعلقوا بالله جل جلاله ، فحبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام ، كسرت رباعيته في المعركة ، ولم يكن يعرف ، وقال : اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون .. لم يطلع على الغيب عليه الصلاة والسلام ...على كل الغيب ،
بعض المؤمنين صاروا معتمدين على الكفار والعياذ بالله ، اعتمدوا عليهم ، هذا قدر الله .. الهداية بيد الله .
متى يزول التعلق بغير الله جل جلاله ؟
لابد لكم ان تعرفون من خلقكم ، الذي خلقك لابد أن تعرفه ، وإلا معناه أنت أبله لا تعرف نفسك ، لابد لك أن تكتب له ، يجب أن تعرف خالقك الذي أوجدك إلى الوجود ، أوجدك من العدم ، خرجت من بطن أمك ، من فتح فمك حتى تمص الثدي ... من أمك .. كلنا كنا هكذا .. نرجع إلى أصلنا ، ولكن النفس الأمارة تسبب الغفلة عن هذا ، لابد من التذلل لله جل جلاله ، فكل مولود يولد على الفطرة ، وإذا انحرفوا عن هذه الفطرة يكون نعوذ بالله اما يهوديا او نصرانيا هكذا .. ، لكن كل مولود يولد على فطرة الإسلام ، واذا لم ينحرفوا يثبتون على هذه الفطرة ، قال الله جل جلاله : فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين .. الله عالم بأمرنا . ولذا قال .. فلله الحجة البالغة ...الله عالم بأولنا واخرنا ، لايمكن لأحد ان يقول .. لو أعطاني الله الهداية لاهتديت ، فهو عالم به .. لو اعطاه الهداية .. وهو لم يكن من اهل الهداية فانه لن يقبل .. قال جل جلاله : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ، ولو طلبوا الهداية لأعطاهم جل جلاله ، قال جل جلاله : ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون ، فأبو جهل عليه لعنة الله فحم .. لم يتحول الى ذهب لم يقبل كلام النبي عليه الصلاة والسلام ، الذي قاله رسول الله عليه الصلاة والسلام لأبي بكر رضي الله تعالى عنه.. عينه قاله لأبي جهل ، لكن هذا فطرته فطرة جهنم نعوذ بالله خلق لأجلها ، أما سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فأصبح صديق الصديقين رضي الله عنه ، قد يحصل للإنسان صفوة فيطلعه الله على بعض من الغيب ، فإذا تكلم فهذا مخالف ، الذين يطلعهم الله جل جلاله على أسراره لا يبيحونها ، لا يعلم الغيب إلا الله ، وإذا أعلم الله جل جلاله الغيب لأحد فانه لا يتكلم ، وقد يتكلم للضرورة ، فلا يتكلم الا للضرورة ، ماذا نعمل نحن ؟ لابد لنا من التوبة ... والدعاء والتوكل على الله جل جلاله ، وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
بعضهم جاهل لا يعرفون أمور العقيدة ، من أعطى الرئاسة لبشار ؟؟ الله أعطاه ، ولو لم يكن أعطاه الله لما آلت له كله بأمر الله .. أعطاه الله جل جلاله وهو ليس لائقا بها ، هو ليس لائقا بها وأعطاه الله جل جلاله هذه الرئاسة ... من يأخذها منه ؟؟ لايأخذها منه الا الذي أعطاها له جل جلاله ، عندما يشاء يأخذ .. ألم تقرؤوا قول الله جل جلاله .. ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )...
الذي أعطى الملك للملوك هو الله .. ولا يأخذها منهم إلا الله .. بأمره عندما يشاء جل جلاله ... اصبروا حتى لا يقتل المسلمون ... لابد أن لا نكون سببا لقتل مؤمن أو مسلم اصبروا .. حتى يأخذ الرب جل جلاله من هؤلاء الظالمين .. فما أعطاهم ربهم ، سوف يأخذ منهم أن شاء الله ..
هؤلاء يدهم طويلة ولا يخافون من الله ، ولا يتورعون عن قتل المسلمين .
الربا عظمه الله في القران الكريم .. ولكن والعياذ بالله من طلبة العلم ويبيحون الربا ، هداية العالم على الله ..وليس عليهم .. بعض العلماء أباح الربا والعياذ بالله ، أصبح علمه وبالا عليه وعلى من يسمع منه ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ..وجزاكم الله خيرا وهنا انتهت وصايا الاعتكاف .. نسال الله أن يمد بعمر سيدنا ومرشدنا إلى الله ورسوله والشريعة وأن يمنحنا بكرمه العمل والتقوى انه سميع قريب ..والحمد لله رب العالمين ...والصلاة على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ....