عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الزوايا في دمشق

الزوايا في دمشق

الدكتور عبود عبد الله العسكري
يعود ذكر أقدم زاوية في دمشق لعام 600هـ وهي الزاوية الأرموية ، وقد عدد أكرم حسن العلبي الخوانق والربط والزوايا – ما بين 400هـ - الموجودة في دمشق كالآتي :
- الزاوية الأرموية 600هـ : تقع فوق مدفن الروضة بقاسيون ، تنسب للشيخ عبد الله بن يونس الأرموي الزاهد القدوة ، توفي في شوال سنة 631هـ ، واشتهرت هذه الزاوية فيما بعد باسم زاوية الشيخ محمد القاري ، وتلميذه الشيخ حسن ، وقد دثرت ؟
- الزاوية الدينورية 610هـ : تقع بسفح قاسيون تنسب إلى الشيخ عمر بن عبد الملك الدينوري الزاهد ، صاحب الأحوال والمجاهدات ، توفي في شعبان سنة 629هـ ، ولا أثر للزاوية اليوم .
- الزاوية القلندرية الدركزينية 616هـ : تقع في مقابر الباب الصغير ، قرب قبر السيدة سكينة ، تنسب إلى عدد من الشيوخ أولهم وأصلهم الشيخ محمد بن يونس جمال الدين الساوجي الذي قدم دمشق وسكن في قاسيون ، ثم عزف عن الدنيا وزهد فيها ، فأقام بمقبرة الباب الصغير ، ثم حلق رأسه ووجهه وحاجبيه ، فرقّ حاله لبعضهم ، فتبعوه واشتهر أمره وبعد صيته وذلك سنة 616هـ ، ثم سافر إلى دمياط ، فانطلى أمره على أهلها ، فاتبعوه وتوفي هناك في حدود سنة 630هـ . وخلفه في زعامة القلندرية في الشام ، مساعده جلال الدين دركزيني ، وبهما عرفت الطائفة ومعنى القلندرية ( المحلقون ) وبعضهم يكتبها ( قرندلية ) وقد أقام الشيخ الساوجي والدركزيني ، ومعهما عثمان كوهي الفارسي ، أقاموا طويلاً في قبة السيدة زينت بنت زين العابدين قبل استقلالهم بزاويتهم ، وكان للملك الظاهر اعتقاد فيهم ، ويكرم جماعتهم ، الأمر الذي أدى إلى تعاظم نفوذهم ، بعد ما قمعهم الملك الأشرف موسى لعدم التزامهم بقواعد الشرع .
وقد عاشت الطائفة القلندرية ما يزيد على مئة وخمسين عاماً ، وتعاظم شرها ، حيث إن ( ابن كثير ) ذكر صراحة أن القلندرية كانوا في عهده ( يأكلون الحشيش الخسيسة ) وطالب بإقامة الحد عليهم بأكلها ، كما أفتى بعض الفقهاء بذلك ، وفي ذي الحجة سنة 761هـ ، أصدر السلطان حسن أمراً بإلزامهم بزي الإسلام ، وترك زي الأعاجم والمجوس وتعزير من لا يلتزم بذلك شرعاً .
ويقول الشيخ دهمان أن زاويتهم في دمشق جددت سنة 1330هـ ، وبقي من البناء القديم حجر عليه اسم السلطان الملك الظاهر وشعاره ، وقد دفن في هذه الزاوية وما حولها عدد من المشاهير ، ولا تزال آثارها على يسار الداخل إلى مقام السيدة سكينة .
- الزاوية اليونسية 615هـ : بنيت بالشرف الأعلى ، شمالي التكية السليمانية ، تنسب إلى الشيخ يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني المخارقي القنيي من ( قنية ) تصغير قناة ، وهي قرية من أعمال ماردين ، ولم يكن للشيخ يونس شيخ ، وإنما ( انجذب ) إلى طريق الخير والصلاح ، وقد توفي سنة 619هـ في قريته عن تسعين عاماً ، وأثنى عليه ابن خلكان ، أما ابن تيمية فقد توقف فيه ثم عاد وأطلق لسانه فيه وفي أتباعه الذين سماهم الذهبي بأولي الشطح والزعارة وقلة العقل .
وقال فيهم النعيمي ( شر طوائف الفقراء ، ولهم أعمال تدل على الاستهتار والانحلال ، أستحيي من ذكرها ) .
- الزاوية الدينورية الشيخية 620هـ : بنيت في الصالحية : غربي الجامع المظفري ، لا أثر لها اليوم .
- الزاوية الفرنثية 621هـ : بنيت بسفح قاسيون ، تنسب إلى الشيخ علي الفرنثي الزاهد ، صاحب الأحوال والكرامات والمجاهدات . وقد روي عن الجمال الدولعي قوله :
( شاهدت الشيخ الفرنثي ، والحجر ينزل من المقطع فيشير إليه : يا مبارك يمين ، يا مبارك شمال ، فينحرف الحجر يميناً أو شمالاً ) .
- وقد توفي الشيخ الفرنثي سنة 621هـ وبنيت على قبره قبة في زاويته وما تزال هذه الزاوية قائمة في منطقة بين المدارس جوار المدرسة المرشدية من الغرب بالضبط ، وقد جددت التربة ، وكتبت على باب التربة البسملة وآية من القرآن الكريم واسم الواقف ، وتاريخ وفاته ، في جمادى الآخرة ، وهي إحدى الزوايا القليلة التي نجت من صروف الدهر .
- الزاوية الحريرية 625هـ : بنيت في ظاهر دمشق بالشرف القبلي ، ولا أثر لها اليوم . تنسب إلى الشيخ أبي محمد علي بن أبي الحسن علي بن مسعود الحريري الدمشقي الفقير ، ولد بقرية ( بسر ) في حوران ، وتعلم بدمشق ، ( ثم تمفقر ) وعظم أمره وكثر أتباعه ، وأقبل على لذيذ الطعام ، وعلى الراحة والسماعات والملاح ، وبالغ في ذلك ، فمن يحسن الظن به يقول كان صحيحاً في نفسه صاحب حال وتمكن ووصول ، ومن خبر أمره رماه بالكفر والضلال ، وهو أحد من لا يقطع عليه بجنة ولا نار ، فإنا لا نعلم ما ختم له ، توفي في عصر يوم الجمعة 26 رمضان سنة 645هـ وقد نيف عن التسعين هذا ما ذكره الذهبي وقال ابن كثير : إن الشيخ العز بن عبد السلام وتقي الدين بن الصلاح وآخرين أنكروا عليه أفعاله ، فاعتقله الملك الأشرف موسى بن العادل الأيوبي ، وألزمه بالإقامة في قريته حتى توفي فيها في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس