رد: كلمة هادئة في حديث لاتطروني
منفصلة لرسول الله عن طاعة الله فهو المبلغ عن الله وهو المبين لكلام الله وهو الذي يأخذ البيعة لله فأي فخر بعد هذا الفخر وأي مدح بعد هذا المدح.
- قال تعالى: ] إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما[ ([1]
وهذه الآية تشتمل على أمر أصحابه r خصوصا وأمته عموما بتعظيم حرمته ولزوم الأدب معه ظاهرا وباطنا وبالانقياد له وبالنهي عن فعل ما يخل بتعظيمه واحترامه إلى قيام الساعة فكأن قائلا يقول: ما سبب هذا التشريف العظيم الذي لم يعهد له نظير؟ فيقال له: سبب ذلك ما تفضل الله تعالى بقوله: ] إن الله وملائكته يصلون على النبي [ إعلاما منه تعالى لعباده حتى يتم انقيادهم لما أمروا ونهوا عنه بذكره لهذه المنزلة الرفيعة لنبيه محمد r عنده من أنه يصلي عليه هو وملائكته ثم أمرنا معشر المؤمنين بالصلاة عليه والتسليم ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوى والسفلي.
ولقد اختلف في معنى الصلاة من الله تعالى ومن ملائكته على نبيه r على أقوال فقيل: هي منه تعالى ثناؤه عليه عند ملائكته وتعظيمه.
فمعنى »اللهم صل على محمد«: اللهم عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وإجزال أجره ومثوبته وإبداء فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتقديمه على كافة المقربين الشهود.
وقيل: رحمته ومنه قولهم: »صلى الله عليك « أي ترحم وترأف.
ذكر القاضي عياض نقلا عن أبي بكر القشيري: الصلاة على النبي r تشريف له وزيادة وتكرمة وعلى من دون النبي رحمة. وبهذا التقرير يظهر الفرق بين النبي r وبين سائر المؤمنين في أن الله وملائكته يصلون على النبي r من ذلك أرفع مما يليق بغيره والإجماع منعقد على أن في هذه الآية من تعظيم النبي r والتنويه به ما ليس في غيرها. أهـ ملخصا.
قال العباس عم النبي r أريد أن امتدحك فقال: رسول الله r قل لا يفضض الله فاك فأنشا يقول([2]:
([1]) سورة الأحزاب آية 56.
([2]) أسد الغابة.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات