عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2009
  #4
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: الفنون الشعريّة المستحدثة في العصرين المملوكي والعثماني

رابعاَ : القوافي المشتركة والملوّنة :

وهي أن تأتي قوافي الأبيات كلمة واحدة يختلف معناها من بيت لآخر .
يقول الرافعي : أوّل ما جاء من الشعر في ذلك ثلاثة أبيات للخليل وهي
:

يا ويح قلبي من دواعي الهوى = إنْ رَحَلَ الجيران عند الغروب
أتْبَعْتُهم طرفي وقد أزمعوا = ودمع عينيَّ كفيض الغروب
بانوا وفيهم طفلة حرّة = تفترّ عن مثل أقاحي الغروب
فلفظ " الغروب " الأولى يعني غروب الشمس , والثاني جمع غَرْب ؛ وهو الدّلو العظيمة المملوءة , والثالث جمع غَرْب ؛ وهو الوهاد المنخفضة .
وفي تاج العروس للشيخ يوسف بن عمران الحلبيَّ قصيدة مطلعها :
لِحاظٌ دونها غُولُ العَجُوزِ = وشَكَّتْ ضِعْفَ أَضعافِ العَجُوزِ
لِحاظُ رَشاً لها أَشْراكُ جَفْنٍ = فكَم قَنَصَت مِثالي من عَجُوزِ
وكَم أَصْمَتْ ولم تعرِف مُحِبّاً = كما الكُسَعِيُّ في رَمْيِ العَجُوزِ
وكمْ فتَكَتْ بقلبي ناظِراه = كما فتكَتْ بشاةٍ من عَجُوزِ
وكم أَطفَى لَمَاهُ العَذْبُ قَلْباً= أَضَرَّ به اللَّهيبُ من العَجُوزِ
وكم خَبَلٍ شَفَاهُ اللهُ منه = كذا جِلْدُ العَجُوزِ شِفَا العَجُوزِ
إذا ما زارَ نَمَّ عليه عَرْفٌ = وقد تَحْلُو الحَبائِبُ بالعَجُوزِ
رَشَفْت من المَراشِف منه ظَلْماً = أَلَذَّ جَنىً وأَحْلَى من عَجُوزِ
وجَدْتُ الثَّغْرَ عندَ الصُّبْحِ منه = شَذاهُ دُونَه نَشْرُ العَجُوزِ
أَجُرُّ ذُيولَ كِبْرٍ إنْ سَقانِي = براحَتِهِ العَجُوزَ على العَجُوزِ
برُوحِي مَنْ أُتاجِرُ في هَواه = فَأُدْعَى بينَ قَومِي بالعَجُوزِ
مُقِيمٌ لَمْ أَحُلْ في الحَيِّ عنه = إذا غَيري دَعَوْه بالعَجُوزِ
جَرَى حُبِّيه مجرى الروح منّي = كجَرْيِ الماءِ في رُطَبِ العَجُوز
وأَخرَسَ حُبّه منّي لِسانِي = وقد أَلْقَى المَفاصِلَ في العَجُوزِ
وصَيَّرَنِي الهَوَى من فَرْطِ سُقْمِي = شَبيهَ السِّلْكِ في سَمِّ العَجُوز
عَذُولِي لا تَلُمْنِي في هَواه = فلستُ بسامِعٍ نَبْحَ العَجُوزِ
تَرُومُ سُلُوَّهُ منِّي بجهْدٍ = سُلُوِّي دُونَ شَيْبُ العَجُوزِ
كلامُكَ باردٌ من غَير مَعنىً = يُحَاكِي بَرْدَ أَيّام العَجُوز
يَطوفُ القلْبُ حَولَ ضِياهُ حُبّاً = كما قد طافَ حَجٌّ بالعَجُوزِ
لهُ من فوقِ رُمْحِ القَدِّ صُدْغٌ = نَضيرٌ مثلُ خافقَةِ العَجُوزِ
وخَصْرٌ لم يزَلْ يُدعى سَقيماً = وعن حَملِ الرَّوادِفِ بالعَجوز
بلَحْظِي قد وَزَنْت البُوصَ منه = كما البيضاءُ تُوزَنُ بالعَجُوز
كأَنَّ عِذارَهُ والخَدَّ منه = عَجُوزٌ قد تَوارَتْ من عَجُوزِ
فهذا جَنَّتي لاشَكّ فيه = وهذا نارُه نارُ العَجُوزِ
تَراهُ فوقَ وَرْدِ الخَدِّ منه = عَجُوزاً قد حَكَى شَكْلَ العَجُوز
على كُلِّ القُلوبِ لهُ عَجُوزٌ = كذا الأَحباب تَحْلُو بالعَجُوزِ
دُمُوعِي في هَواهُ كنِيلِ مِصْرٍ = وأَنفاسِي كأَنْفاسِ العَجُوز
يَهُزُّ من القَوامِ اللَّدْنِ رُمْحاً = ومن جَفْنَيْه يَسْطُو بالعَجُوزِ
ويَكْسِرُ جَفْنَه إنْ رامَ حَرْباً = كّذاكَ السَّهمُ يفْعَلُ في العَجُوز
رَمَى عن قوسِ حاجِبِه فُؤادِي = بنَبْلٍ دُونها نَبْلُ العَجُوزِ
أَيا ظَبْياً له الأَحْشا كِناسٌ = ومَرْعَىً لا النَّضيرُ من العَجُوزِ
تُعَذِّبُني بأَنواع التَّجافِي = ومِثلِي لا يُجَازَى بالعَجُوز
فقُرْبُكَ دُونَ وَصْلِكَ لي مُضِرٌّ = كذا أَكلُ العَجُوز بلا عَجُوزِ
وهَيْفا من بناتِ الرُّومِ رُودٍ = بعَرْفِ وِصالِها مَحْضُ العَجُوزِ
تَضُرُّ بها المَناطِق إنْ تَثَنَّتْ = ويُوهِي جِسْمَها مَسُّ العَجُوزِ
عُتُوّاً في الهَوَى قَذَفَت فُؤادِي = فمَنْ شامَ العَجُوزَ من العَجُوزِ
وتُصْمِي القَلْبَ إنْ طَرَفَتْ بطَرْفٍ = بلا وَتَرٍ وسَهْمٍ من عَجُوزِ
كأَنَّ الشُّهْبَ في الزَّرْقا دِلاصٌ = وبَدْرُ سَمائِها نَفسُ العَجُوزِ
وشَمْسُ الأُفْقِ طَلْعَةُ مَنْ أَرانا = عَطاءَ البَحْرِ منه في العَجُوز
تَوَدّ يَسَارَه سُحْبُ الغَوادِي = وفَيْضُ يَمِينِه فَيْضُ العَجُوزِ
أَجلُّ قُضاةِ أَهلِ الأَرضِ فَضْلاً = وأَقْلاهُمْ إلى حُبِّ العَجُوزِ
كمال الدِّين لَيْثٌ في اقْتِناصِ الْـ = ـمَحامِد والسِّوَى دونَ العَجُوزِ
إذا ضَنَّ الغَمامُ على عُفاةٍ = سَقاهُمْ كَفُّه مَحْضَ العَجُوزِ
وكَمْ وضَعَ العَجُوزَ على عَجُوزٍ = وكم هَيّا عَجُوزاً في عَجُوزِ
وكَمْ أَرْوَى عُفاةً من نَداهُ = وأَشْبَعَ مَنْ شَكا فَرْطَ العَجُوزِ
إذا ما لاطَمَتْ أَمْواجُ أَمواجُ بَحْرٍ = فلم تَرْوَ الظُّماةُ من العَجُوز
أَهالي كلّ مِصْرٍ عنه تثْنِي = كذا كُلُّ الأَهالي من عَجُوزِ
مَدَى الأَيّامِ مُبْتَسِماً تَراهُ = وقد يَهَبُ العَجُوزَ من العَجُوزِ
تَرَدَّى بالتُّقَى طِفلاً وكَهْلاً = وشَيْخاً من هَواهُ في العَجُوزِ
وطابَ ثَناؤُهُ أَصلاً وفَرْعاً = كما قد طابَ عَرْفٌ من عَجُوزِ
إذا ضَلَّتْ أُناسٌ عن هُداها = فيَهْدِيها إلى أَهْدَى عَجُوزِ
ويَقْظانَ الفُؤادِ تَراهُ دَهْراً = إذا أَخَذَ السِّوَى فَرْطُ العَجُوزِ
وأَعظَمَ ماجِدٍ لُوِيَت عليه الـ = ـخَناصِرُ بالفضائل في العَجُوزِ
أَيا مَولىً سَما في الفضلِ حتّى = تَمَنَّتْ مثلَه شُهُبُ العَجُوزِ
إذا طاشَتْ حُلومُ ذَوِي عُقولٍ = فحِلْمُكَ دُونَه طَوْدُ العَجُوزِ
فكَمْ قد جاءَ مُمْتَحِنٌ إليكُم = فأُرْغمَ منه مُرتَفِعُ العَجُوزِ
إلى كَرَمٍ فإنْ سابَقْتَ قَوْماً = سَبقْتَهمُ على أَجْرَى عَجُوزِ
ففَضْلُكَ ليسَ يُحْصِيه مَديحٌ = كما لم يُحْصَ أَعْدادُ العَجُوزِ
مكانَتُكُم على هامِ الثُّرَيّا = ومَنْ يَقلاكَ راضٍ بالعجوز
رَكِبْتَ إلى المَعالي طِرْفَ عَزْمٍ = حَماهُ الله من شَيْنِ العَجُوزِ
ومعانيها حسب الترتيب ( مع ذكر معنى المكرّرة في البيت الواحد ) : المنية , الإبرة , الأَسَد , حِمار الوَحْش , الذئب , الخمر , الضَّبُع , الكَلَب , النَّميمة , ضَرْبٌ من التَّمر جيِّدٌ , المسك , الخمر , المَلك , التَّاجِر , المُسافِر , النَّخْلَة , الرَّعشة , الإبرة , الكلب , الغُراب , الأَيّام السبعة , الكعبة شرَّفها الله تعالى , الراية , مبالغة في العاجز , الصنْجة , الشّمس , دارَة الشَّمس , جهنَّم , المسك , العقرب , التحكم , النَّار , السيف , الحرب , الكنانة , النَّبات , المعاقبة , النَّبْت , السَّمْن , العافية , الثَّوب , النَّار , السِّنور , القوس , التُّرْس , الكَفّ , البحر , الدُّنيا , الثعلب , الذهب , القِدر , المنصب الذي توضع عليه , الناقة , الصفحة , الجوع , الركيَّة , القرية , الألف , البقر , الآخرة , المسك وإن تقدّم فبعيد , الطريق , السَّنَة , الشمس , السماء , الأَرض , الأَنف , الفرس , الرمل , الصومعة , العَرَج .

ولا يخفى التّكلف الواضح في القصيدة .
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس